السؤال
السلام عليكم
أشكركم على هذا الموقع المميز والمفيد، ولقد استفدت منه كثيرا، وأود أن أشرح لكم حالتي، وأرجو أن أجد لديكم الجواب الشافي.
أنا متزوجة منذ 3 سنوات، ولم يحدث لي حمل بسبب وجود ألياف متعددة الأحجام في الرحم، مما يعيق حدوث إخصاب وحصول انسداد المبايض وغيرها، وتمت إزالتها جميعا عن طريق عملية المنظار البطني، وتمت العملية بنجاح، وكانت أوراما رحمية حميدة.
دورتي الشهرية غير منتظمة منذ البلوغ، وحتى عندما كنت في وزن مثالي، وخلال المراجعة الطبية عند طبيبة النساء تم اكتشاف وجود أكياس على المبيض، فنصحتني بإنقاص وزني وأخذ دواء حبوب (كلوفاج 2000) في اليوم، وما زلت مستمرة عليه.
المشكلة تكمن في أنني قد أضعت الوقت الكثير في البحث عن الطبيبة المناسبة، أيضا التكيس أتعب نفسيتي كثيرا، والدواء يسبب لي حالة من الغثيان، وأحيانا النعاس طوال اليوم.
أرغب بالحمل وأعطتني الدكتورة حبوب منشط (كولوميد) في اليوم الثالث من الدورة، ولم آخذه حتى الآن، وبالنسبة للوزن تم إنقاص 5 كيلو في شهرين، وما زلت مستمرة في إنقاص وزني.
طلبت مني الدكتورة عمل أشعة صبغية على الرحم، فتبين أن بطانة الرحم ممتازة والرحم سليم، ولكن لدي أنبوب أيمن سالك ومفتوح، والأنبوب بجهة اليسار مغلق وليس سالكا.
عملت التحاليل وتبين أن هرمون الحليب مرتفع قليلا، وأعطتني دواء (دوستنكس) لتنظيم الهرمون ومستمرة عليه، وتبين تحليل التبويض ضعيف fsh ,LH فأعطتني حبوب دافستون.
أود أن أستفسر، هل يحدث حمل بوجود أنبوب واحد فقط، وهرمون الحليب مرتفع وأنا آخذ الدواء؟ وهل عملية الألياف تؤثر في الرحم، وتضعف بطانته؟ وهل يوجد أمل بأن أحمل في هذا العمر؟
هل عملية أطفال الأنابيب أو الحقن المجهري أفضل لي بعد هذا التأخير أو سوف تؤثر علي بسبب وجود التكيس، وأنا مستمرة على دواء (كلوفاج) منذ 4 أشهر ونصف؟
أرجو المساعدة بحل مشكلتي، وشكرا لكم وفي ميزان حسناتكم.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أم محمد حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
نعم يا عزيزتي, من الممكن أن يحدث الحمل بوجود أنبوبة واحدة فقط, وهذا في حال كانت بقية الأمور طبيعية.
لكن بالنسبة لك, فهنالك عوامل عدة يجب أخذها بعين الاعتبار, فأنت لديك تكيس في المبايض, وقد مضى على زواجك 3 سنوات, ولذلك لا يجوز إضاعة الوقت بالانتظار, خاصة لمن كانت في مثل عمرك.
على الرغم من أنك ما زلت في السن المخصب, إلا أنه يجب الانتباه إلى أن الخصوبة ستبدأ بالتراجع، وبشكل ملحوظ بعد سن الخامسة والثلاثين, لذلك يجب في مثل ظروفك اللجوء إلى عملية أطفال الأنابيب لعدة أسباب أهمها:
- إن نسبة نجاح هذه العملية لها علاقة كبيرة بعمر السيدة, فكلما كانت بسن أصغر كلما كانت نسبة النجاح أعلى.
- لا نضمن وظيفة الأنبوبة الثانية عندك, فلا يكفي أن تكون هذه الأنبوبة سالكة من أجل القول بأنها طبيعية, بل يجب أن تكون وظيفة أهداب الخلايا المبطنة لها أيضا طبيعية, ولا يوجد بين أيدينا لغاية الآن طريقة يمكن من خلالها تقييم هذه الوظيفة.
- بطبيعة الحال ستحتاجين إلى المنشطات لعلاج تكيس المبايض, أي أنك ستقطعين شوطا من طريق العلاج المتبع في أطفال الأنابيب في كل الأحوال, ويمكن إكمال هذا الطريق بسحب البويضات المتطورة وتلقيحها بالمختبر.
لذلك فإنني أرى بأن الحل الأمثل في مثل حالتك هو بعدم إضاعة الوقت, بل اللجوء إلى عملية أطفال الأنابيب مباشرة, وبالطبع يجب عليك الاستعداد حينها لكل الاحتمالات, فحتى عملية أطفال الأنابيب فإنها قد لا تنجح من أول محاولة, لا قدر الله, وقد تضطرين إلى إعادتها.
بالنسبة لهرمون الحليب, فإن تكيس المبايض يؤدي أحيانا (وبنسبة 40% من الحالات) إلى ارتفاع هرمون الحليب, وبعلاج التكيس فإن هرمون الحليب يعود إلى الطبيعي.
إن عملية إزالة الألياف, إن لم يتم خلالها وصول الجرح إلى جوف الرحم وإلى بطانته, أي إن لم تكن الأورام الليفية قد دخلت إلى جوف الرحم, فإن العملية لا تؤثر على البطانة.
أنت ذكرت بأن بطانة الرحم سماكتها جيدة بالتصوير, وهذا أمر مطمئن, وأفضل طريقة لتقييم جوف الرحم هو بعمل تنظير للرحم، وبعض المراكز المختصة بأطفال الأنابيب, تقوم بعمل التنظير الرحمي للسيدات, كإجراء روتيني في مثل هذه الحالات.
لذلك أنصحك بالمتابعة في مركز معروف لمساعدة الإنجاب يكون ذا سمعة وخبرة جيدة, فلن يفوته شيء من هذه الأمور بإذن الله تعالى.
نسأل الله العلي القدير أن يرزقك بما تقر به عينك عما قريب.