أريد أن أعيش حياتي وأعود لطبيعتي المرحة .. ولكن كيف؟

0 473

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

بداية لجأت لهذا الموقع بعد الله لثقتي به، وإعجابي باستشاراتكم رعاكم الله.

أنا فتاة أكملت التاسعة عشر من عمري الشهر الماضي, أحببت فتى يكبرني بأربع سنوات عن طريق أحد المواقع الاجتماعية، وهو أيضا أحبني، واتفقنا على الزواج فور انتهائه من دراسته، وحصوله على وظيفة، هو الآن في آخر سنة من دراسته الجامعية، علاقتنا لها إلى الآن سنة تقريبا.

الرجل صادق معي، وأنا أثق به، وبوعده، ولا مشكلة لي معه، المشكلة هي أن تأنيب الضمير أنهكني، حيث إني للأسف أكلمه بالهاتف، أحيانا نقرر أن نترك بعضنا لحين يستطيع أن يتقدم، ولا نستطيع الاستمرار على ذلك، فنرجع بكامل الاشتياق.

هذه المرة قررت أن أنوي تركه لوجه الله بشكل حازم ونهائي، رغم تعلقي الشديد، ورغم علمي بأن دموعي لن تجف من بعده، لكني سأنوي ذلك لرب العاملين ليرزقنا القرب بالحلال، فمن ترك شيئا لله عوضه الله خيرا منه.

طلبت منه عدم الحديث معي مرة أخرى؛ لأني قررت التوبة، ولكني باقية على وعدي معه، أني لن أكون لغيره! لم يرد علي، لا أعلم لماذا؟! قررت حذف كل البرامج التي توصلني إليه.

أريد العودة لحياتي الطبيعية قبل أن أعرفه، فقدت جزءا كبيرا من مرحي وحيويتي، وأنا في الأصل ليس لدي أصدقاء كثيرون.

حياتي يملؤها فراغ كبير مما يصعب علي الأمر، صحيح أني أحاول أن أقرأ كتبا وأشغل نفسي، لكن يظل هناك وقت فراغ كبير، وأهلي لا يفضلون الخروج كثيرا، ولا أحد يأتي لزيارتنا.

حقيقة أود أن أتغير جذريا، كرهت أن يكون أحدهم كل اهتمامي وتفكيري، كرهت كوني غارقة في العالم الافتراضي، المشكلة أننا في هذا الزمن الكل فيه وحيد فعلا.

كل حلمي أن أتزوج منه، وأكمل دراستي الجامعية، وأنجب أطفالا يفخرون بي.

أنا ملتزمة -ولله الحمد- ومتفوقة، ولكني أشعر بأني حقيرة كوني أكلم شابا دون علم أهلي حتى لو كانت نيتي صادقة معه، هل أنا حقا خنت الثقة التي سلموني إياها؟

ماذا أفعل لأكمل حياتي بشكل طبيعي؟ ما هي الأدعية التي تساعدني على النسيان إن كان ذلك أفضل لي، ثم إنه كان كل شهر يرسل لي رسالة يؤكد فيها بأنه باق على وعده، وأنه سيأتي لخطبتي، ماذا لو لم يرسل لي هذه الرسالة بداية الشهر الجديد؟ ماذا أفعل؟

أتمنى أن أكون قد أعطيتكم جميع المعلومات اللازمة لتتمكنوا من إفادتي، وأتمنى أن أجد عندكم مطلبي.

جزاكم الله خير الجزاء.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أمجاد حفظها الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحابته ومن والاه

نرحب بك -ابنتنا الفاضلة-، وسنلتقط العبارة الجميلة ( من ترك شيئا لله عوضه الله خيرا منه)، ونبشرك بخير كثير، بل نبشرك بمزيد من الثقة لذلك الشاب فيك؛ لأنك اخترت الله والطريق الذي يرضي الله تعالى، وبهذا تزدادين من الله قربا، وتزدادين عند هذا الرجل إن كان صادقا ثقة، وتحافظين على ثقة أهلك، واستري على نفسك، وقد سترك الله تعالى، ولا نعفي الأهل من التقصير؛ لأنهم ابتعدوا عنك، ولكن لا عذر لك في الابتعاد عنهم، فحاولي التقرب منهم، واحشري نفسك في الصالحات، وواظبي على حضور المحاضرات، واذهبي إلى مراكز العلم الشرعي، واتخذي من الصديقات الصالحات من يكن عونا لك على طاعة الله إذا نسيت، ويكن عونا لك على الطاعات إن ذكرت الله تعالى، واظبي على الطاعات، تقربي إلى رب الأرض والسموات.

واعلمي أن الواجبات في هذا الشرع أكبر من الأوقات، وحاولي أن تحسني مستواك بالقراءة، واعلمي أن المرارة التي تشعرين بها لهذا الذي حدث لا تقارن أبدا بمرارة وخطورة الاستمرار، والتمادي في التواصل مهما كانت الغايات، فإن الإسلام لا يعترف بهذه العلاقة الخفية حتى تكون معلنة، وحتى يطرق داركم من الباب، ويقابل أهلك الأحباب، لتكون خطبة رسمية، وأما بغير هذا، فإن الإسلام لا يعترف بأي علاقة من هذا القبيل، وهي ليست في مصلحة الشاب، ولا في مصلحة الفتاة، فاحمدي الله الذي أعانك على التوقف، وقد أسعدنا أيضا حرصك على التخلص عن كل ما يوصلك إليه، وأرجو أن تثبتي على هذا المبدأ.

وإذا كان في هذا الشاب خير، فعليه أن يأتي البيوت من أبوابها، ويطلب يديك، وننصحك عند ذلك أن لا تذكري لأحد أنه كانت بينكما علاقة، أو تواصل؛ لأن هذا يجلب إساءة الظن بكما، وقد يكون سببا لعناد الأهل، ورفضهم لهذا الشاب.

واعلمي أنكما بحاجة إلى توبة نصوحة لطيء ومحو صحيفة الأمس، واستقبال الفجر الجديد بأمل جديد، وبثقة في الله المجيد، وبحرص على التمسك بآداب هذا الشرع الحنيف الذي شرفنا الله تعالى به، وعندها سوف تسعدين في كل الأحوال، وعندها سوف نردد معك (من ترك شيئا لله عوضه الله خيرا منه )، وما من إنسان ترك حراما إلا رزقه الله تبارك وتعالى الحلال، فتوجهي إلى الله تعالى، واصدقي في التوبة والرجوع إليه، وأبشري بالخير، فإن الله سبحانه وتعالى يقبل توبة من يتوب إليه، بل يفرح بتوبة عبده إذا تاب إليه.

نسأل الله لك التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات