أقلق وأوسوس وأخاف على صحتي كثيرا.. ماذا أفعل؟

0 384

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

جزى الله خيرا القائمين على هذا الموقع على ما يقدمون من استشارات في شتى المجالات -نفع الله- بها الناس، وبعد: أتمنى من الله الشفاء.

أنا أعاني من قلق، وتوتر، وعصبية، وعدم انتظام بالنوم، وكثره الغازات، أهتم بصحتي أكثر من اللازم، وأخاف من الأمراض بشدة، مثلا: أنا أحب أن ألعب كرة القدم، لكني أخاف أن ألعب لخوفي أن أسقط بسبب أزمة قلبية، هناك الكثير من الأشياء كنت أخاف منها، ولكني -بعون الله- تمكنت من القضاء عليها، مثلا: كنت عندما أذهب المنزل لوحدي يأتيني وساوس أنا حالة الهلع ستأتيني وأموت، ولكني أعاند وأصر أن أنام وحدي، ونجحت أخيرا.

وكنت أخاف من إغلاق الغرفة بالمفتاح -أخاف أن أموت وأتعفن ولا يقدروا على الوصول إلي، ونجحت أخيرا بالعناد وإصراري على النوم، وإغلاق الغرفة.

علما بأنه قبل ثلاث سنوات عانيت من اكتئاب، وهلع، وتم القضاء عليه بقدرة قادر، استخدمت عدة أدوية أبرزها لسترال 5 أشهر، وتوقفت عنه لعدم الاستفادة الكاملة انتظرت شهرين، ووصف لي الطبيب بروزاك استخدمته ثلاثة أشهر، استفدت حقيقة من البروزاك، وتركته بدون تدرج أعذرني على سوء التنسيق في الرسالة.

على العموم أريد دواء لا يزيد الوزن، وإذا كان علي العودة للبروزاك دلني كم الجرعة والمدة؟ وأريد مساندا له؛ لأن أعراضه تضايقني.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبدالرحمن حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإنك تعاني من التخوف المرضي الوسواسي، وأنا أجد لك العذر حول تخوفك من الأمراض، لأن هذه الحالة بالفعل هي مزعجة، لكن ليست خطيرة، وخطوات العلاج كالآتي:

أولا: يجب أن تحرص حرصا كاملا على الأذكار النبوية، خاصة الأذكار التي محتواها ومكونها الرئيسي يدور حول حفظ الصحة، والتعوذ من المرض والهم والحزن والعجز والكسل، وهنالك دعاء مأثور عن الرسول الله - صلى الله عليه وسلم – وجدته مفيدا جدا على وجه الخصوص، كلها مفيدة، لكن هذا في مثل حالتك له وقع خاص إذا حرصت عليه وتفكرت وتمعنت فيه: (اللهم إني أعوذ بك من البرص والجنون والجذام وسائر الأسقام) احرص على هذا الدعاء، وتأمل وتدبر فيه، هذا من ناحية.

من ناحية ثانية: اسع لأن تعيش حياة صحية، والحياة الصحية تعني: النوم المبكر، ممارسة الرياضة، التوازن الغذائي، والحرص على العبادات.

ثالثا: اجعل لنفسك برنامجا لما نسميه بالكشف الدوري الطبي، اذهب إلى طبيب الأسرة مرة كل ستة أشهر (مثلا) وذلك من أجل إجراء الفحوصات العامة، وكذلك اذهب إلى طبيب الأسنان مرتين في السنة، هذه أصول طبية ممتازة جدا؛ لأن الوقاية خير من العلاج، وهذه الطريقة - إن شاء الله تعالى – تمنعك تماما من التردد على الأطباء.

رابعا: استثمار الوقت بصورة صحيحة، بعض الناس لسوء إدارتهم لأوقاتهم تجدهم يتركون حيزا زمنيا كبيرا جدا، وكذلك حيزا فكريا ليوسوسوا حول الأمراض، فالإنسان الذي يستثمر وقته – ونعرف أن الواجبات أكثر من الأوقات – هنالك الكثير والكثير الذي يمكن للإنسان أن يقوم به، وعلى جميع الأصعدة، هذا مفيد، وأنا أوصيك به على وجه الخصوص.

خامسا: أنا أنصحك تماما بتناول البروزاك – والذي يعرف علميا باسم فلوكستين – وأرجو ألا تتخوف حوله، فهو سليم، وأعتقد أنه نسبة للاستعداد القلقي والوسواس الذي تعاني منه لا مانع من أن تستعمله لمدة طويلة، وأرى أن مدة سنتين على الأقل هي المدة المطلوبة في حالتك، ابدأ بكبسولة واحدة في اليوم، تناولها بعد الأكل لمدة شهر، ثم اجعلها كبسولتين في اليوم لمدة ثلاثة أشهر، ثم خفضها إلى كبسولة واحدة في اليوم لمدة عام ونصف، ثم اجعلها كبسولة يوما بعد يوم لمدة ثلاثة أشهر، ثم يمكنك أن تتوقف عن تناول الدواء.

أما الدواء الداعم للبروزاك فهو عقار (دوجماتيل)، والذي يعرف علميا باسم (سلبرايد)، وهو ذو خاصية ممتازة جدا لعلاج أعراض القولون العصبي، وكل الأعراض النفسوجسدية الناشئة من الجهاز الهضمي، أنت تحتاج أن تتناوله بجرعة كبسولة واحدة ليلا – وقوة الكبسولة هي خمسين مليجراما – تناولها لمدة أسبوعين، بعد ذلك اجعلها كبسولة صباحا وكبسولة مساء لمدة شهرين، ثم كبسولة واحدة في المساء لمدة شهر، ثم توقف عن تناول الدواء.

أسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد، وأشكرك على التواصل مع إسلام ويب.

مواد ذات صلة

الاستشارات