السؤال
السلام عليكم...
أشكركم على ما تقدمونه لإخوانكم المسلمين.
مشاكلي هي فقدان الثقة في النفس, فلا أثق في نفسي في أبسط الأمور, وقد أثر ذلك على حياتي المهنية لأني طالب, وعندما يسأل الدكتور سؤالا أكون متأكدا من إجابته, ولكني أظل مترددا جدا في الإجابة, وقد أثر ذلك علي, ولا أظهر ما أستطيع فعله وأنا قادر عليه بسبب فقدان الثقة, ويعتبرني الدكتور من الطلاب ضعيفي المستوى.
ويظهر فقدان الثقة جليا في حصص الرياضة, فلا أتفاعل مع زملائي, وأظهر في الملعب مثل الريشة التي تقذفها الرياح في أي اتجاه, ولا أكون عنصرا فاعلا, ولا تأتيني الثقة لركل الكرة, وفي الثانوية لاحظ المرشد فقدان الثقة في النفس, ودعاني إلى مكتبه, وحاول نصحي ومساعدتي, لكن دون فائدة, وحاولت تطبيق العلاج السلوكي, وأشعر أن وسواسا في نفسي يشعرني بأني غير قادر على فعل ذلك, ولن أكون إنسانا ناجحا خصوصا في الجانب الاجتماعي.
وكلما أتحسن تأتي انتكاسة, وأعود كما كنت عليه, فيأتيني الوسواس التشاؤمي السلبي جدا ليحبطني, ويسبب لي الاكتئاب والرهاب والقلق.
أعتقد أن سبب ذلك ما عانيته في صغري من التهميش, والنقد الهادم طوال الوقت من قبل إخوتي بسبب جهلهم, خصوصا في المناسبات الاجتماعية عندما أخطئ بسبب جهلي, فبدلا من أن ينصحوني ويقفوا معي أتلقى هجوما عنيفا منهم, ومن أمثلة ذلك: إنك إنسان غبي, لا تفقه شيئا, ستظل طوال عمرك هكذا, أنت فاشل, من يجلس معك, أنت مجنون, لماذا أنت عائش؟, ونحو ذلك مما أعتقد أنه سبب لي رهابا اجتماعيا, ووساوسا, وقلقا, واكتئابا, وشعرت أني عالة على المجتمع, وترسخ كلامهم في ذهني وعقلي الباطن, بالرغم أني عكس ذلك, وأني إنسان ذو خلق, ولا أستحق هذه الإهانات.
وجعلتني وفاة والدي في سن مبكرة أفشل اجتماعيا بسبب عدم معرفتي بطرق التواصل الصحيح, وما هي الأمور التي تعتبر خطأ, والتي تعتبر صحيحة, وليست لي خبرة في الحياة, وحياتي جميعها عفوية, وأتصرف بحسن نية؛ مما جعلني أقع في مواقف لا أحسد عليها.
وكل تفكيري الآن منصب على المستقبل المجهول, وأتساءل كيف سيكون وضعي إذا استمر الوضع كما هو.
وما عانيته - بفضل الله - لم يؤثر ذلك الأثر الذي تجعل الدنيا تغلق أبوابها في وجهي, ولكني أعاني نفسيا, وأعتبر حالتي بسيطة مقارنة بما وجدته من حالات إخواني في الموقع - عفانا الله وإياهم - ولذلك أطمح في حل لفقدان الثقة التي سببت لي رهابا واكتئابا ووساوسا, والسؤال الأهم: كيف أقي نفسي من "الانتكاسة"؟
الأمر الآخر: عقلي يعمل طوال اليوم, ولا أستطيع إيقافه عن التفكير, وأغلبه تفكير سلبي يعكر مزاجي, ويجعلني في خصام مع أهلي, ولا أطيق التحدث إلى أحد؛ بسبب مشاعر الكره والحزن التي تنتابني, وأصبحت كثير السرحان, وضعيف التركيز, وشارد الذهن, وأشعر بخمول وكسل, وكثرة النوم, فما هي طريقة التعامل والوقاية من الضغوط النفسية والصدمات - الوفاة مثلا -؟ خصوصا للشخصية الحساسة جدا السريعة الغضب.