قلق وكآبة في السفر الطويل وعند مخاطبة الجمهور.. ساعدوني

0 515

السؤال

لدي قلق من السفر والغربة، أخذت دواء انافرانيل، وتحسنت واستغرق علاجي 4 أشهر فقط، واستمررت على الدواء سنة كاملة بشكل غير منتظم، بعدها توقفت عن الدواء، واستمررت سنة وأنا بصحة شبه تامة، لكن بعدها رجع لي القلق والاكتئاب في فترات مختلفة ونادرة.

والقلق أو الاكتئاب الذي لدي قلق يرتبط بالسفر المقرون بالبعد، وطوال المدة، فمثلا السفر القريب، والذي يستغرق يوما فقط، أقوم به بدون قلق، لكن السفر الطويل، والذي يستغرق زمنا مثل أسبوع مثل السفر الخارجي هنا تظهر لدي حالات القلق.

ما الحل؟ هل أرجع للدواء مع كرهي له؟ أم جلسات نفسية؟

مع العلم أنني ما زلت أفضل بكثير، وكثير جدا قبل تناول الدواء، ولكن أريد أن أتغلب على الأعراض الجسمية المرافقة للقلق والاكتئاب المتمثلة في التعب الشديد في الأطراف، وسخونتها مع الخمول والشعور بالنعاس، وآلام مقدمة الرأس، وعدم التركيز، والشعور بعدم التمتع بالنظر في ما حولك من المناظر، وانقباض العضلات والتوتر.

وهذه الأعراض أشعر بها عندما أكون في أجواء تبعث في النفس الكآبة مثل الأجواء الشتوية، أو الأماكن القديمة التي ترتبط بذكريات قديمة، أو في حالات السفر ومواجهة الغربة، أو مواجهة الأماكن غير المألوفة لدي، أو التي تبعث في نفسي الاكتئاب والتوتر لعدم الشعور بالأريحية لها والاستمتاع بها.

علما أن هذه الحالة تحصل بشكل نادر، أو مقرون بالسفر، أو زيارة الأماكن، كما أن لدي رهابا اجتماعيا عند الإجابة على الأسئلة المباشرة أمام الجمهور حتى وإن كانوا 5 أشخاص فقط، تتمثل هذه الأعراض في احمرار الوجه، لدرجة أن الذي أمامي ينصرف عني رحمة بالوضع الذي أنا فيه، ما هي الأدوية أو طريقة الخروج من هذه الأزمة؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ حمد العبيدات حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا .

أخي الفاضل: أولا أنت لست في أزمة، حالتك -إن شاء الله- بسيطة، لديك نوع من قلق المخاوف؛ والذي يحمل طابع الرهاب الاجتماعي المبسط، وبما أن خوفك يزداد في أوقات السفر الطويل؛ هذا أيضا فيه شيء مما نسميه برهاب الساحة؛ حيث إن الإنسان في مثل هذه الحالات يجد صعوبات في التأقلم حين يكون خارج منزله لفترة طويلة، ويحس دائما بالرغبة في العودة إلى بيته ليحس بالأمان.

أخي: موضوع الأعراض الجسدية المرافقة للقلق والشعور بالتعب الشديد؛ هذه تتطلب أن تقوم بإجراء بعض الفحوصات على الأقل، تأكد من مستوى الدم لديك، وكذلك مستوى (فيتامين د) وتأكد من وظائف الغدة الدرقية.

نحن نعرف أن الاكتئاب قد يؤدي إلى هذه الأعراض؛ لكن أيضا موضوع هرمون الغدة الدرقية، وضعف إفرازه، وكذلك قلة (فيتامين د) ربما تكون عوامل ضرورية، وهذه يسهل تعويضها إن وجدت.

وأنا أرى أنه من المهم جدا أن تتناول علاجا دوائيا؛ حتى وإن كان ذلك لفترة محدودة (والأنفرانيل) دواء جيد، لكن الدواء الذي يكون أفضل منه (الزيروكسات) وهذا من وجهة نظري، أنت محتاج لجرعة صغيرة من هذا الدواء، لكن من الأفضل أن تكون لمدة طويلة نسبيا، فيمكن أن تبدأ بجرعة (10) ملجم - أي نصف حبة من الزيروكسات- والذي يعرف علميا باسم (باروكستين) تناول الدواء ليلا بعد الأكل استمر عليها لمدة شهر، ثم اجعل الجرعة حبة واحدة ليلا لمدة أربعة أشهر، ثم نصف حبة ليلا لمدة شهرين، ثم نصف حبة يوما بعد يوم لمدة شهرين أيضا، ثم نصف حبة مرة واحدة كل ثلاثة أيام لمدة شهر، ثم توقف عن تناول الدواء.

ويمكن يا أخي أن تدعم الدواء أيضا بتناول (الأوميجا 3) والـ (أوميجا 3) جيد في تنشيط الإنسان جسديا ونفسيا، يمكن تناوله من حبة إلى حبتين لمدة شهر، أو شهرين، أو ثلاثة.

وممارسة الرياضة لا بد أن تكون جزء أصيلا في حياتك، والرياضة مهمة، والرياضة تقوي النفوس قبل أن تقوي الأجسام، ولا شك سوف تكون إضافة حقيقية بالنسبة لك.

وكذلك الانخراط في أنشطة اجتماعية مهم من أجل رفع كفاءة الصحة النفسية، والتطور الوظيفي من خلال الاجتهاد في العمل، واكتساب الخبرات، والمهارات والحصول على المزيد من الشهادات والدراسات في مجالك هذا أيضا فيه خير كثير بالنسبة لك.

هذا هو الذي أود أن أنصحك به - وإن شاء الله - حالتك بسيطة، وأسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات