السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
مشكلتي أني فتاة بأمس الحاجة إلى الزواج. أنا فتاة صغيرة في العمر، وتعبت من الشغل طوال يومي، وراتبي قليل جدا –والحمد لله- على كل حال.
أريد الزواج برجل صالح يحتويني، ويكون لي الأب والأم والصديق. من ضغوط الحياة صرت عصبية جدا، ولا أتحمل أحدا، وضاقت بي الدنيا، لأني طوال اليوم بالبيت.
أنا متوكلة على الله، وأدعوه في سجودي بأن يرزقني زوجا صالحا، أريد أن أعمل بالأسباب بطريقة مباحة، ولا يوجد فيها ضرر علي مستقبلا.
خطر ببالي أن أكلم امرأة كبيرة في السن -من جماعتنا، متدينة، وداعية، ومعروفة، ومحبوبة من الجميع، وهي طيبة جدا-. هي لا تعرف رقمي، فهل أراسلها عبر الواتس آب وأخبرها بأن تبحث لي عن زوج صالح بالحلال؟ وماذا أقول لها؟ وهل أخبرها من البداية من أنا؟ أنا خجولة ومستحية كيف أفاتحها بالموضوع بطريقة لبقة؟ وأعرف أني إذا أخبرتها لن تردني أبدا -بإذن الله-.
دعواتكم لي بتيسير زواجي من خير الرجال الصالحين، وتفريج همي.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحابته ومن والاه.
نسأل الله أن يرزقك الزوج الصالح، وأن يلهمك السداد والرشاد، ونشكر لك هذا التواصل مع الموقع، ونسأل الله لك التوفيق والسداد.
وأرجو أن تعلمي أنه لا مانع من أن تتخذ الفتاة الأسباب ثم تتوكل على الكريم الوهاب، والأسباب الناجعة والمفيدة في هذا الميدان، وتحشر الفتاة نفسها مع الصالحات، وأن تواظب على حضور المحاضرات، واعلمي أن دخولك في هذا المكان -وسط الصالحات- يتيح لك فرصا كثيرة واكتساب خبرات كثيرة في هذه الحياة، ولكل واحدة من هؤلاء الصالحات ابن أو أخ أو محرم يبحث عن الصالحات من أمثالك، فأظهري بينهن ما وهبك الله تبارك وتعالى من فضائل وأخلاق ومكارم، وبيني ما وهبك الله تبارك وتعالى من مواهب، ومن قدرة على العمل، ومن قدرة على التفاهم.
أما بالنسبة للمرأة الكبيرة فنحن ننصحك بأن تكوني إلى جوارها، وأن تقوي علاقتك بها، وغالبا ستفتح معك الموضوع، وعندها تقولين لها (على يدك -إن شاء الله تعالى– يتم الخير) وبيني لها استعدادك ورغبتك في الخير، وبيني لها أن السعيد هو الذي يتزوج عن طريق معرفة، ولا يكون الزواج إلا بهذه الطريقة (الزواج الناجح الذي يسمى بالزواج التقليدي)، والكبيرات في السن مهمومات بمثل هذه الأمور، فمجرد ما تجلس معهن فتاة في سنك فإنهن سيبادرن بفتح هذا الباب.
نحن نفضل أن يكون فتح الباب منهم، أن تكون البداية عن طريق هذه المرأة الكبيرة، ولكن لا مانع شرعا من أن تطلب الفتاة من مثل هذه المرأة الصالحة من أن تبحث لها عن زوج، بل النساء الكبيرات يحسن هذا الدور، يحسن القيام بهذا الدور، كما فعلت نفيسة عندما زوجت النبي -صلى الله عليه وسلم– وزوجت خديجة من النبي -صلى الله عليه وسلم– فإنها رغم أن خديجة أرسلتها لم تقل ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم، وإنما سألته: (أما لك في الزواج؟) قال: (من أين؟) قالت: (أفرأيت إذا دعيت إلى المال وكذا وكذا؟) قال: (من) قالت: (خديجة) فوافق النبي -صلى الله عليه وسلم– وهي بهذه اللباقة رفعت الحرج عن صديقتها خديجة، ورفعت الحرج عن النبي -صلى الله عليه وسلم– وغالبا لا يعرف أنها تخطط، وأن هذا شيئا متفق عليه، لأن الكبيرة في السن دائما بعد أن تسلم تسأل عن الزواج والمتزوجين، فالكبار يفرحوا بالزواج، يفرحوا بالمراسيم، ويتمنى الكبير والكبيرة في السن أن يتزوج الجميع.
كذلك لما قامت خولة بنت حكيم بخطبة عائشة وسودة للنبي -صلى الله عليه وسلم– قال النبي صلى الله عليه وسلم، عبارة تدل على قدرة الكبيرات والعاقلات القيام بهذا الدور، قال: (فاذكريني عندهم، فإنكن ممن تحسن ذلك) وهذه المرأة بلا شك هي ستحسن العرض، ولكن نحن دائما كما قلنا نفضل أن ننتظر، فإذا لم تأت المبادرة بادرنا، ولا مانع من هذا من الناحية الشرعية.
ونسأل الله لك التوفيق والسداد.