هل النزيف واستخدامي موانع الحمل السبب في المخاوف والدوخة التي أتتني؟

0 420

السؤال

أود أن أشكركم على هذا الموقع الرائع.

مشكلتي بدأت منذ سنة تقريبا, وذلك بإصابتي بنوبة من الخوف الشديد, والتي أحسست من خلالها بدنو أجلي, فأسرعت إلى الماء ووقفت تحته, وبعد ذلك أصابني الخوف, وأصبحت أركز على كل كبيرة وصغيرة تحدث بجسمي.

بعد ذلك أصبحت شاردة, ولا أشعر بطعم الحياة, على الرغم أنني متزوجة, وعندي طفلان, وأصبحت أشعر بالإعياء, حيث أصابني ألم بالمعدة, وتوجهت لطبيب الباطنية, وأخبرني أنه التهاب بالمعدة, وأخذت بعض الدواء من ضمنها البوسبار, وهدأت معدتي قليلا, لكن إحساسي بالموت لم ينته, خاصة أنه قد أصابتني دوخة وعدم اتزان - كأنني أمشي على الماء -.

توجهت إلى طبيب النساء, حيث كنت أعاني من بعض النزيف الذي يأتيني بين الدورة والأخرى؛ وذلك لاستعمالي بعض موانع الحمل مثل: الحبوب واللولب - حقنة الثلاثة أشهر -, ولكن – للأسف - لم تناسبني؛ فتوقفت عنها, وأخذت بعض الأدوية مثل: السترونات التي أوقفت النزيف, ولكن لم توقف شعوري بالدوخة, وخوفي من الموت, لا لي, ولا لأحد من عائلتي.

بعد ذلك توجهت لطبيب الأنف والأذن فصرف لي البيتاسيرك, ولكن الدوخة لم تنته, فذهبت إلى طبيب آخر فطلب مني عمل ضغط سمع واتزان - والحمد لله - كان سليما, فسألته ماذا أفعل؟ فأخبرني أن المشكلة نفسية, وعلي التوجه إلى طبيب نفسي, وبالطبع ذهبت إلى طبيبة نفسية, وأخبرتها بتاريخ حالتي, فكتبت لي السبرالكس10 حبة يوميا بعد الإفطار, والتربتزول 25 حبة قبل النوم, فتحسنت حالتي خلال الشهر الأول, ولكن عند سماعي خبر وفاة شخص - قريبا كان أو بعيدا – وحتى عند المشاكل الزوجية العادية؛ فإن الحالة سرعان ما تعاودني, مع نوبات الفزع والخوف.

استمررت على العلاج ثلاثة أشهر, ثم أوقفته, حيث انشغلت بالعمل, ولكن – للأسف - عاودتني الحالة مع الدوخة التي لم تنته بعد, مع رفرفة في القلب من حين لآخر, ورعشة داخلية في الجسم, وضيق بالتنفس, وكأن شيئا يقف في حلقي, وتنميل, وبرودة الأطراف, وشعوري بالموت في كل مرة كالمرة الأولى.

فرجعت مرة أخرى إلى التربتزول ليلا فقط؛ حتى أستطيع النوم, فهدأت حالتي قليلا, ولكنها لم تنته تماما, فماذا أفعل؟ وهل النزيف الذي أصابني سابقا واستخدامي موانع الحمل كان سببا في هذه الحالة, وفي الدوخة التي تأتيني - علما بعدم وجود أنيميا بالتحاليل - أم ماذا؟ - وأنا أحافظ على الصلاة, وأتقرب إلى الله قدر استطاعتي - وإذا أخذت دواء فهل سيكون السبرالكس؟ علما أنني أخذته سابقا - منذ حوالي أربعة أشهر - وربما تعرف إليه جسمي, فلن يأت بنتيجة مرة أخرى, فهل هذه النظرية صحيحة أم لا؟

أرجو منكم مساعدتي, والرد علي - جزاكم الله خيرا -.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ علياء حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته, وبعد:

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا.

