خوف وقلق من المرض والموت والدراسة، ومن كل شيء!

0 350

السؤال

أنا شاب لم أكن أعاني من شيء -بفضل الله- فجأة وأنا نائم شعرت بهبوط في الصدر، وكان عابرا، فقمت من الفراش وذهبت إلى الحمام، وأحسست بخوف رهيب، ورجفة قوية، لا أدري من ماذا، فالأمر لا يستحق كل هذا، ثم ذهبت بعد ساعة، ولكني بعدها أصبت بقلق، وأصبحت أخاف من كل شيء، تكررت معي الحالة هذه بعدها ثلاث مرات، وفي كل مرة أشعر كأنها النهاية، ذهبت إلى المشفى وفحصت، لم يكن معي شيء، إلا أن قوة الدم مرتفعة، وهي 17.5، وذهبت إلى طبيب قلب، وقال لي: كل شيء سليم، ولم يقبل أن يعمل لي تخطيطا، وقال لي: إنك تعاني من قلق، وأعطاني دواء اسمه نوفيبام، ارتحت عليه ولكني تركته، ولم أستمر عليه خوفا أن أتعود.

استقرت حالتي بعض الشيء، ولكن سرعان ما رجعت، وخلاصة القول أني أعاني الآن من خوف، وقلق من كل شيء، صغيرا كان أو كبيرا، ولا أحس بطعم الحياة، وأعاني من تفكير شديد في كل شيء.

أخيرا عزيزي الدكتور: أشعر بعدم الإحساس بالواقع بشكل كبير، ما تفسيره؟ وعدم تركيز، أنظر إلى الناس واستغربهم وكأني غريب عنهم، ما تفسير هذه الحالة؟ هل هي بسبب القلق والخوف؟ فأنا خائف من كل شيء، المرض، والموت، والدراسة، أرجوك أن تفسر لي حالتي تفسيرا وافيا، جزاك الله الخير، وأطال الله في عمرك.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ إسماعيل حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

فإن مجمل الأعراض التي حدثت وتحدث لك تدل على أنك تعاني من قلق المخاوف، وبالنسبة لموضوع عدم التركيز: هو جزء أصيل مرتبط بنوبات القلق والخوف أيا كان مصدرها، وعدم الشعور بطعم الحياة ينتج من استغراب الإنسان من هذه الظاهرة؛ لأنها بالفعل جديدة، ومزعجة، وتؤدي إلى عسر في المزاج، وتشغل الإنسان تماما، مما يصرف انتباهك عن التفكير فيما هو طيب، ويبدأ التفسير التشاؤمي لكل شيء.

عدم شعورك أو إحساسك بالواقع بشكل كبير: هذه الظاهرة جزئية مهمة نسميها باضطراب الأنية أو التغرب عن الذات، أي أن الإنسان يكون بعيدا من نفسه، البعض يحس بتغير في محيطه، حتى الناس من حوله لا يستطيع أن يتحسسهم كما كان سابقا، وهذه الحالة تكون في معظم الأحيان جزءا من القلق النفسي المصحوب بانفعالات نفسية شديدة، وفي حالات نادرة تكون حالة التغرب عن الذات تشخيص منفرد لوحده، فيأتي الإحساس بعدم تلمس الذات بصورة صحيحة، وكذلك عدم استيعاب المحيط الذي حول الإنسان، والإنسان يحس بنوع من التغرب الحقيقي، ولا يتحسس محيطه ولا ذاته بنفس الطريقة التي اعتاد عليها.

وفي هذه الحالة –أي في حالة أن هذه المتلازمة كانت موجودة لوحدها- تعتبر أيضا نوعا من أنواع أمراض القلق النفسي، لكنها تتطلب علاجا مختلفا قليلا من الحالات التي تكون جزءا من حالة قلق المخاوف -كما هو لديك-.

أرجو أن يكون التفسير واضحا، والعلاج المثالي هو أن تذهب لطبيب نفسي، -والحمد لله تعالى- الأردن يتوفر فيها مختصون متميزون في الطب النفسي، ومن ناحيتي أقول لك: أن كل حالات الخوف والقلق وما يصحبها من وساوس وعسر في المزاج -في بعض الأحيان- تعالج من خلال أن يفهم الإنسان طبيعتها، وهي أنها ليست خطيرة، لكنها مزعجة، وأن التركيز على الأعراض يزيد من هذه الأعراض، لذا يكون التجاهل وصرف الانتباه عنها -بأي وسيلة كانت- هو خط العلاج الأول.

ثانيا: تطبيقات تمارين السلوك وممارسة الرياضة وجد أنها ذات فائدة كبيرة جدا، وبمناسبة تمرين الاسترخاء قد وفر موقعنا استشارة تحت رقم (2136015) بها بعض التوجيهات الخاصة بتمارين الاسترخاء، ويتم الاستفادة منها.

النقطة الثالثة وهي مهمة جدا، هي: أن يزاول الإنسان حياة صحية، والحياة الصحية تتطلب أن ينام الإنسان مبكرا، أن يمارس الرياضة، أن يكون هنالك توازن غذائي، وأن يدير وقته بصورة جيدة، وأن تكون له أنشطة مختلفة، هنالك بالطبع النشاط الدراسي، هناك النشاط الاجتماعي، هنالك النشاط الترفيهي، وهذه كلها يستطيع الإنسان أن يوفق فيما بينها من خلال وضع خارطة زمنية متوازنة وجيدة لإدارة الوقت، فهذه الأسس مهمة وضرورية للتخلص من مثل هذه الحالات.

يبقى بعد ذلك العلاج الدوائي: وكما ذكرت لك؛ الإخوة الأطباء في الأردن -ما شاء الله- لهم إلمام كامل بأي الأدوية تفيد، وأنا من ناحيتي أرى أن عقار سبرالكس -والذي يعرف علميا باسم أستالوبرام- هو الأفضل في حالتك، وقد أحسنت في أنك لم تواصل كثيرا على علاج (نوفيبام) هو دواء جيد، لكن قد تؤدي إلى التعود.

هذا هو الذي أود أن أنصحك به، وأسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد، وانظر علاج الخوف من الموت سلوكيا: (261797 - 272262 - 263284 - 278081)، وعلاج الخوف من الأمراض سلوكيا: (263760 - 265121 - 263420 - 268738).

والله الموفق.

مواد ذات صلة

الاستشارات