أخي أصبح عصبياً ويميل للانطوائية والوحدة..فما تشخيصكم لحالته؟

0 345

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

بداية: أشكركم على هذا الموقع الرائع، وأسأل الله أن يجزيكم خير الجزاء.

أنا لدي مشكلة حصلت لأخي الكبير ذي الـ30 عاما، مستواه التعليمي جامعي، منذ حوالي أربع سنوات تقريبا تغيرت شخصيته بشكل كامل في كل النواحي، أصبح منعزلا عن الناس، ويميل كثيرا للانطوائية والوحدة، أصبح عصبيا لدرجة لا تطاق بعد ما كان في قمة الهدوء والأخلاق، وكان هو من يحاول تهدئتنا عندما نعصب، أصبح أيضا يفكر في بعض الأحيان بطريقة ساذجة، ويهتم بأدق التفاصيل، وأحيانا أشعر أنه يتصرف كالأطفال الصغار، ويغضب ويثور علينا لأتفه الأسباب.

مظهره الخارجي لم يعد يهتم به، أجده دائما يرتدي الملابس المهترئة، والجوارب الممزقة، ولا يقوم بتمشيط شعره، والغريب في الأمر أنه مصاب بوسواس النظافة فقط في جسمه، فهو يستحم كثيرا، وبشكل مبالغ فيه، ويقوم بغسل جميع ملابسه كل يوم، ولا يطيق أن يلمسه أحد، مع العلم أن غرفته أقل ما يقال عنها أنها قذرة من شدة الأوساخ المرمية هنا وهناك، ولا ينظفها أبدا.

عندما يدخل إلى المرحاض -أكرمكم الله- يقضي فيه حوالي ثلث ساعة، ويتكرر دخوله إليه كل نصف ساعة تقريبا.

دائما أجده سارح الفكر مشغول البال، وكلامه مشتت، وأصبح يتلعثم كثيرا، والأسوأ أنه أصبح حقودا لدرجة كبيرة بعدما كان طيب القلب وأخلاقه عالية جدا.

أصبح ينام طول النهار، ولا يصحو إلا مع آذان المغرب، أصبح مقصرا جدا في أداء الصلوات في وقتها، فهو يصليها عندما يستيقظ فقط، ودائما يلقي باللوم على الجميع، وكثيرا ما يمدح نفسه، ويعتقد أنه معصوم من الأخطاء، وأنه أفضل من الجميع، ولا ينتقد نفسه أبدا حتى وإن كان مخطئا، ويقوم بتحقير الآخرين، وخصوصا من هم أقل مستوى تعليمي أو مادي منه.

أرجوكم أحبتي في الله أن تشرحوا لي أسباب ما يحصل لأخي، وتعطوني الحلول لمشكلته، فأنا وأهلي عجزنا عن إصلاح وضعه، كما أننا أصبحنا لا نستطيع نصحه أبدا، فهو لم يعد يتقبل منا أي كلمة بخصوص وضعه الذي أصبح عليه وحياته بشكل عام.

كثيرا ما حاول أهلي نصحه لتغيير وضعه، ولكنه لا يستجيب، والويل لمن يحاول أن ينصحه أو يعارضه في شيء، والله إن قلبي يعتصر ألما وحزنا وشفقة عليه، فأرجو أن أجد عندكم ما يريح قلبي.

شكرا جزيلا لكم، وأعتذر على الإطالة.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ هند حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وجزاك الله خيرا على اهتمامك بأمر أخيك، وثقتك في إسلام ويب.

أيتها الفاضلة الكريمة، الأعراض التي ذكرتها مهمة جدا، فهنالك تغيرات نفسية، اجتماعية، وسلوكية، وهنالك تدهور اجتماعي مريع حدث لأخيك، لديه أفكار سلبية مبعثرة، وكونه أصبح حقودا على الآخرين، هذا يدل على توجهه الظناني أو الباروني، وأنه يلجأ دائما إلى سوء التأويل، وعدم حسن الظن بالآخرين.

أنا أرى أن هذا الأخ -حفظه الله تعالى- يعاني من علة نفسية رئيسية، ألتمس وأتحسس بل أشم رائحة الفصام ، كما قد يكون أصابه وجود الوساوس القهرية التي تفسر الكثير من ممارسته، إذن يجب أن نجمع ونقتنع أن هذا الأخ -شفاه الله- مريض ويجب أن يعالج.

أتفق معك أن هنالك صعوبة كبيرة جدا في إقناع هؤلاء المرضى للذهاب إلى مرافق العلاج؛ لأن الواحد منهم يكون أصلا مفتقدا للبصيرة، وغير مرتبط بالواقع؛ لذا يصعب إقناعهم بأنهم في حاجة للمساعدة الطبية، لكن من خلال بعض المحاولات يمكن أن ننجح في إقناعهم بالذهاب إلى العلاج.

من أفضل هذه الوسائل أن تبنى علاقة بينه وبين أحد أفراد الأسرة، أو حتى أحد أصدقائه القدامى، ومن خلال هذه العلاقة يمكن إقناعه بالذهاب إلى الطبيب، ولا يقال له أبدا أنك مريض، والذي يقال له: إن الفحص الدوري مهم للإنسان، ونحن نراك بخير، لكن يظهر عليك بعض الإجهاد النفسي والجسدي، وإجراء الفحوصات الدورية، ومقابلة الطبيب أمر ضروري، ومهم جدا، ويذهب به إلى الطبيب النفسي، والأطباء على إدارك تام بكيفية التعامل مع مثل هذه الحالات.

إذن: يجب أن يتحدث معه شخص واحد، وأن لا تكون هنالك تدخلات كثيرة من جانب بقية أفراد الأسرة، أو من حوله، وهذا الشخص المفاوض والذي نعتبره الشخص الجوهري أو مساعد العلاج كما نسيمه إذا كانت له الحصافة والفطنة سوف ينجح -إن شاء الله تعالى- في إقناع هذا الأخ بالذهاب إلى العلاج، وأنا أؤكد لك أن هذه الحالات يمكن أن تستجيب للعلاج بصورة فعالة وممتازة جدا.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، أسأل الله له الشفاء والعافية.

مواد ذات صلة

الاستشارات