زوجي مصر على أن نسكن في منزل قديم، والسبب أن أمه تحب هذا المنزل!

0 382

السؤال

بسم الله الرحمن الرحيم

إلى الأخوة الأعزاء في هذا الموقع الجليل: أود أن أتحدث إليكم عن مشكلتي، والله يعلم كم أعاني منها.

تزوجت منذ 19 عاما، وعمري الآن 42 عاما، وزوجي بنفس عمري، ونحن نعمل منذ أن تزوجنا بمكان واحد، ورزقنا ببنت وولدين.

المشكلة التي تواجهنا: أننا منذ أن تزوجنا إلى الآن لم نسكن ببيت زوجية واحد، أي: أننا نعيش فترة عند أهله وفترة عند أهلي، والسبب أن مكان السكن الذي اختاره لي من بداية زواجنا، لم يكن ملائما؛ لأنه مسكن قديم، وحالتنا المادية جيدة، وكان بإمكاننا أن نغير هذا المسكن، لكن زوجي يرفض التغيير باستمرار، والسبب أن والدته تحب هذا المكان، وأنا لا أستطيع العيش في البيت؛ لأنه قديم جدا، لذلك اضطررت تحت ضغط الظروف أن أتركه وأعيش مع أهلي وأطفالي الثلاثة - عسى أن يهديه الله – وأن يغير هذا المسكن، ولكن إلى هذه اللحظة لم يغير رأيه، فبقينا شبه منفصلين عن بعضنا، وطلبت منه الطلاق مرارا وتكرارا، لكنه يرفض، فقد تركني كالمعلقة، وأنا تحت الظروف اضطررت لأن أعدل عن رأيي بالانفصال، بسبب الظروف الاجتماعية وأولادي.

أنا محطمة نفسيا تماما، فهو غريب الأطوار معي، ولا يشعر بمعاناتي النفسية، وأصبحت عصبية المزاج جدا.

المشكلة الأخرى: أنه لا يساعدني بأي مبلغ من المال، وإنما أعيش فقط على مرتبي، وما يساعدني به أهلي، فقررت هذه السنة الانفصال، لكنه رفض كعادته، وقال سوف أغير السكن وأشتري بيتا لكم، ولكني سوف أبقى مع أمي في بيتها، لأنها ترفض أن تترك منزلها القديم، وقال سآتيكم في بعض فترات النهار، وأعود مساء لأمي!

الذي حدث أني انتقلت إلى عمل جديد، ومنصب جيد، ومرتب لا بأس به، وتعرفت على رجل بحكم عملي المتواصل معه، وتحدثت معه عن ظروفي مع زوجي، وأصبح بعض الود بيننا، فطلب مني الانفصال من زوجي، لأنه أفضل لنا - حسب قوله - ولكني مترددة! وأخاف أن أكون مخالفة لديني، رغم ما أعاني منه من فراغ عاطفي ونفسي مع زوجي، حيث إنه لا يهتم بي ولا بوضعي المادي، ولا بأولادي، أرجو منكم أن تفيدوني بهذا الحال يرحمكم الله.

ولكم جزيل الشكر.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ فرح حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبا بك - أختنا الكريمة - في استشارات إسلام ويب، ونحن نتفهم الظروف التي تعيشينها، وتقصير زوجك في حقك، وندرك آثار هذا على نفسك، ولكن في الوقت نفسه لا نستصيغ ولا نتفهم وقوعك في علاقات مع هذا الرجل! وحديثك إليه بهذا النوع من الأحاديث! وهذا - مما لا شك فيه - أنه من خطوات الشيطان التي يدعوك للوقوع فيما يسخط الله عليك، وستندمين ولو بعد حين.

