السؤال
السلام عليكم.
أرجو نصحي؛ فأنا حين أشعر بضيق التنفس أجلس وحدي, وأبدا بنتف شعري, ولا أعرف كيف أتخلص من هذه العادة السيئة.
السلام عليكم.
أرجو نصحي؛ فأنا حين أشعر بضيق التنفس أجلس وحدي, وأبدا بنتف شعري, ولا أعرف كيف أتخلص من هذه العادة السيئة.
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ jana حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
فمحاولة نتفك للشعر حين تكونين تحت ضغط, أو قلق نفسي شديد؛ ناتج من أن الإنسان يسعى للتنفيس الداخلي من خلال القيام بمثل هذه الأفعال، لكنها بالطبع عادة ليست طيبة.
في بعض الأحيان عادة نتف الشعر تأخذ الطابع الوسواسي، لذا نجدها في بعض التنظيمات التشخيصية للأمراض النفسية, توضع في باب (الوساوس القهرية)؛ لأن الفعل يصبح فعلا نمطيا متكررا، وقد يحس الإنسان بشيء من الارتياح حين ينتف شعره، بالرغم من قناعته أن هذه عادة سيئة وسخيفة, ويجب ألا يقوم بها, على ضوء ذلك أعتبر نتف الشعر نوعا من أنواع الوساوس القهرية.
للتخلص من هذا الأمر، أولا: يجب أن تكون لك قناعة أن هذا الفعل ليس فعلا صحيحا، وأنك تحاولين حل مشكلة بمشكلة أكبر منها، وهذا ليس أمرا جيدا، بمعنى: أنك تحلين مشكلة: الضيق, والتوتر, بفعل هو أسوأ من الضيق والتوتر نفسه, هذه قناعة ضرورية ويجب أن تفكري فيها دائما.
ثالثا: الضيق يمكن للإنسان أن يتعامل معه من خلال متنفسات أخرى، مثلا: تتدربي على الاسترخاء، تأخذي شهيقا عميقا عن طريق الأنف، ثم تمسكي الهواء في صدرك، ثم تخرجي الهواء بعمق, وبطئ عن طريق الفم, كرري هذا التمرين خمس مرات، واغمضي عينيك في أثناء القيام بهذا التمرين، أوتجلسي في كرسي مريح، وتتذكري حدثا جميلا في حياتك، (وهكذا) فهذا نوع من التعامل مع الضيق والتوتر الذي يحدث للإنسان.
حين تحسين بالضيق والتوتر أكثري من الاستغفار، هذا أمر طيب وجميل جدا، وعليك أيضا أن تغيري مكانك، هذا فيه فائدة كثيرة وخير كثير.
لدي أحد الأصدقاء الذين أعرفهم وهو: رجل سريع الانفعال, وجد أن أفضل شيء لمقاومة انفعالاته أن يستغفر الله، وأن يتوضأ ـ والرجل صادق في كل ما قاله لي ـ قال لي: إن هذا أفضل علاج وجدته لأواجه هذا الغضب والانفعالات.
أريدك أن أنصحك أيضا: أن تلجئي إلى ما يسمى بـ (التفريغ النفسي) التفريغ النفسي يقصد به: أن يعبر الإنسان عما بداخل ذاته أولا بأول، وألا يترك الأمور التي لا ترضيه تتراكم, حتى لا: تتضخم, وتتجسم, وتتجسد، وتؤدي إلى فعل, أو نتاج سلوكي سلبي, مثل الذي يحدث لك.
فإذن أن يعبر الإنسان عن ذاته أولا بأول, وفي حدود الذوق والضوابط الاجتماعية، هذا فيه خير كثير جدا للإنسان.
للربط بين الضيق ونتف الشعر، هنا أقول لك: تخيلي أنه حدث لك هذا الضيق الشديد في التنفس, وشعور شديد جدا بالخوف والملل، في الأوقات العادية أنت تقومين بنتف الشعر، قولي لنفسك: الآن (لن أقوم بنتف الشعر، ولكن سوف أضرب يدي على الطاولة) وبالفعل قومي بذلك، اضربي يدك بقوة وشدة على الطاولة حتى تحسي بالألم، يعني: اليد التي كانت تذهب وتنتف الشعر, الآن تغير اتجاهها، تغيرت العملية التي كانت تقوم بها هذه اليد تغيرا كاملا، وأصبحت تأتي بالألم بدلا من أن تنتف الشعر، وهنا يحدث ما يسمى بـ (فك الارتباط الشرطي) يعني: الألم لا يتوافق مع الفعل الوسواسي الذي هو محبب للنفس, حتى وإن لم يكن مقبولا للنفس.
هذا التمرين يكرر عشر مرات متتالية, عندما أشعر بالضيق أضرب يدي عشر مرات بقوة وشدة حتى أحس بالألم, بدلا من أن أنتف الشعر، (وهكذا) هذا أيضا من الحيل النفسية الجيدة جدا.
بقي أن أقول لك: من الضروري جدا أن تديري وقتك بصورة طيبة، وألا تتركي مجالا للفراغ: أن تأخذي قسطا كافيا من الراحة، الحفاظ على الصلاة في وقتها، الدعاء، الذكر، هذا كله يفرج الهموم ويبعد هذا الضيق, وكذلك نتف الشعر.
بقي أن هنالك علاجا مفيدا، دراسات كثيرة أشارت أن عقار (فافرين) والذي يعرف علميا باسم (فلوفكسمين) ـ وهو في الأصل مضاد بسيط للاكتئاب، وفي نفس الوقت مضاد للوساوس والقلق ـ وجد أنه مفيد على وجه الخصوص في علاج القلق الذي يؤدي إلى نتف الشعر.
جرعة (الفافرين) هي: أن تبدئي بخمسين مليجراما، يتم تناولها ليلا بعد الأكل، وبعد أسبوعين ارفعي الجرعة إلى مائة مليجرام، وهذه جرعة وسطية ليست كبيرة، استمري عليها ليلا لمدة ثلاثة أشهر، ثم خفضيها إلى خمسين مليجراما ليلا لمدة شهرين، ثم اجعليها خمسين مليجراما يوما بعد يوم لمدة شهر، ثم توقفي عن تناول هذا الدواء.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وأسأل الله لك: الشفاء, والعافية, والتوفيق, والسداد.