السؤال
السلام عليكم.
أستعمل دواء الفلوكستين لعلاج الوساوس والأفكار السيئة التسلطية، وآخذه بمقدار حبتين في اليوم مساء، علما أني كنت أستخدمه وتركته والآن رجعت له. تزداد عندي هذه الأفكار صباحا وعصرا عند تناول الدواء لكن ليلا أهدأ.
ليس لدي أطفال لكني أحاول أن أحمل، فهل يؤثر على الحمل؟ وما الوصفة المناسبة لأخذ الدواء؟ وكم مدته؟ وهل له أضرار؟
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أحلام حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
عقار (فلوكستين) من أفضل الأدوية التي تعالج الوساوس، خاصة الوساوس التسلطية ذات المكون الفكري النمطي الاجتراري، والفلوكستين فعاليته تدعم من خلال الممارسات السلوكية والتي تقوم على مبدأ رفض هذه الأفكار، وتجاهلها وعدم مناقشتها، بل القيام بما هو مضاد لها.
جرعة كبسولتين في اليوم –أي أربعون مليجراما– هي جرعة جيدة، لكن بعض الحالات قد تحتاج لأن ترفع الجرعة إلى ستين مليجراما في اليوم لمدة شهرين أو ثلاثة على الأقل، وهذه الجرعة –أي جرعة ستين مليجراما– تؤدي إلى ما نسميه بـ (الإغمار) أو(الإطماء) للمستقبلات العصبية في الدماغ، وهذا يجعل الاستجابة للعلاج أفضل كثيرا. وفي بعض الأحيان أيضا ندعم عقار فلوكستين بعقار آخر يسمى (رزبريادون)، نعطي جرعة صغيرة من هذا الدواء حوالي واحد مليجرام (مثلا) لمدة أسبوعين، بعد ذلك تكون الجرعة اثنين مليجرام ليلا لمدة شهر، ثم واحد مليجرام ليلا لمدة شهرين (مثلا) ثم يتم التوقف عن تناول الدواء. هذه مقترحات علاجية، لكني لا أريدك أن تتخذي هذه الخطوات دون الرجوع إلى طبيبك.
بالنسبة لعقار فلوكستين: لا يؤثر على الحمل، بمعنى أنه لا يمنع الحمل، حيث إنه ليس له أي تأثيرات هرمونية سلبية، وأبشرك –أيتها الفاضلة الكريمة– أن الفلوكستين أيضا وجد أنه سليم ولا يؤثر على الأجنة في مرحلة تكوينها وتخليقها، لكن قطعا المبدأ العام هو تجنب الأدوية –أيا كانت– في أثناء الحمل، أو إذا كان لابد من تناول الدواء يجب أن يكون ذلك من خلال الإشراف الطبي النفسي والمشترك مع طبيبة النساء والتوليد. فأرجو أن تطمئني لسلامة هذا الدواء.
بالنسبة لتأرجح الأعراض لديك بأنها تزداد في فترة الصباح وتتحسن ليلا: هذا أعتقد أنه مرتبط بمزاجك، لأن المزاج الاكتئابي يظهر أكثر في فترة الصباح، ويعرف أن حوالي ستين بالمائة من الذين يعانون من الوساوس القهرية لديهم أيضا درجة بسيطة إلى متوسطة من الاكتئاب، فلا تنزعجي لهذا الأمر. أعتقد أنه أمر عابر متعلق بمزاجك وبالاستمرار -إن شاء الله تعالى- في الدواء سوف تختفي هذه الأعراض. وأرجو أن يكون لديك الإرادة والإصرار على التحسن، فهذا أمر مهم.
أما بالنسبة لمدة تناول الدواء فأنا أقول لك أن الفلوكستين دواء سليم، ومدة علاج الوساوس القهرية يجب ألا تقل عن عام، بمعنى أن الدواء يجب تناوله خلال هذه المدة، وذلك اعتمادا على مراحل العلاج المعروفة –تكون الجرعة التمهيدية أولا، ثم الجرعة العلاجية، ثم الجرعة الوقائية–، لكن القرار النهائي قطعا متروك للطبيب المعالج. الذي أؤكده لك وأطمئنك حياله أن الفلوكستين دواء سليم، وسليم جدا، وأعرف من يتناولونه الآن لمدة أعوام طويلة دون أي مشاكل أو ضرر.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وبالله التوفيق والسداد.