السؤال
السلام عليكم.
عندي قلق وتوتر، وعندما أحزن أو أتضايق من شيء يأتيني ألم فظيع في الجهة اليسرى من الرأس فقط، ليس صداعا بل مثل حزام ضاغط وألم في العرق الصدغي فوق الأذن، مع ضغط وانسداد الأذن اليسرى، ويكون الصوت أعلى فيها من الأذن اليمنى، وألم في الفك الأيسر يستمر لأيام.
صرف لي الدكتور مضادا وبندول وسابوفين، خفت الحالة لكنها تزيد عندما أتضايق. لا أعاني من الضغط، لكن عندما أذهب للمستشفى يزيد التوتر عندما أفحص ضغط الدم، لكني لا آخذ أدويه للضغط -ولله الحمد-. هل ما أعاني منه ارتفاع في الضغط أم التهاب في الأذن اليسرى؟ أم أنه صداع توتري؟
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ لطيفة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أي إنسان يعاني من الصداع من المفترض أن يقابل الطبيب المختص، لأن أنواع الصداع كثيرة وأسبابه كثيرة، ويتطلب فحوصات في بعض الأحيان.
لا تدعي كلامي هذا يزعجك أبدا، حيث إني أرى أن نوعية الصداع الذي تعانين منه غالبا هو صداع قلقي وتوتري، ناتج من انشداد عضلي، لكن هذه فرصة طيبة جدا أن تذهبي إلى طبيبة الأسرة مثلا لتفحص لك الضغط، وتتأكد من: مستوى السكر، الهيموجلوبين، الهرمونات، وظائف الغدة الدرقية.
هذا أفضل -أيتها الكريمة-، لأن الإنسان حين يكتشف أن جسده سليم هذا في حد ذاته يمثل دافعا علاجيا مطمئنا جدا، فأرجو أن تقومي بذلك. اعرضي كل أعراضك على الطبيب أو الطبيبة -وإن شاء الله تعالى- سوف تجدين أن هذا الأمر سبب لك راحة كبيرة جدا.
يأتي بعد ذلك أن صداعك كما وصفته كأنه حزام ضاغط وألم في العرق الصدغي فوق الرأس مع ضغط وانسداد في الأذن اليسرى: هذا دليل قاطع أن لديك علة في الأذن اليسرى غالبا، ونعرف أن أمراض الأذن تؤدي إلى الصداع، وأحيانا يكون الصداع ناتجا من عدة أسباب تتجمع مع بعضها البعض، وصداعك هذا قد يكون مثالا. فالحالة النفسية لديك تؤثر وتؤدي إلى هذه الانقباضات العضلية، وعلة الأذن ربما تكون أيضا سببا، وربما يكون لديك أيضا ما يسمى بالشقيقة –أو الصداع النصفي– البسيطة، فهنا عدة عوامل تجمعت مع بعضها البعض وأدت إلى هذا الصداع؛ لذا الذهاب إلى الطبيب –أو الطبيبة– سوف يحل المشكلة تماما.
ولمواجهة التوتر بإجراءات علاجية مفيدة، أولا: حاولي أن تتعلمي الاسترخاء، استرخاء النفس واسترخاء الجسد، ويمكنك أن ترجعي إلى استشارة تحت رقم (2136015) سوف تجدين فيها توجيهات مفيدة توضح كيفية القيام بالاسترخاء. كوني مثابرة على تطبيقها، وهي بسيطة جدا، لكن فائدتها العلاجية عظيمة.
أنصحك أيضا بأن تنامي في وضعية صحيحة، يجب أن تكون الوسائد –أو المخدات– من النوع الخفيف وغير المرتفع، وغير الصلب –هذا مهم جدا– لأن الاسترخاء العضلي مطلوب خاصة في منطقة الرقبة وفروة الرأس، وهذا لن يتم إلا إذا نام الإنسان في وضعية صحيحة، فكوني حريصة على ذلك.
بعد ذلك إن كانت درجة التوتر لديك شديدة سوف تقوم الطبيبة –أو الطبيب الذي تقابلينه– بوصف أحد مضادات القلق لك. وهذه لا تتطلب مقابلة الطبيب النفسي، فهنالك أدوية ممتازة جدا مثل: عقار (فلوناكسول)، وعقار (بسبار)، وعقار (موتيفال)، ودواء آخر يعرف باسم (إمبرامين) من الأدوية القديمة لكنه جيد جدا، فالعلاج -إن شاء الله تعالى– متوفر.
ونصيحتي الأخيرة لك هي أن تكوني دائما متفائلة، وتكوني إيجابية في تفكيرك، وأن تنمي ذاتك –هذا مهم– من خلال الاطلاع، ومن خلال التواصل الاجتماعي الجيد، والإلمام المعرفي، وصلة الرحم، وبر الوالدين، هذا مطلوب في حياتنا من أجل أن نعيش حياة طيبة في الدنيا وفي الآخرة -إن شاء الله تعالى-.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وأسأل الله لك الشفاء والعافية والتوفيق والسداد.