السؤال
مرحبا، منذ فترة تعرضت لتغيير مفاجئ في حياتي، لم أخسر بسببه أي شيء سوى أنني انتقلت من مكان إلى آخر مع زوجتي، ولكن بعيدا عن أهلي الذين تربطني بهم علاقة وطيدة جدا خاصة والدي ووالدتي، وقد تعرض والدي أثناء غيابي لوعكة صحية أدخلته المستشفى مما جعلني أخاف كثيرا من أن أفقده، علما بأنني منذ الصغر وأنا أخاف عليه نتيجة نوبة صرع ألمت به، ظننت وقتها أنه قد توفي بسببها، والمشكلة أنه قبل هذا التغيير المفاجئ في حياتي عادت له نوبة الصرع، وقد تأثرت بسببها كثيرا، ولكن - والحمد لله - كل شيء مر بسلام، والجميع الآن بخير، وكل أموري بخير.
منذ تلك الفترة وأنا أشعر بخوف كبير في صدري.. دائما خائف، وقد أثر هذا على كل حياتي، وأشعر بالخوف دون أي سبب، وأحيانا تزول هذه الحالة، ولكن عند أي تحريك للمشاعر تعود هذه الحالة، فمثلا: إذا عانقت ابنتي الصغيرة التي أحبها كثيرا، فإنني أشعر بانقباض وخوف كبير يجعلني أبتعد عنها، كل شيء في حياتي تغير، ولا أعرف ما الحل! أصبحت أذهب للعمل، ولا أقدم أي إنجاز بعد أن كنت ناجحا جدا.
أشعر أن حياتي تتدمر... هل يوجد دواء لا يسبب لي أية أعراض جانبية كبيرة، أو يسبب تعودا عليه؟ أنا رافض لفكرة الأدوية النفسية التي تسبب اعتيادا، فأنا لا أحب أن أكون أسير هذه الأدوية، ولا أتقبل فكرة أن تؤثر على حياتي وشخصيتي القوية. أرجوكم، وأشكركم من كل قلبي.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ حسن محمود حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
بارك الله فيك وجزاك الله خيرا، هذا العرض له سمات وصفات نفسية، وكذلك صفات جسدية، خوفك، والضيق في الصدر هذا من الأعراض المثالية جدا لقلق المخاوف.
حالتك - يا أخي - بسيطة وبسيطة جدا، أنا أريدك حقيقة أن تكون أكثر اطمئنانا، ومودتك ورحمتك بوالدك هذا أمر جميل وعظيم، ونحن نحب كثيرا هذه القلوب الرحيمة، وفي ذات الوقت - يا أخي - أنصحك بأن تكون أكثر قوة، وأن تدعو لولديك.
عليك - أخي - بالتفكير الإيجابي - فالحمد لله تعالى - لديك وظيفة محترمة، وهناك أشياء طيبة وجميلة في حياتك، فحاول دائما أن تتذكرها، وانطلق من هذه الإيجابيات التي حباك الله بها إلى محيط أفضل وأوفر من التفكير الإيجابي.
أخي الكريم: الرياضة مهمة جدا، لكن بكل أسف لا نعطيها هذه الأهمية في حياتنا! فأنا أنصحك بها كثيرا.
بالنسبة للعلاج الدوائي، أنا أرى أن حالتك تتطلب علاجا دوائيا، والأدوية - يا أخي - كثيرة -والحمد لله -كلها جيدة وفاعلة.
الآثار الجانبية موجودة أيضا، لكنها ليست خطيرة، وأنا مثلك - يا أخي - حريص أن لا أعطي دواء له ضرر - خاصة الإدمان - وقد قضيت سنوات طويلة في محاربة الإدمان.
فيا أخي الكريم: أرجو أن تطمئن، وإن ذهبت إلى طبيب نفسي هذا أيضا أفضل وأجود، لأن الحوار بينك وبينه سوف يكون مباشرا، ومن حقك أن تعرف كيف تعمل هذه الأدوية، وما هي جرعاتها، وما هي تأثيراتها، وهذا كله من حقك - أيها الفاضل الكريم -.
أنا أرشح عقارا يعرف باسم (لسترال) واسمه الآخر (زولفت)، وربما يكون له مسمى آخر في الأردن، عموما اسمه العلمي (سيرتراللين)، جرعته في البداية (25) مليجرام، وبما أنه يوجد في عبوة (50) مليجرام فقط، فأرجو أن تتناول نصف حبة إذا كان قرارك هو أن تتناول هذا الدواء، تناول نصف حبة ليلا لمدة (10) أيام، وبعد ذلك اجعلها حبة كاملة ليلا لمدة ثلاثة أشهر، ثم نصف حبة ليلا لمدة شهر، ثم نصف حبة ليلا يوما بعد يوم لمدة شهر آخر.
السيرتراللين - يا أخي - ليس له آثار جانبية أساسية، إنما في الأيام الأولى ربما تشعر بشيء من الاسترخاء الزائد، والعرض الثاني هو: ربما يفتح الشهية عندك قليلا نحو الأكل، والعرض الثالث هو: ربما يؤدي إلى تأخير في القذف المنوي عند المعاشرة الزوجية، لكنه ليس له آثار سلبية على هرمون الذكورة أو الإنجاب، ونعتبره قطعا من الأدوية غير الإدمانية، والمفيدة جدا، والجرعة التي وصفناها لك والتي وصل أقصاها إلى (50) مليجرام في اليوم، تعتبر جرعة صغيرة؛ لأن الجرعة القصوى اليومية المسموح بها لهذا الدواء هي (200) مليجرام في اليوم أي: (4) حبات، لكنك لست في حاجة لهذه الجرعة.
أنا سعيد لملاحظتك الإيجابية وتفهمك لشخصيتك القوية، وهذا - إن شاء الله تعالى - فيه دفع إيجابي من أجل التعافي.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا.