السؤال
السلام عليكم
لا أعرف ماذا أفعل، فأنا أصبحت كتومة ولا أسامح بسهولة بعد أن حدث لي موقف جعلني لا أثق بأحد خصوصا زوجات إخواني، أصبحت لا أحب التحدث معهن ولا أريد منهن أن يتحدثن معي لأني لا أثق فيهن أبدا.
أحس بهذا الوضع صرت أضغط على نفسي وعلى من حولي بأسلوبي وبالذات أمي، لا أريدها أن تتحدث مع زوجات إخواني لأنهن لسن جديرات بالثقة. سأخبركم لماذا، لأنهن في إحدى المرات تحدثن عن والدتي بالسوء وذلك ضايقني. أنا لا أريد أن أضايق أمي بعد اليوم لأني أخاف عليها، لكن ماذا أفعل؟ صار هذا رغما عني بعد الموقف، ولا أحب التحدث عنه أو أن أتكلم أو يكلمنني عنه.
أريد العون من الله ثم منكم لأن هذا الوضع بدأ يضايقني، وأحيانا أندم على أي شي أفعله لذلك أحب الجلوس بمفردي في الغالب لكي لا يحدث لي أي شيء أندم عليه.
أتمنى من الله لكم التوفيق، ولكم مني جزيل الشكر.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ رحيل حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد،،،
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحابته ومن والاه.
نرحب بك –ابنتنا الفاضلة– في الموقع، ونسأل الله لك التوفيق والسداد، وأن يرزقك بر الوالدة.
نتمنى أن تتسامحي مع زوجات الإخوان، لأن هؤلاء هم إخوانك، وهؤلاء هن زوجات إخوانك، ولو أن الإنسان أراد أن يقاطع كل من يقول كلمة وكل من يتكلم بالسوء لما بقي للإنسان إنسان واحد يمشي معه في هذه الحياة. والمؤمنة التي تخالط الناس وتصبر على أذاهم خير من المؤمنة التي لا تخالط ولا تصبر على أذى الناس. وفعلك هذا يضايقك أيضا ويضايق الوالدة، ويطرح أكثر من علامة استفهام، وهذا لا نريده منك –جزاك الله خيرا– وإذا كن هؤلاء تكلمن عن الوالدة فإن الوالدة لها رب يحميها ويأخذ لها حقها، وهؤلاء يعطينها من حسناتهن عندما يتكلمن عنها بالسوء. والمهم هو أن نحفظ ألسنتنا، ولا مانع من أن توقفي من تتكلم عند حدها، قد يكون في هذا أفيد وأصلح، بدلا من أن تنزوي وتكتمي في نفسك هذا، لأن هذا يترتب عليه أمراض كثيرة تأتي من خلال مثل هذه المواقف التي ربما توجد في كل مكان –بكل أسف– في زمان غفل فيه الناس عن الدين، وعن المعاني الشرعية وعن مراقبة الله تبارك وتعالى.
لذلك نحن ندعوك أن تغيري هذه الطريقة، ولا مانع من أن تكوني في علاقتك حذرة، لكن أن تقطعي العلاقة، أن تجلسي وحدك، أن تبتعدي عن الناس، أن تعتزلي الناس، فإن هذا أيضا يؤثر على الوالدة ويؤثر عليك، ويؤثر على إخوانك، وليس في هذا مصلحة شرعية. وكما مضى معنا الوالدة حقها محفوظ عند الله تبارك وتعالى، ومقامها معروف. ونتمنى في مثل هذه الأمور ألا تخبري بها الوالدة، لأن لها حسنات ولها أجر، لكن لا مانع من أن تناقشيهن وحدك، وتحاولي أن تحلي المشكلة، وتبيني للمخطئة خطأها، لكن دون أن تخبري الوالدة، واتركي الوالدة تتعامل معهن بالطيبة والمعاملة الحسنة، فإن هذا خير لها عند الله تبارك وتعالى، وهكذا ينبغي أن يكون المسلم.
النبي -عليه الصلاة والسلام– كان يقول: (لا يخبرني أحد عن أحد، فإني أحب أن أخرج إليكم سليم الصدر)، فدعي الوالدة على سلامة فطرتها، وعلى حسن نيتها، ودعي من يريد الشر. واعلمي أن المكر السيئ لا يحيق إلا بأهله، وأيضا لا بد أن تراعي خصوصية العلاقة، فهؤلاء زوجات الإخوان، لا مانع من مناقشتهن، أما المقاطعة والبعد عنهم وإخبار الوالدة، هذه أمور قد يترتب عليها تعب للجميع.
نسأل الله لك التوفيق والسداد، ونشكر لك هذا التواصل مع الموقع، ونتمنى أن تسمعي كلامنا، وتحاولي أن تتعاملي ولو بحذر مع هؤلاء الزوجات احتراما لإخوانك ولمشاعرهم. وكذلك حاولي أن تبعدي الوالدة عن كل كلام أو موقف يمكن أن يثير غضبها، ونسأل الله أن يرزقك برها، هو ولي ذلك والقادر عليه.