وكوني على ثقة تامة أن تغيير حياتك إلى الأحسن، واستجلاب رزق الله لك، والتسبب في الحصول على سعادة الدنيا والحياة الطيبة فيها، كل ذلك لا يكون بارتكاب معصية الله، فإن معصية الله - تعالى - لا تجلب إلا الحرمان والشقاء، وهذه الحقيقة التي ينبغي أن تستقر في نفسك، ويعتقدها قلبك، وهي حقيقة أخبرنا الله عنها في كتابه، وأخبرنا بها النبي الكريم- صلى الله عليه وسلم - في صحيح سنته، وإياك أن يخادعك الشيطان ليصرفك عنها، فنبينا الكريم يقول: {وإن العبد ليحرم الرزق بالذنب يصيبه}.

وقد جاء في الحديث بأنه: {لا ينال ما عند الله إلا بطاعته} كما أن الله أخبر في كتابه الكريم بأن الحياة الطيبة هي: رزق وحظ الذين آمنوا وعملوا الصالحات، فقال: - سبحانه وتعالى -: {من عمل صالحا من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة}.

فنحن نوصيك أولا: - وهي وصية من يحب لك الخير، ويتمنى لك السعادة - أن تقفي عند حدود الله – تعالى - وتقطعي التواصل والحديث إلى هذا الرجل، فإن هذا مما يسخط الله عليك، وسخط الله لا تقوم له السموات والأرض، فكيف تقدرين أنت على تحمله.

ثم إننا من خلال تجاربنا ومعرفتنا بالناس وأحوالهم وهي - بلا شك - تجارب أكثر، وأعمق من تجربتك الفردية، فنحن على اطلاع واسع بحالة شبيهة بحالتك، ونعرف من خلالها العواقب والنتائج: أن كثيرا من هؤلاء الرجال، إنما هم ذئاب بشرية، يحاولون تحسين منظرهم، حتى يفوز الواحد منهم بفريسته، فإذا أخذ منها ما يشتهي تركها بعد ذلك جريحة كسيرة، فكوني على ثقة من أنك إذا ما واصلت السير في هذا الطريق، ستعيشين وحدك في ظلمات الحرمان، والأسى والحزن، ونحن نظن أن لديك من رجاحة العقل، ما يكفي - بإذن الله - من اتخاذ القرار السليم، وتدارك الأمر قبل فواته.

فلا يخدعنك الشيطان، ولا يغرك هذا الرجل، بوعود تكون كاذبة، لتدمري بيتك بيديك، وتفرقي أسرتك، لتجري وراء السراب.

ونصيحتنا لك: أنه ما دام البقاء مع زوجك ممكنا، والحفاظ على أسرتك ممكنا ولو بشيء من التنازل عن بعض حقوقك، فإن هذا أسلم لك، وأحسن، وحاولي أن تتلطفي بزوجك، وظاهر جدا حرصه عليك، وعدم تفريطه بك، وهذا ينبغي أن يكون جانبا حسنا وسبيلا وسببا لحرصك على البقاء معه.

فحاولي أن تعيني زوجك، وتترفقي به بإقناعك بحاجتك إلى البيت، وقد وعد بأنه سيسكنك في بيت مستقل، فإذا أمكن أن تعيشي معه، ولو بالتنازل عن بعض حقك كالمبيت في الليل، أو أن يمر عليك بالنهار، فرأينا أن هذا خير لك من الفراق، وهذا ما أرشد الله إليه في كتابه الكريم بقوله:-{ وإن امرأة خافت من بعلها نشوزا أو إعراضا فلا جناح عليهما أن يصلحا بينهما صلحا* والصلح خير} فالصلح خير من الفراق.

أما إذا رأيت بأن الحياة مع هذا الزوج متعذرة، وأن حقوقك لا تصل إليك، وأنك تخافين من البقاء معه في الوقوع في الفتن، ورأيت أن مصلحتك في طلب الطلاق بتقصير زوجك في حقوقك - لا سيما في المعاشرة - وخوفك من الوقوع في معاصي الله - تعالى - وركنت بأنك ستنتقلين إلى حال أحسن، فننصحك باستخارة الله - تعالى - ومشاورة العقلاء من أهلك قبل الإقدام على طلب مفارقة زوجك.

نسأل الله بأسمائه الحسنى وصفاته العلى أن يقدر لك الخير حيث كان، ويرضيك به.

مواد ذات صلة

الاستشارات