أسأل الله لك العافية والشفاء, والتوفيق والسداد، حالتك واضحة جدا - أيتها الفاضلة الكريمة - وهي نوع من قلق المخاوف الوساوسي، والحالة بدأت كنوبة عرض أو فزع، وبعد ذلك أصبحت تلك الأعراض أكثر استحواذا وإطباقا، وظهرت المكونات الوسواسية في شكل ما نسميه بالقلق الاستباقي، أو القلق التوقعي الذي أحد مكوناته الرئيسة هي المخاوف, وكذلك الوساوس.

أنا أقول لك: أرجو أن تطمئني أولا، وأفهم طبيعة حالتك؛ فهي وإن كانت مزعجة لكنها ليست خطيرة, وصرف الانتباه عنها يعتبر علاجا رئيسا وأساسيا, وصرف الانتباه يتأتى من خلال أن يحاول الإنسان أن يشعر بأن صحته ممتازة، وأن يدير وقته بصورة صحيحة، وأن يعيش حياة صحية، والحياة الصحية تتطلب ممارسة الرياضة, مع النوم المبكر، والدعاء, وإقامة الصلوات في وقتها، والتنظيم الغذائي، وأن يكون الشخص إيجابيا في تفكيره.

أنت لديك أشياء طيبة في حياتك, فيجب أن تدفعك نحو الفكر الإيجابي المؤسس، فأنصحك بهذه الحياة الصحية, وأعتقد أنها سوف تمثل دافعا ممتازا لتقليص كل أعراض الخوف والقلق والوساوس التي تعانين منها.

وبالنسبة لموضوع النزيف: فلا أعتقد أن له علاقة بحالتك.

لكن الإنسان الذي لديه قابلية للقلق والاستعداد والمخاوف يتخوف من كل شيء, ومن هذه الناحية ربما يكون هنالك تأثير رمزي بسيط؛ فأرجو أن تطمئني.

العلاج الدوائي: أرجو ألا تتخوفي منه, ولا تتردي حياله، فالسبرالكس عقار جيد جدا؛ لكني أرى أن توجهك نحوه سلبي بعض الشيء؛ لكن أنصحك بدواء آخر متوفر في مصر, والدواء هو سيرترالين (Sertraline), وزولفت (Zoloft )، وأيضا لسترال (Lustral), وهناك منتج مصري يسمى (المودبكس) وهو منتج جيد.

والجرعة المطلوبة في حالتك هي أن تبدئي بنصف حبة 25 ملي جرام, تتناولينها ليلا لمدة 10 أيام, بعد ذلك اجعليها حبة كاملة - 50 ملجم -, استمري عليها لمدة شهر, ثم اجعليها حبتين ليلا - أي 100 ملجم - وهذه هي الجرعة العلاجية التي يجب أن تستمري عليها لمدة ثلاثة أشهر, بعد ذلك خفضيها إلى واحدة ليلا لمدة 6 أشهر, ثم اجعليها نصف حبة ليلا لمدة شهر, ثم نصف حبة يوما بعد يوم لمدة شهر آخر, ثم توقفي عن تناول الدواء.

مدة العلاج هذه ليست طويلة أبدا, وهي مدة معقولة, وأنا أعتقد أنك إن استشرت طبيبتك النفسية أنها لن ترفض ما نصحناك به، وأريدك أيضا أن تركزي على تمارين الاسترخاء, ويمكن للطبيبة النفسية والأخصائية النفسية العمل معها؛ على أن تقوم بتدريبك على هذه التمارين, وإن لم تتمكني من مقابلة الطبيبة أو الأخصائية النفسية فيمكنك أن ترجعي إلى استشارة إسلام ويب (2136015) وسوف تجدين بها بعض الإرشادات المفيدة جدا لكيفية تطبيق تمارين الاسترخاء, والتي نعتبرها الآن أحد العلاجات السلوكية لعلاج القلق والخوف والوساوس والتوتر.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا.

مواد ذات صلة

الاستشارات