ابني بلغ سنة ونصف ولم ينطق بكلمة حتى الآن، فهل هو مصاب بالتوحد؟

0 498

السؤال

السلام عليكم.

لدي ولد عمره سنة وستة أشهر، لم ينطق ولا كلمة حتى بابا وماما لم يقلها فقط يقول ننن أو ددد أحرف غير مفهومة، وتصرفاته تصرفات طفل عمره 9 أشهر، لا يفهم مقارنة مع من ولدوا معه بنفس الأسبوع.

إذا ناديته لا يستجيب لي، لو أبكي عنده سنة لا يشاهدني، فقط إذا غنيت له نشيدته المفضلة يشاهدني، وإذا كلمته لا ينظر في وجهي أو في عيني فقط يشاهد شعري أو أي شيء جنبي، وغير ذلك أخاطبه لا يفهم، أقول له اذهب أو أقبل لا ينفذ.

ولا يلعب مع الأطفال يلعب لوحده، ولعبه ليس بمثل لعب الأطفال يحركون المركبة على الأرض أو يدحرجون الكرة ويلحقونها، يضع أي لعبة في فمه أو يضغط على طرف اللعبة إذا كانت بلاستيك حتى تنفجر، يعني تتحرك بقوة من مكانها، أتمنى أن تكون قد فهمت قصدي؟
وأي شيء يجده يضعه في فمه، وأحيانا أشاهده يطارد نمله بإصبعه حتى يأكلها، وأحيانا كثيرة يمشي على أطراف أصابعه..

احترت معه وشككت إن به مرض التوحد، فذهبت لأخصائي أمراض نفسية للأطفال، فقال لي: أن سنه صغير ولا يستطيع أن يحدد إذا كان عنده توحد أم لا؟ لكن اجعلوه يختلط مع الأطفال، وأعطوه العاب تركيب، أخذت له مكعبات كبيرة ولكن لا أدري، ما هي الألعاب الأخرى التي من الممكن أن تحسن من ذكائه وتطور مهاراته؟
وإذا كان طفلي توحدي فما هو السن المناسب لمعالجته؟

والمعذرة على الإطالة.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أم باسل حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

شكرا لك على التواصل معنا والعودة لإخبارنا بالتشخيص الدقيق لحالة طفلة أنها حالة من "سمات التوحد".

في بعض التناذرات أو الأمراض يقوم التشخيص على وجود مجموعة طويلة من الأعراض، والتي نحتاج لعدد محدد منها لتشخيص المرض أو التناذر الذي نتعامل معه، ولكن في بعض الحالات الخفيفة قد لا تكون الأعراض عند المصاب كثيرة وواضحة فعندها لا نقول أن التشخيص أكيد 100%، وإنما بنسبة أقل من 100% فقد يكون عند الطفل بعض الأعراض التي تشير للتوحد إلا أنها لا تصل للشكل الأكيد، فنقول عندها أن هناك حالة من سمات التوحد، أي أن هناك بعض المؤشرات إلا أنها دون العدد المطلوب للجزم بالتشخيص، وبمعنى آخر تكون سمات التوحد أخف من تشخيص التوحد، ويكثر عدم اليقين هذا في حال الأطفال الصغار جدا طفلك، حيث هو ما زال في مرحلة النمو والتطور والتبدل المستمر.

نعم بعض الصفات التي وردت في سؤالك يمكن أن تكون من أعراض التوحد كاللعب منفردا والسير على رؤوس أصابع القدم واختلاف لعبه على لعب الأطفال الآخرين... إلا أن الصورة غير مكتملة، وأنصح بمتابعة تطوره بالجوانب المختلفة، وبضرورة الانتباه إليه خلال الستة أشهر القادمة، ولا بأس أن يشرف على نموه وتطوره طبيب نفسي صاحب خبرة في الطب النفسي عند الأطفال.

ونعم أتفق أيضا مع ما نصحك به الأخصائي النفسي من فتح المجال لطفلك ليختلط بالأطفال الآخرين، ولكن ليس للضغط عليه، وإنما مجرد فتح المجال وتشجيعه، فهو سيحدد من نفسه درجة الاختلاط التي يرتاح إليها.

وموضوع الشفاء من التوحد، قد لا يكون السؤال دقيقا بهذا الشكل، فنعم يمكن للطفل أن يتحسن ويعيش حياة قريبة من الطبيعية، وهذا يتوقف ولحد كبير على نوعية الرعاية التي يتلقاها، وطبيعة الجو الاجتماعي الذي يعيش فيه.

حفظ الله طفلك وأقر أعينكم به.

مواد ذات صلة

الاستشارات