السؤال
السلام عليكم
أصبت منذ أيام بحكة, وانتشار لحب مختلف بين الصغير والمتوسط الحجم على أنحاء الجسم, والمتراكم مع بعضه البعض أحيانا أخرى, وذلك على مستوى باطن الذراعين, والفخذين, وأسفل الظهر والبطن.
المهم ذهبت إلى طبيب وأجرى لي فحص دم, وقال إنه: ( rebeole) أي الحصبة الألمانية, وأعطاني مرهما فقط حتى تذهب الندبات والآثار التي يخلفها, وبعدها ظهر أيضا حب صغير الحجم برؤوس بنية, يسبب لي وخزا, فسرته أسرتي أنه (بوشوكة) على حد تعبيرنا العامي هنا في الجزائر.
سؤالي: لدي رضيع عمره ثمانية أشهر, أخذ تلقيحات الأشهر الخمس الأولى, وأخذها متأخرة, أي ليست الخاصة بالحصبة, وهو يرضع رضاعة طبيعية (أي أنه دائم الالتصاق بي) فهل يمكن أن تنتقل إليه العدوى؟ وما هي أسوأ الاحتمالات؟ وفي حالة اشتكى من العدوى، ما هي الأعراض التي قد تظهر عليه لكي انتبه لها؟ وماذا أفعل في هذه الحالة؟
أفيدوني رجاء.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ خديجة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد،،،
الحصبة الألمانية من الأمراض المعدية, والتي تظهر في صورة طفح جلدي, وارتفاع في درجة الحرارة, واحتقان في الزور، ورشح بالأنف, مع انتفاخ في الغدد الليمفاوية, بالأخص خلف الأذن والرقبة, والمرض في ذاته مرض بسيط, وفي العادة لا يسبب أي مضاعفات, أو مشكلات, ولكن المشكلة الكبرى هى إذا حدثت الإصابة أثناء الحمل, ففي هذه الحالة يحدث ما يسمى متلازمة الروبلا, أو الحصبة الألمانية الخلقية: (Congenital Rubella Syndrome) والتي تؤدي إلى الإجهاض, أو ولادة طفل ميت, أو مصاب بتشوهات خلقية كبيرة.
والحمد لله أن هذا ليس له علاقة بمشكلتك, وهنا أود أن أؤكد على فائدة التطعيم ضد هذا المرض, والتي يعطي مناعة مدى الحياة, ويجب على السيدات اللواتي يقدمن على الزواج اختبار نسبة المضادات لهذا المرض في الدم؛ للتأكد من استمرارية فاعلية التطعيم, ويمكن أخذ جرعة منشطة من التطعيم, وذلك على الأقل قبل ثلاثة أشهر من وجود فرصة للحمل.
أما بالنسبة لسؤالك؛ فيمكن انتقال العدوى إلى طفلك, وتظهر أعراض المرض من أسبوعين إلى ثلاثة أسابيع تقريبا بعد التعرض للعدوى, وتبدأ أعراض المرض بارتفاع طفيف في درجة الحرارة, مع حدوث احتقان بالزور, ورشح بالأنف, ويبدأ ظهور الطفح الجلدي بالوجه, ثم يزداد في الانتشار ليشمل الرقبة, والجسم, ثم الأطراف, وربما يكون مصحوبا بانتفاخ بالغدد الليمفاوية, وبالأخص خلف الأذن والرقبة, وعادة ما يتعافى الشخص المصاب بعد ذلك بدون مضاعفات بإذن الله.
ويحتاج المريض إلى الراحة, والاهتمام بالتغذية, والسوائل, وربما تناول بعض المسكنات الخفيفة, وفي حالتكم أنصح بالتوجة إلى طبيب الأطفال مباشرة إذا حدثت أي من الأعراض السابق ذكرها؛ للتأكد من التشخيص, وتقييم حدة الإصابة, وعلاجها بالصورة المناسبة.
وحفظ الله طفلكم ووفقكم الله.