عقد علي رجل أسلم حديثا هل أتم الزواج أم أنتظر حتى أرى حقيقة إسلامه؟

0 385

السؤال

السلام عليكم.

منذ وقت طويل وأنا أريد المشورة، ولا أعرف إن كان قد فات الأوان الآن أم لا! رغم المخاوف التي كانت تنتابني من وقت لآخر للزواج أو عدم الزواج به.

تزوجنا أخيرا بعد ما أسلم واختار اسما عربيا إسلاميا قبل عقد القران، فهو أمريكي ووالده نيجيري، ومخاوفي كلها كانت حول نجاحه مستقبلا في اتباع الإسلام من عدمه؛ لأني كنت أعرف أن حياته جد مختلفة عنا، وأن اختلاف الثقافة واللغة والعادات ليس أمرا سهلا.

حاليا أنا لا زلت في بيت أهلي أنتظر -انتهاء إجراءات الالتحاق به – وبعد ذلك الاحتفال مع العائلة حين رجوعه المرة القادمة -عارض والدي في البداية فكرة زواجي وسكني مستقبلا بعيدا عن بلدي لكنه ترك القرار أخيرا بيدي.

تنتابني مخاوف عدة، وفي بعض الأحيان لا أستطيع النوم، وأفكر إن كنت فعلا اتخذت قرارا صحيحا بزواجي منه، أتساءل لماذا لم أسع سابقا للبحث عن شخص يتحدث لغتي؟ يعرف جيدا ديننا، أمه عربية مسلمة، أبوه عربي مسلم، لماذا لم تكن عندي صورة واضحة عما أريده سابقا؟ ما العمل إن لم ينجح زوجي في اتباع الكتاب والسنة خصوصا أنه يقول: أتريديني أن أتغير كليا بهذه السرعة.

في الأسبوع الماضي توفيت جدته وحزنت لموتها، وأثناء حديثنا هاتفيا سألته عن المكان الذي ستدفن فيه وقلت له: هل ستدفن في نفس المقبرة التي دفنت فيها أمك المتوفاة منذ 15 سنة؟ فصعقت لجوابه حين قال: ألم تذكري ما قلت لك عن أمي! فقلت لا! ماذا قلت؟ قال: قلت لك من قبل أن والدتي حين ماتت منذ حوالي 15 سنة تركت وصية: أن تحرق بعد موتها، ويرمى رمادها في البحر، فكان الخبر كالصاعقة، ولم أصدق ما سمعت، وخفت كثيرا ولا زلت خائفة، وكل مخاوفي ازدادت بسماع رغبة والدته بعد موتها، وكيف قبل أفراد عائلتها تنفيذ وصيتها، وأحسست بالاشمئزاز وعدم الاحترام للروح البشرية.

هل أخبر عائلتي أن التشويش الذي كنت أشعر به من قبل تضاعف الآن حين علمت أن أمه ليس لديها قبر؟ هل أخبرهم أنني أريد الطلاق وأنهي إجراءات الالتحاق به? هل سأكون ظالمة إن أنهيت كل شيء؟ مع العلم أنه يفعل كل ما في وسعه لاتباع الإسلام، وسيفعل أكثر حين نعيش معا، هل أستمر في هذا الزواج مع خوفي من الاصطدام مستقبلا بأشياء لا توجد في حسباني أم سأظلم نفسي؟

حين أفكر في الطلاق أفكر في كلام العائلة حين ستعلم بخبر زواجي وطلاقي بهذه السرعة، سيقولون تزوج بها وتركها في بيت أهلها.

أفكر أحيانا في إتمام الزواج والالتحاق به والسفر إلى أمريكا، وعدم الدخلة إلى حين التأكد أنه سيتبع الإسلام فعلا.

أفكاري جد مشوشة، وأشعر بشيء من الندم؛ لأنه كانت عندي فرص أفضل لإنهاء كل تشويش انتابني قبل أن أتزوجه.

لا أعرف ما العمل! جزى الله كل شخص ينور طريقي، وأنا مستعدة لفعل أي شيء يرضي الله.

