كيف أتعامل مع صديقي الذي أحبه وأريد أن أكسبه؟

0 576

السؤال

السلام عليكم ورحة الله وبركاته

أما بعد: سأدخل في الموضوع مباشرة، أعرف شخصا معي بالدراسة منذ زمن، وأنا أريد أن أكلمه وأصادقه، والآن عندما كلمته لم أعرف كيف أكلمه، أتلعثم بالكلام عندما أراه أو أكلمه بالجوال، والمشكلة أني لا أقدر أن أنام من كثرة التفكير فيه، أريد طريقة أو طرقا للتعامل مع الصديق، هذا الشخص هو الوحيد الذي دخل قلبي، وطول الوقت أخاف عليه
وأفكر فيه، حتى أني نسيت دروسي وكل شيء عندما كلمته.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الابن الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحابته ومن والاه.

نرحب بك - ابننا الكريم – ونشكر لك هذا الحرص على السؤال، ونسأل الله أن يرزقك الصديق الصالح الذي يذكرك بالله إذا نسيت، ويعينك على طاعة الله إن ذكرت، وأرجو أن تعرف أن الصداقة النجاحة لها أسس ولها قواعد، فالإنسان ينبغي أولا أن يختار الصديق صاحب الدين، وصاحب الأخلاق، لأن هذا هو المعيار الأساسي، (أخاك أخاك من نصحك في دينك، وبصرك بعيوبك، وهداك إلى مراشدك).

ولابد أن تعلم أن الصديق له أثر كبير، ولذلك قال عمر لابنه عبد الله: (واحذر صديقك إلا من الأمين، ولا أمين إلا من خاف الله تبارك وتعالى)، فأنت ينبغي أن تشترط في أن تتأكد من أن هذا الصديق من أهل الصلاة ومن أهل الصلاح ومن أهل التقوى، وينبغي أن يكون الاختيار على هذه الأسس، على أساس الدين، الأخلاق، الأسرة المستقرة، حسن التعامل مع الناس، طيب الكلام، المستوى العلمي الجيد، الجدية في الحياة، هذه هي القواعد التي نبني عليها، وكل صداقة وأخوة لا تقوم على قواعد الدين تنقلب في الآخر إلى عداوة، قال الله تعالى: {الأخلاء يومئذ بعضهم لبعض عدو إلا المتقين}.

إذن الصداقة الناجحة تقوم على الإيمان والتقوى، والتعاون على البر والتقوى، والتواصي بالحق والتواصي بالصبر، والصداقة بهذا المعنى تكون لله وفي الله وبالله وعلى مراد الله، أما الصداقة الأخرى التي تقوم على الأشكال، على المظاهر، الاهتمام بالموضات، على حب النكات، على حب المغامرات، على أي شيء من أشياء الدنيا فإنها صداقة محدودة، وقيلة الفائدة كهذه الدنيا، ولا يمكن أن تستمر، وهي تجر لأصحابها الويلات، والخصام، والشقاق، والمشكلات، لأنها لم تبن على قواعد هذا الدين، فلا تدون الصداقة إلا إذا كانت وفق قواعد هذا الدين الذي شرفنا الله تبارك وتعالى به.

فهل هذا الصديق يتفهم هذا المعنى؟ هل هو من أهل الدين والخلق؟ هل هو من يبادلك المشاعر؟ ما هي الكلمات التي يرد بها عليك؟ لماذا أنت اخترت هذا الصديق دون سواه؟ ما هي الأشياء التي جعلتك تختار هذا الصديق بعد طول انتظار؟

نحن حقيقة نريد إجابات عن هذه الأسئلة، لأننا لا نريد صداقة تقوم على المظاهر، تقوم على التجربة، تقوم على عدم الخبرة، تقوم على اختيار الشكل، أو اختيار بعض الاهتمامات المشتركة، لأن الثابت الذي لا يتغير هو الإيمان، هو الدين، هو الصلاح، هو التقوى، هذه نبني عليها، وبعد ذلك لا مانع من أن يستفيد الصديق من صديقه، أو ينسجم مع صديقه، ولكن الدين يريد للصداقة أن تكون عونا للإنسان على الطاعات، وسببا للتقرب إلى رب الأرض والسموات.

فاحرص على التأكد من هذه القواعد، ونسأل الله تبارك وتعالى لك التوفيق والسداد، وسوف نكون سعداء إذا جاءتنا تفاصيل عن أحوال هذا الصديق وأسباب اختياره، والميزات التي عنده، وما هي حدود هذه الصداقة؟ ولماذا هو صديق واحد؟ وما الذي أعجبك فيه؟ وهل يبادلك المشاعر؟ .. نريد إجابات عن هذه الأسئلة حتى تتضح لنا الصورة والرؤيا، ونسأل الله لك التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات