السؤال
عمري 15 عاما، وما زلت أبكي لأتفه الأسباب، فعندما يتكلم علي أبي أو أحد المدرسين أبكي مثل الأطفال، وقبل يومين قام أحد إخوتي بقطع شهادتي، فبكيت، لقد أصبح البكاء عندي مرضا نفسيا، أرجوكم ساعدوني في التخلص منه.
عمري 15 عاما، وما زلت أبكي لأتفه الأسباب، فعندما يتكلم علي أبي أو أحد المدرسين أبكي مثل الأطفال، وقبل يومين قام أحد إخوتي بقطع شهادتي، فبكيت، لقد أصبح البكاء عندي مرضا نفسيا، أرجوكم ساعدوني في التخلص منه.
بسم الله الرحمن الرحيم
الابن الفاضل/ وليد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
بارك الله فيك وجزاك الله خيرا، ونشكرك كثيرا على تواصلك مع إسلام ويب.
الإنسان لابد أن يعبر عن مشاعره، ويختلف التعبير عن المشاعر من إنسان لآخر، ما نسميه بالطاقات النفسية العاطفية أو الوجدانية يعبر عنها من خلال ما يناسبها ويوافقها من تعبير، الموقف الذي فيه شيء من الأحزان لابد أن يعبر عن الحزن بالبكاء أو خلافه، والبعض يتمتعون بدرجة عالية جدا من الصبر، والإنسان حين يسر قد يضحك، وحين يغضب قد ينفعل، وهكذا.
إذن هنالك طرق للتعبير عن المشاعر والوجدان، وهنالك فوارق كبيرة جدا بين الناس في طريقة تعبيرهم، أنت ذكرت أنك تقوم بالبكاء كرد فعل لأي سبب، وحتى وإن كانت هذه الأسباب واهية أو تافهة كما ذكرت، الذي حدث هو أنك قد اتخذت البكاء سلوكا لمخاطبة الآخرين، التعبير عن المشاعر بالبكاء دائما حتى في المواقف التي لا تتطلب بكاء هو نوع من اللغة التي تريد أن تصل إلى الآخرين ويفهمها الآخرون، وقد يكون فيها أيضا نوع من استدرار العطف ولفت النظر، ولابد أن تكون قد حققت بعض المكاسب النفسية والسلوكية من خلال هذا البكاء، لذا أصبح البكاء نفسه محفزا لك، من أجل تجنب مواقف معينة، أو استدرار عطف الآخرين كما ذكرت لك، أنت بالفعل أصبحت في سن يجب أن تعبر عن مشاعرك بطريقة أخرى.
ولذا التغيير يكون من خلال أن تعبر عن مشاعرك بغير بالبكاء، قل نفسك وبكل جدية إنني الآن قد كبرت وتعبيري عن مشاعري بالبكاء هو ضعف وإضعاف وإذلال لشخصيتي، ويجب أن لا أخاطب من حولي عن طريق البكاء، حتى وإن كنت أبحث عن عطفهم وودهم ولفت نظرهم، الذي أريد أن أصل إليه وأريدك أن تستوعبه جيدا هو أن التغير السلوكي لا يمكن أن يصل إليه الإنسان في مثل هذه المواقف إلا إذا عرف العيوب والنقائص التي سوف تواجهه في الحياة حين يعبر بصورة مبالغ فيه أو صورة غير مستحسنة.
إذن غير نفسك فكريا ومعرفيا، اتخذ موقفا من هذا البكاء، ومن خلال هذا الموقف وتحقيره تستطيع أن تتحكم في مشاعرك بصورة أفضل، ونصيحة أخرى مهمة جدا: وهي أن تعبر عن نفسك وكل شيء بداخلك، وهنالك مواقف يحس فيه الإنسان بشيء من الحرج وعدم الارتياح، لكنه قد لا يعبر عن نفسه، خوفا من أن يحرج أمام الآخرين، فالسكوت هنا يؤدي إلى احتقان نفسي داخلي شديد جدا، وهذا يؤدي إلى تعبير سلبي قد يظهر في شكل بكاء أو غيره، فإذن عبر عن نفسك تعبيرا تلقائيا ووقتيا، ولا تحتقن.
نصيحتي الأخرى لك: هي أن لا تنظر إلى نفسك كإنسان ضعيف، أنت شاب من شباب هذه الأمة الإسلامية العظيمة، تمثل بأبناء الصحابة، تذكر سيدنا أسامة بن زيد، ولابد أن تقرأ عن قصص هؤلاء العظام وكيف نشأوا وكيف كانت طفولتهم، وكيف كان شبابهم، وكيف استطاعوا أن يقدموا كثيرا لهذه الأمة المحمدية العظيمة، من خلال جهدهم وشجاعتهم وهم صغار في سنهم، ولابد أن تفكر على هذا النمط، ولابد أن تتخذ نماذج من أصدقائك، وابحث عن الأقوياء الصالحين من الشباب واجعلهم في محيطك، وسع من نسيجك الاجتماعي وسط هؤلاء الشباب من النماذج الطيبة.
بارك الله فيك وجزاك الله خيرا. ونسأل الله لك التوفيق والسداد.