السؤال
السلام عليكم.
أنا في سنة البكلوريا، وهذه السنة تحدد مستقبلي كله، أنا أدرس في مدرسة مختلطة، المشكلة أن شخصيتي ضعيفة، وهناك فئة من الطلاب والطالبات تزعجني باستمرار، يستهزؤون بي أمام الجميع ولا أستطيع الرد، أنا لا أريد أن ألتهي عن الدرس، فهذا ليس عام بناء الشخصية والمشاجرة مع الآخرين؛ لأن الواجبات الدراسية كثيرة، وأنا ألحق على الدراسة، أريد إرشادي كيف أستطيع إيقافهم عند حدهم دون أن أدخل بمشاكل؟ بحيث أتخلص من إزعاجاتهم، وأجمع تركيزي على الدرس فحسب، أنا مجدة وأهتم بالدرس، وباستمرار أجلس بالمقعد الأول؛ لأجل أن أنتبه جيدا، أحيانا أشعر بأنهم يريدونني ألا أدرس ويعطلونني، أرجو المساعدة، وجزاكم الله خيرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الابنة الفاضلة/ ورود حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
شكرا لك على التواصل معنا، وعلى الكتابة إلينا، وعلى جدك واجتهادك.
صحيح أنها سنة هامة لك ولمستقبلك، حيث يتحدد بعدها نوع دراستك وتخصصك من بعده، فوفقك الله وذلل لك الصعاب، فحاولي أن تركزي على صديقة أو صديقتين، ترتاحين لهما، وحاولي أن تقضي وقتا معهما، فهذا مما يعينك ويخفف عنك شيئا من الشعور بالوحدة وسط الصف ووسط المدرسة. وطبعا ستخارين من ترتاحين لسلوكياتهن وجدهن في العمل والدراسة.
نعم يمكن لبعض الطلاب أن يحسدك ويغار منك ومن جدك في الدراسة، فلا تبالي بهم، وامضي في طريقك من العمل والدراسة، ولكن لا تنسي أن تقضي بعض الوقت ولو القليل مع صديقتك في المدرسة من باب التسلية والمرح، فهذا ليس فقط يحسن من علاقاتك مع الطلاب، وإنما حتى يخفف بعض التوتر الذي ربما تشعرين به الآن، وهو أيضا يساعدك على الدراسة، لأنه وجد من خلال تجارب كثيرة أن قدرة الإنسان على العمل والدراسة والإبداع تتحسن كثيرا بعد أخذ قسط من الراحة بين الحصة والأخرى، أو في قضاء وقت للدردشة وبعض المرح.
لا يوجد تعارض بين الجدية في الدراسة وبين أن يكون الإنسان على علاقة طيبة مع من حوله، ويمكنك أيضا أن تستفيدي كثيرا من خلال عرض مساعدتك ومعلوماتك للطلبة فهذا مما يحببهم بك، وهذا أيضا يساعدك على تأكيد المعلومات التي لديك، وهو نوع من المذاكرة، فليس هناك من معلم أفضل من أن تعلمي الآخرين وتشرحي لهم.
ولا تنسي أيضا محاولتك القرب من الله تعالى وحسن الصلة معه، والله تعالى يقول: {واتقوا الله ويعلمكم الله} فالصلاة وتلاوة القرآن، تنشط الإنسان وتفتح قلبه وفكره للاستيعاب والفهم.
وفقك الله، وإن شاء الله نسمع أخبار الدرجات الممتازة في اختبار البكلوريا.