السؤال
ابنتي في الصف الثاني الابتدائي، عندما أذهب إلى مدرستها وأسأل عنها المدرسات، كلهم يذكر شكوى واحدة، وهي: الكلام الكثير، وعدم التركيز، وللعلم فهم يقولون بأنها ذكية جدا، وفعلا هي كذلك، وطبعا عصبية، وأسلوبها معي سيء للغاية، فماذا أفعل معها؟ جزاكم الله خيرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ منال حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
شكرا لك على الكتابة إلينا.
هناك احتمالان لمثل هذه الحالة عند طفلتك مما شكت منه المعلمات، من كثرة الكلام والحركة، وضعف التركيز:
الأول: أن هذه الطفلة عندها حالة من فرط الحركة وتشتت الانتباه، وبالتالي يصعب عليها أن تجلس أو تركـز لأي عمل أو نشاط.
والثاني: أن هذه الحالة من فرط الحركة هي من النوع الذي ينضبط تماما من خلال العمل الهادئ والمنظم، ففي كثير من الأحيان قد لا يهدأ الطفل بسبب قلة الترتيب، وكثرة الأنشطة والفعاليات، مما يجعل الطفل مشوش الذهن، ويصعب عليه الجلوس والهدوء.
وفي كلا الحالتين، سواء كان فرط الحركة أو ردة الفعل على الواقع من حولها، فإن مما يساعد هذه الطفلة كثيرا أن نحاول تنظيم وقتها، والقيام بالأنشطة بشكل هادئ ومرتب، وبأن تحاولي أنت وكذلك معلمات المدرسة ومن معك من الكبار؛ أن تتحلوا بالهدوء والتروي في القيام بالأعمال، بحيث تشعر البنت بأن الأمور تسير بهدوء وببطء، فالإنسان إذا وجد في مكان فيه الكثير من الحركة فإنه وبشكل طبيعي يشعر بكثرة الحركة، وبشيء في داخله يدفعه لكثرة الحركة، وكذلك لو كان في مكان هادئ فإنه سيشعر بالهدوء والتركيز.
أخيرا: لا تنسي أن هذه الطفلة ما زالت صغيرة، ولذلك فهناك احتمال كبير أن تنمو وتتجاوز هذه الحركة الزائدة، وعليك بالصبر والتأني والهدوء معها.
الأصل أن تعرف معلمات المدرسة كيفية التواصل والعمل مع ابنتك، وإذا استمرت شكاوى المعلمات، فأنصحك بعرض الفتاة على طبيب أطفال لتأكيد أو نفي تشخيص "فرط الحركة وتشتت الانتباه" وهي حالة طبية معروفة ولها عدة علاجات، ولكن لابد من تأكيد التشخيص أولا.
حفظ الله طفلتك، وأقر عيونكم بها.