آسفة على الإطالة، وفي أمان الله.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ زينب حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبا بك - ابنتنا الكريمة – في استشارات إسلام ويب، ونسأل الله تعالى أن يقدر لك الخير حيث كان ويفتح أمامك أبواب السعادة.

نشكر لك حرصك – أيتها البنت الكريمة – على الاعتناء بدين الشخص الذي تريدين الزواج به، وحملك لهذا الأمر، وقد أثمر هذا في إسلام هذا الرجل قبل أن يتزوجك، ونحن نأمل من الله - سبحانه وتعالى - أن يكون لك أجر اهتداء هذا الإنسان، ونأمل كذلك أن يكون زواجك به سببا لثباته على الإسلام وصلاحه وصلاح تصرفاته.

لا ينبغي أن تكثري أبدا من لوم نفسك –أيتها البنت الكريمة– على ما قضاه الله -عز وجل- وقدره، فإن مقادير الناس قد كتبها الله تعالى قبل أن يخلق السموات والأرض، كما جاء بذلك الحديث الصحيح، والله - عز وجل - لن يقدر لك إلا ما فيه خيرك وصلاحك، فثقي بتقدير الله تعالى وتدبيره، وخذي زوجك هذا بالظاهر من أمره، من حيث دخوله في الإسلام، وأنت لم تشيري لنا عن كيفية التعرف على هذا الزوج، وهل تعرفتم عن أحواله وسألتم عنه وغير ذلك مما ينبغي أن تكونوا قد فعلتموه؟ وإذا كان كذلك فينبغي أن يحمل حال الظاهر على السلامة، وأن تحسني فيه الظن، وأحواله الظاهرة لا تخفى على أحد، فإذا كان ملتزما بشرائع الله - تعالى - الظاهرة، ويؤدي الصلاة إذا أمر بها، فإن هذا دليل ومؤشر - بإذن الله تعالى – إلى أنه سيتغير وسيلتزم بأحكام الإسلام على الوجه المطلوب منه.

وعلى كل تقدير فمن الناحية الشرعية ما دام أنه قد أسلم قبل الزواج، وتم عقد الزواج بعد إسلامه، فإنه زوجك، ولا يجوز لك أن تطلبي الطلاق منه لغير مبرر شرعي، وليس فيما ذكرت ما يبرر لك أن تطلبي منه الطلاق؛ لذا فنصيحتنا لك أن تحسني ظنك بالله - سبحانه وتعالى - وتثقي به وتعتمدي عليه - سبحانه وتعالى - فهو أهل لأن يعتمد عليه، ومن توكل على الله - سبحانه وتعالى - كفاه.

حاولي تجميع قوتك النفسية للتأثير على هذا الزوج ومحاولة إصلاحه بقدر الاستطاعة، ولعل الله - سبحانه وتعالى - أراد بك وبه الخير فيسر هذا الزواج وقدره، فينبغي أن تستقبلي أمورك بتفاؤل واستبشار، واعلمي أن الله - عز وجل - لن يضيعك، فإذا جد جديد في حياتك بعد ذلك فسيجعل الله - عز وجل - لك فرجا ومخرجا.

ولا ينبغي لك أن تؤاخذي زوجك بما كانوا يتصرفون به في جاهليتهم أو بما تمارسه أسرته من طقوس وأعمال، فما دام أنه قد اهتدى للإسلام، ورغب فيه ودخله طواعية فإنه بحاجة إلى أن يعلم هذا الدين ويبين له.

ولا بأس - أيتها الأخت الكريمة والبنت العزيزة – من الاستبصار في حال هذا الرجل قبل الدخول من حيث التزامه بالإسلام من عدمه، وذلك بالسؤال عنه في البلد الذي يعيش فيه، والمنطقة التي يسكنها، وسيرته لن تخفى على أحد، فإذا رأيت فيه فسادا في الدين وعدم رغبة فيه، وأنه لا يزال على إعراضه فاستخيري الله - سبحانه وتعالى - وربما كان فراقه في هذه المرحلة من الزواج أيسر وأسهل من فراقه بعد ذلك.

نسأل الله -سبحانه وتعالى- بأسمائه الحسنى وصفاته العلى أن ييسر لك الأمر، وأن يقدر لك الخير.

مواد ذات صلة

الاستشارات