السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنا فتاة عمري تقريبا 16 عاما, أعاني من وساوس كثيرة دمرت حياتي, تأتيني حالات عصبية وتوتر, وأتشاجر مع أخواتي أحيانا شجارا عنيفا؛ لأني لا أحب أن يدخل غرفتي أحد, ولو أنني لا أعاني من الوساوس لسمحت لهم, لكني والله تعبت!
أشعر بأنني بطيئة جدا أثناء الوضوء, ولا أعرف كيف ينتهون بسرعة, الوساوس تأتيني بأنواع عديدة, مرة تأتيني حول ما يمنع وصول الماء, أو عن النظافة والطهارة, وأحيانا عن المذي والودي, أو الصلاة, أو حتى العورة, وحتى في الدورة الشهرية والصيام والغسل والخ...
حتى إنني تشاجرت أمس مع أختي, فعندما جاءت أمي ذهبت وتركتهم لأني لا أريد أن أعقها, لكن للأسف أمي قالت كلمات جدا بذيئة؛ بسبب أنني عاندتها, فرددت عليها وندمت جدا, والآن قررت أن أتوب ولا أعصيها أبدا.
أنا -إن شاء الله- سأحاول أن أعمل تحليل هرمونات, واليوم شعرت بدوخة قوية وأنا في الحمام -أكرمكم الله- فما أسبابها؟
جزاكم الله خيرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ سهام حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا.
أنا أتفق معك أن الوساوس مؤلمة، كما أن الوساوس تعطل الإنسان، وتسبب صعوبات كثيرة لمن حوله، وصاحب الوساوس يكون نمطيا، ويريد أن يعيش بطريقة خاصة، وهذا يضايق بقية أفراد الأسرة.
لذا، نحن نرى أن علاج الوساوس ضروري، وعلاج الوساوس أصبح سهلا جدا، لكن بكل أسف بعض المجتمعات لا تقتنع بذلك، الذي أريده منك هو أن تجلسي بهدوء مع والدتك ووالدك وأخواتك، وتوضحي لهم أن الذي تعانين منه هو وسواس قهري.
الوسواس القهري: هو فكرة أو عمل أو فعل أو صورة ذهنية أو مخاوف أو شكوك تقتحم خيال الإنسان، ووجدانه المعرفي، وتتسلط عليه لدرجة الاستحواذ، وتسبب له الكثير من القلق والتوتر، خاصة حينما يحاول مقاومتها أو طردها؛ مما يجعله يستسلم لها وهذا يجعلها تكون أكثر شدة وقوة وإطباقا.
والوساوس يمكن علاجها، ولا أعتقد أن كل الناس لا يستطيعون أن يعالجوا الوساوس لوحدهم، أنا على قناعة تامة من ذلك لا بد من تدخل المعالج، وأنا أعتبر أنه نسبة لسنك ليس من الصواب أن نصف لك أي دواء، أنا أعرف أنك سوف تستجيبين بصورة ممتازة للأدوية لكن اجعلي هذا الأمر يكون من خلال أسرتك, أن يذهبوا معك لمقابلة الطبيب النفسي، وسوف يقوم الطبيب بإعطائك أحد الأدوية السليمة والفعالة والممتازة لعلاج الوساوس القهرية، وأنا أؤكد لك أن الوساوس سوف تختفي, وكذلك القلق, وكذلك التوتر, وكل الصعوبات التي بينك وبين أسرتك سوف تنتهي تماما.
ما حدث بينك وبين والدتك بالطبع مؤسف, لكن هذه الأمور تحدث في الحياة، وأنت قد ندمت على هذا الأمر, ولا شك أنك قد اعتذرت لوالدتك، وأنا أعرف أن أصحاب الوساوس دائما هم من أصحاب الضمائر الحية والحساسة، وليس مستغربا أبدا أن تندمي على ما حدث, فبارك الله فيك وجزاك الله خيرا.
الدوخة التي حدثت لك ربما يكون سببها القلق، لكن أيضا كما ذكرت من الأفضل أن تجري بعض الفحوصات، ليس للهرمونات فقط، لكن أيضا يجب أن تعرفي مستوى الدم لأن فقر الدم كثيرا ما يسبب الدوخة, لكن بصفة عامة لا تنزعجي لهذا الأمر.
إذا أرجو أن تذهبي لمقابلة الطبيب النفسي, وسوف يعطيك الكمية السلوكية اللازمة, وكذلك العلاج الدوائي، والذي أنا على ثقة تامة أنه سوف يفيدك، ومن جانبي أريدك أن تحقري هذه الوساوس, وألا تستجيبي لها، وأعرف أن ذلك ليس بالسهل، ولكنه ليس بالمستحيل أبدا، وساوس النظافة والطهارة تعالج من خلال المواجهة, أو ما نسميه بالتفصيل التدريجي.
بالنسبة للموضوع والاستحمام هنا يجب أن تحددي كمية الماء, وهذا مهم جدا, وتحددي الزمن، وتلتزمي بذلك بصورة قاطعة، وتبني على اليقين، وليس على الشكوك, ويمكن لأحد أفراد أسرتك أن يكون معالجا مستعدا لك في هذا, مثلا تتوضئي أنت وأختك في نفس الوقت، وتؤكدان على بعضكم البعض كل خطوات الوضوء, هذا وجد أنه مفيد جدا، وكذلك في الصلاة.
فلا تنزعجي هذه وساوس قهرية, وعلاجها ليس بالصعب أبدا, اذهبي للطبيب, وسوف تجدي -بإذن الله- كل الإرشاد والعلاج الصحيح.
والله الموفق.