السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بداية: أشكركم على هذا الموقع الرائع، وأسأل الله أن يجزيكم خير الجزاء.
أنا لدي مشكلة حصلت لأخي الكبير ذي الـ30 عاما، مستواه التعليمي جامعي، منذ حوالي أربع سنوات تقريبا تغيرت شخصيته بشكل كامل في كل النواحي، أصبح منعزلا عن الناس، ويميل كثيرا للانطوائية والوحدة، أصبح عصبيا لدرجة لا تطاق بعد ما كان في قمة الهدوء والأخلاق، وكان هو من يحاول تهدئتنا عندما نعصب، أصبح أيضا يفكر في بعض الأحيان بطريقة ساذجة، ويهتم بأدق التفاصيل، وأحيانا أشعر أنه يتصرف كالأطفال الصغار، ويغضب ويثور علينا لأتفه الأسباب.
مظهره الخارجي لم يعد يهتم به، أجده دائما يرتدي الملابس المهترئة، والجوارب الممزقة، ولا يقوم بتمشيط شعره، والغريب في الأمر أنه مصاب بوسواس النظافة فقط في جسمه، فهو يستحم كثيرا، وبشكل مبالغ فيه، ويقوم بغسل جميع ملابسه كل يوم، ولا يطيق أن يلمسه أحد، مع العلم أن غرفته أقل ما يقال عنها أنها قذرة من شدة الأوساخ المرمية هنا وهناك، ولا ينظفها أبدا.
عندما يدخل إلى المرحاض -أكرمكم الله- يقضي فيه حوالي ثلث ساعة، ويتكرر دخوله إليه كل نصف ساعة تقريبا.
دائما أجده سارح الفكر مشغول البال، وكلامه مشتت، وأصبح يتلعثم كثيرا، والأسوأ أنه أصبح حقودا لدرجة كبيرة بعدما كان طيب القلب وأخلاقه عالية جدا.
أصبح ينام طول النهار، ولا يصحو إلا مع آذان المغرب، أصبح مقصرا جدا في أداء الصلوات في وقتها، فهو يصليها عندما يستيقظ فقط، ودائما يلقي باللوم على الجميع، وكثيرا ما يمدح نفسه، ويعتقد أنه معصوم من الأخطاء، وأنه أفضل من الجميع، ولا ينتقد نفسه أبدا حتى وإن كان مخطئا، ويقوم بتحقير الآخرين، وخصوصا من هم أقل مستوى تعليمي أو مادي منه.
أرجوكم أحبتي في الله أن تشرحوا لي أسباب ما يحصل لأخي، وتعطوني الحلول لمشكلته، فأنا وأهلي عجزنا عن إصلاح وضعه، كما أننا أصبحنا لا نستطيع نصحه أبدا، فهو لم يعد يتقبل منا أي كلمة بخصوص وضعه الذي أصبح عليه وحياته بشكل عام.
كثيرا ما حاول أهلي نصحه لتغيير وضعه، ولكنه لا يستجيب، والويل لمن يحاول أن ينصحه أو يعارضه في شيء، والله إن قلبي يعتصر ألما وحزنا وشفقة عليه، فأرجو أن أجد عندكم ما يريح قلبي.
شكرا جزيلا لكم، وأعتذر على الإطالة.