يريدني زوجة وأريده لكن أمه ترفضني وتهدده.. ماذا نفعل؟

0 430

السؤال

السلام عليكم..

لا أعلم كيف أبدأ رسالتي، لكن كل ما أرجوه رضى الله، وأن يلهمني الصواب.

أنا أحب شابا منذ فترة طويلة، وهو يحبني، ونريد الزواج، ولكن أمه غير موافقة، وبالتالي أهله، وهي دوما تقول له: إذا تزوجت هذه الفتاة سأغضب عليك.

وهو تقدم أكثر من مرة لخطبتي من والدي دون أهله إلا أن والدي لم يقبل بسبب عدم موافقة أهله، وعدم قدرته على الاستقلال، فتركنا بعضنا لمدة سنة بدون أن نتكلم أبدا مع بعضنا، إلا أننا بعد هذه السنة قررنا العودة؛ لأننا مازلنا نحب ونرجو أن نتزوج، إلا أن أهله لم يتغير رأيهم، وكذلك أهلي، ونحن الآن نرتكب المعاصي، وهم مصرون على الرفض، علما أني إنسانة ملتزمة، ولكن تعبت من هذا الوضع.

أشيروا علي هل نتزوج رغم تهديد أمه بغضبها عليه إن تزوجني، وأنها لن تكلمه أبدا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ tulip حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحابته ومن والاه.

نرحب بك – ابنتنا الفاضلة – ونشكر لك هذا الحرص على الخير، ونذكرك بأن الله تبارك وتعالى لا يرضى أي علاقة ليس لها غطاء شرعي، ولا يرضى بما بينكما من مشاعر، مثل هذه المشاعر التي بدأت في الخفاء دون أن يكون لها غطاء شرعي، ودون أن تدركوا أن هناك موانع في إكمال هذه المراسيم، هي مشاعر ملغاة، ولا عبرة بها، بل هي ستكون خصما لسعادتكم مستقبلا إذا لم تتوبوا وترجعوا إلى الله، ولأنك ملتزمة فإنا نذكرك بهذه المعاني العظيمة، ونبين لك أنك لا تستطيعين أن تسعدي مع شاب لن ينجح في إقناع أهله، ولن تسعدي مع شاب يخاصم أهله، ولن يقبل أهلك بشاب جاءهم هكذا مقطوعا من شجرة دون أهله ودون موافقتهم؛ لأن هذه الحياة الزوجية ليست لقاء بين رجل وامرأة، لكنها لقاء قبائل وبيوت وعلاقات بين الناس.

والإنسان لا يمكن أن يسعد وحده، لا بد أن يسعد مع أهله، لا بد أن يفرح الجميع، والكرة الآن في ملعبه، يجب أن توقفوا العلاقة فورا، ثم عليه أن يجتهد في إقناع أهله، فإذا نجح في إقناعهم واستطاع أن يأتي بهم ويقابل أهلك، فعند ذلك ينبغي أن تكملوا هذا المشوار.

أما بغير هذا فنحن لا ننصح أبدا التمادي في هذه العلاقة والاستمرار فيها، وما فعله أهلك صحيح، وتذكري أن أهلك أعرف الناس بالناس، وأعرف الناس بالرجال، وهم بلا شك يريدون بك ولك الخير، وليس هناك خير من زواج بشاب لا يستطيع أن يحسم أمره ويصفي قضيته مع أهله، ونحن حقيقة نتمنى في مثل هذه العلاقات أن تكون البداية بإحاطة الأهل علما، والبداية بإعلان العلاقة، ثم بعد ذلك لا مانع من السؤال، ولا مانع من التواصل في الحدود المقبولة شرعا، أما أن تحصل علاقة في الخفاء وتتمدد هذه العلاقة وتتملك المشاعر، ثم بعد ذلك نصطدم بواقع مرير وهو رفض الأهل – هنا أو هناك – ثم نحاول أن نبني أسرة رغم أنف هؤلاء أو أولئك فإن هذا لا نؤيده، ولا يمكن أن يكون فيه مصلحة، والمرأة لا تعرف ماذا يحدث لها، فإذا حاربت أهلها فإلى أين سترجع؟ والرجل الذي يأخذ الفتاة دون رضا أهلها وموافقة أهله أيضا يقل احترامه لها، بخلاف التي يأخذها ويشعر أن ورائها محارم وورائها رجال.

نسأل الله لك التوفيق والسداد، وأنت -ولله الحمد- عاقلة، فاتقي الله واصبري، واحتكمي بهذا الشرع الحنيف، ونسأل الله أن يقدر لك الخير حيث كان ثم يرضيك به.

مواد ذات صلة

الاستشارات