هل أتقدم للفتاة بالرغم من أن أباها غير محبوب اجتماعيا؟

0 312

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

تحية طيبة، وبعد:

قصتي باختصار: أنا شاب مقيم في إحدى دول الخليج منذ ما يقارب ثلاث سنوات, وأعمل محاسبا والحمد لله, وقبل سفري بفترة كان لدي ميول نحو ابنة عمتي, والتي تصغرني بسبع سنوات, وبعد سفري بنحو ما يقارب 6أشهر بدأت أمي تعرض علي أن أتقدم لخطبة هذه الفتاة, ولكني عرضت الأمر على صديقي الأكبر, والذي هو بمثابة بوصلتي في الحياة, والذي أستشيره في كل أموري, لما له من نظرة ثاقبة, وتوفيق من الله عز وجل في كل أموره.

قال لي: أن البنت ما شاء الله عليها, لا ننكر أنها من أفضل البنات, ولكن المشكلة تكمن في أبيها الغير محبوب لدى الناس, فعلى ذلك أجلت الموضوع لفترة, وبعد مرور سنة فاتحني أخي الأكبر في التقدم لخطبتها, ولكني قلت له نؤجل الموضوع فترة من الزمن.

أنا الآن أبحث عن فتاة, ولكني رأيت هذه الفتاة هي أفضل الفتيات في نظري, وهي الآن في المرحلة الأولى من التعليم الجامعي, وأنا مقتنع بها تماما, ولكني أتردد بسبب والدها, وفيها من الصفات التي قلما أجدها في قريناتها, وأشعر بميول وجاذبية نحوها لا إرادية, ودائما أفكر بها, ونفس الأمر بالنسبة لها كما أعلم ذلك, وأن أهلها مرحبون بي جدا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ ahmed حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحابته ومن والاه.

نرحب بك –ابننا الكريم– ونشكر لك هذا التواصل مع الموقع، وندعوك إلى المسارعة بخطبة هذه الفتاة، فإنك ستتزوج الفتاة ولن تتزوج والدها، ولا ذنب للفتاة في نفور الناس عن والدها طالما كانت الفتاة فيها هذه المواصفات العالية التي لاحظنا أن الجميع أجمعوا عليها، وهي بذلك تجمع رضا الوالدة، فإذا كانت الوالدة هي التي ترشح هذه الفتاة فهذه تعتبر من أفضل أنواع الزيجات، ونسأل الله أن يوفقك لما يحبه ويرضاه.

كما أن مسألة الميل والقبول المشترك هي القاعدة الأساسية الكبرى في النجاح، فإن التلاقي إنما يكون بالأرواح، فالأرواح جنود مجندة، ما تعارف منها ائتلف وما تناكر منها اختلف.

ومن هنا فنحن ندعوك إلى المسارعة بخطبة هذه الفتاة، وحتى يحصل الفرح من الأهل جميعا، ونسأل الله تبارك وتعالى أن يعينك وإياها على الخير، ونبين لك أن الإنسان لا يمكن أن يجد فتاة فيها صفات مثل هذه الصفات، ومع ذلك تجد والدها طيبا وخالها طيبا وجيرانها طيبين، هذا لا يمكن أن يجتمع في الرجل ولا في المرأة.

ولكننا نركز على المسألة الأساسية، فأنت تتزوج بالفتاة، والوالد صحيح له دور، وقد يكون له تأثير، لكن ليس بذاك الأثر الكبير، خاصة بالنسبة للفتاة التي تهجر والدها وتنطلق مع زوجها، وتدرك بعد ذلك أن أولى الناس بها زوجها، وأيضا حب الناس له أو نفور الناس منه لا ندري لماذا، قد يكون هو المحق، قد يكون هو المخطئ، هذا لا نعرفه، ولكن هذا ليس معيارا، فأنت تريد أن تتزوج الفتاة، والحمد لله الفتاة فيها المواصفات بإجماع كل من شاورتهم، بإجماع أخيك الأكبر والوالدة وصديقك الأكبر، كل هؤلاء ليس لهم كلمة واحدة في الفتاة، والأهم من هذا أنك تجد في نفسك ميلا إليها، وهذه قواعد النجاح الأساسية.

نسأل الله لك ولها الخير، وأرجو أن تعجل بخطبتها، فإنه قد يدخل في الخط –كما يقال– أو قد يتقدم إليها آخر فتحدث بالنسبة لك إشكالات، وبالنسبة لها كذلك، والوالدة أيضا قد تتأثر بمثل هذا الموقف، فمن هنا نحن نقول: خير البر عاجله، فتقدم لخطبة الفتاة.

ونسأل الله تبارك وتعالى أن يلهمك السداد والرشاد، وأن يقدر لك ولها الخير، وأن يجمع بينكم على الخير، هو ولي ذلك والقادر عليه.

مواد ذات صلة

الاستشارات