كيف أتخلص من مخاوفي الاجتماعية؟

0 364

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنا فتاة في 18 من عمري, مشكلتي هي أنني فتاة خجولة جدا, وهذا الأمر بدأ في التأثير علي سلبا, خصوصا في دراستي, وأنا الآن مقبلة على الدخول إلى الجامعة, فعندما تطلب مني المعلمة الإجابة على سؤال ما أرتجف بشدة, وأتلعثم في الكلام, وأبدأ في التأتأة, وترتجف يدي ورجلي, وأحيانا أشعر بتصلب في رأسي, فأفضل أن أخبرها بعدم معرفتي للإجابة حتى لا أتعرض للإحراج.

وفي الآونه الأخيرة أصبح هناك رجفة في رأسي, وأشعر بحرارة في وجهي أيضا, حتى إن صوتي يتغير ويميل إلى صوت البكاء, ومهما حاولت إقناع نفسي بأنه ليس هناك داع للخوف؛ دقات قلبي القوية توترني أكثر وأكثر.

وحتى عندما تطلب مني المعلمة القراءة فأنا لا أستطيع تنظيم تنفسي بسبب التوتر الذي يصاحبني, ولاحظت أيضا أنه عند توتري تظهر بقع حمراء في يدي ورجلي, وأيضا هناك أمر آخر وهو أن يدي ترجف أحيانا, حتى لو كنت وحدي, أي حتى عندما لا يكون هناك مسببات للتوتر.

مثلا عند إمساكي بقلم أو بكأس فهي ترجف دون سبب, ونادرا ما يحدث هذا الأمر في رجلي أيضا, وأنا الآن بدأت في ممارسة الرياضة, فهل تفيد في التخفيف من هذا الأمر؟ وهل هناك أدوية قد تفيدني؟ وهل لهذه الأدوية آثار جانبية حتى لا أتخوف منها إن ظهرت؟

فأنا حقا قد تعبت من حالتي هذه؛ لأنها أصبحت تحدث لي حتى عند الجلوس مع صديقاتي أو عائلتي.

مع العلم أنه قبل حوالي أربعة أشهر كان لدي فقر دم حاد, نسبته (4.3) فوصفوا لي دواء فيرومن, والحمد لله أصبح الآن نسبته (13).

أعتذر عن الإطالة, وبارك الله فيكم, وجزاكم كل خير عني وعن جميع المسلمين.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ نوف حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

أريدك أن تطمئني تماما، حيث إن هذه الحالة التي تعانين منها هي حالة معروفة في الطب النفسي، وتسمى بـ (القلق/الخوف الاجتماعي) وأنت لديك كل المؤشرات النفسية وكذلك الجسدية حسب الوصف الذي ورد في رسالتك.

هنالك عرض مهم وهو تسارع ضربات القلب وكذلك الرجفة، هذه نشاهدها مع نوبات القلق الحاد، خاصة القلق الذي يكون ناشئا من المواجهات –أي الرهاب الاجتماعي كما ذكرت لك سلفا– لكن هناك ملاحظة مهمة جدا وهي أن نسبة الدم لديك منخفضة، وفقر الدم الحاد لا شك أنه يؤدي أيضا إلى تسارع في ضربات القلب والرجفة، وهذا الأمر يجب أن يعالج –أي فقر الدم– وأنت الآن بدأت في تناول حبوب الحديد، وهي قد أفادتك وأصبح نسبة الدم 13، وهي نسبة محترمة جدا، لكن متابعة فقر الدم مهم في حالتك، كما أنه من المفترض أن تجري بعض الفحوصات الطبية الأخرى، مثل التأكد من وظائف الغدة الدرقية.

أنت مجتهدة في مقاومة الخوف وهذا أمر جيد، وأنا أريدك أن تستمري على نفس هذا المنوال، وتحقير فكرة الخوف هو أساس العلاج، وأن تكثري من المقابلات والمواجهات، ومن جانبي أؤكد لك أنه لن يحدث لك مكروها أبدا، بمعنى أنك لن تفشلي أمام زميلاتك وأمام المعلمات، ولن تفقدي السيطرة على الموقف، هذا كله ناتج من دوافع القلق والخوف لهذا الشعور.

العلاجات الدوائية في حالتك مهمة جدا ومفيدة جدا -إن شاء الله تعالى– لكن أريد أن تعرضي هذا الأمر على والديك، وذلك نسبة لسنك، اشرحي لهم أنك تعانين من هذه الأعراض، وقد تواصلت معنا، وذكرنا لك أنها نوع من الرهاب الاجتماعي الذي يمكن علاجه بصورة فاعلة جدا، وهنالك أدوية ممتازة جدا لعلاج هذه الحالة.

فأرجو أن تخبري ذويك بالذهاب إلى الطبيب النفسي، ولا أعتقد أنك في حاجة لعلاج أكثر من ثلاثة إلى أربعة أشهر، وإن رأى والديك أنه لا داعي للذهاب للطبيب النفسي فأقول لك أن معظم أطباء الأسرة المتدربين في نفس التخصص لديهم معرفة بهذه الحالات، ويمكن أيضا أن تتحصلي على الدواء المناسب من خلالهم.

فإذن الحالة هي حالة قلق رهابي من النوع البسيط -إن شاء الله تعالى– غالبا ما تكون عارضة، تصحيح فقر الدم يعتبر أمرا مهما جدا لتقليل الأعراض الفسيولوجية الجسدية مثل تسارع ضربات القلب والرعشة، وأنت بهذا الخصوص تسيرين على الطريق الصحيح، وإجراء فحوصات أخرى للتأكد من هرمون الغدة الدرقية أيضا أراها مهمة، وتجاهل فكرة الخوف والاستمرار في المواجهات والإصرار على ذلك هي علاجات سلوكية أساسية، مع مقابلة الطبيبة من أجل أن توصف لك أي دواء مضاد لنوبات الهرع والخوف.

هنالك أبحاث كثيرة تشير أن تمارين الاسترخاء مهمة جدا، هذه التمارين تقلل من الرهبة والخوف، لأن الرهبة والخوف أصلا هي نوع من القلق النفسي، القلق هو المكون الرئيسي للخوف، والاستفادة من تمارين الاسترخاء يمكن أن يقوم الطبيب بتدريبك عليها، أو يمكنك أن ترجعي إلى استشارة بالموقع تحت رقم (2136015) وحاولي أن تطبقي التمارين الواردة بها، فهي -إن شاء الله تعالى– جيدة وسهلة التطبيق.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا.

مواد ذات صلة

الاستشارات