السؤال
السلام عليكم
أنا في حيرة شديدة وتردد، أعاني من صداع فظيع يعيقني عن العمل، ذهبت لدكتور مخ وأعصاب وقال: هذا صداع بسبب الاكتئاب. عندما أذهب لأشتري دواء الاكتئاب أخاف بشدة من السمنة، فأنا وزنى 83 كيلو وطولي 153 سم، وأقول أني بالإرادة أستطيع التغلب على زيادة الوزن والاكتئاب؛ لكن لا أستطيع، أريد وبشدة إنقاص وزني، أي الأدوية أفضل لي، فافرين أم بروزاك؟
ولا أستطيع الرد في المواقف المختلفة، يتوقف تفكيري ولا أستطيع الرد! حتى إن زميلتي قالت: لا أعرف لماذا لا تردين. فهل توجد نصيحة؟ وماذا أفعل؟
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ حنان حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
بخصوص هذا الصداع الذي تعانين منه، لا شك أن طبيب المخ والأعصاب قد قام بفحصك، وإجراء أي فحوصات مختبرية أو صور مطلوبة، هذه قاعدة طبية مهمة وضرورية.
بالنسبة أن الصداع ناتج من الاكتئاب، فالاكتئاب غالبا لا يكون مصحوبا بصداع، لكن إذا كان هذا الاكتئاب مصحوبا بقلق، أو أن شخصية الإنسان أصلا قلقة –وهذا ما نسميه بالقلق الاكتئابي– ففي مثل هذه الحالة ربما تحدث انشدادات عضلية في أجزاء مختلفة من جسم الإنسان ومنها فروة الرأس، وهذا يؤدي إلى الصداع في بعض الأحيان. هنالك إرشادات وتوجيهات بسيطة جدا، لكنها ذات قيمة كبيرة أود أن أذكرها لك قبل أن نتكلم عن العلاج الدوائي.
أولا: تأكدي من وضعية النوم –هذا مهم جدا–، لا تنامي على وسائد أو مخدات مرتفعة، المخدة الخفيفة واللينة دائما أفضل، وأن ينام الإنسان على جنبه الأيمن، وأن يحرص على أذكاره، هذا يكون فيه خير كثير جدا.
ثانيا: حاولي أن تبحثي إن كان هناك أي رابط بين هذا الصداع وأي نوع من الأطعمة، فيعرف أن بعض الأطعمة قد تثير الصداع منها: الشوكولاتة –على سبيل المثال– وبعض الأجبان وهكذا، فإن وجدت أي علاقة ما بين هذا الصداع وتناول أطعمة معينة؛ فأرجو أن تحرصي على تجنبها أو التخفيف منها.
ثالثا: من أفضل سبل علاج الصداع هو تمارين الاسترخاء. هذه التمارين مفيدة جدا، وتنقسم إلى عدة أقسام، أهمها: تمارين التنفس التدرجي، وكذلك تمارين الاسترخاء العضلي، فأرجو أن تكوني حريصة عليها، ولدينا في موقعنا استشارة تحت رقم (2136015) بها توجيهات بسيطة جدا في كيفية تطبيق تمارين الاسترخاء، فأرجو أن تحرصي عليها.
رابعا: أرجو أن تعبري عما بداخلك وتتجنبي الاحتقانات النفسية، فالتفريغ النفسي مهم جدا لأن تكون النفس مسترخية ومرتاحة. وتجنبي التوترات التي تؤدي إلى الانقباضات العضلية، والتي بدورها تنتج منها الآلام الجسدية ومنها الصداع.
خامسا: موضوع التردد في الرد على الآخرين والتوجس وتوقف التفكير، هذا كله ناتج من القلق، فلا تقلقي أبدا، ويجب أن تكوني أكثر ثقة في مقدراتك، وحاولي أن تكثري من التواصل مع زميلاتك.
سادسا: العلاج الدوائي، أعتقد أن العلاج الدوائي مطلوب، وحقيقة أقول لك: دواء فافرين دواء جيد جدا، ويمكن أن يدعم بعقار يعرف باسم (توباماكس)، دواء جيد لعلاج الصداع خاصة إذا كان الصداع ناشئا من الشقيقة –مثلا-، وفي ذات الوقت التوباماكس يؤدي إلى إضعاف الشهية للطعام، مما ينتج عنه أيضا تخفيف في الوزن.
وهنالك دواء آخر يعرف تجاريا باسم (إندرال) هذا الدواء له فعالية ممتازة جدا في علاج معظم أنواع الصداع. فأعتقد أنه إذا بدأت بالفافرين بجرعة خمسين مليجراما ليلا لمدة أسبوع، بعد ذلك تجعليها مائة مليجرام ليلا، وتستمرين عليها لمدة ستة أشهر، ثم اجعلي الجرعة خمسين مليجراما ليلا لمدة ثلاثة أشهر، ثم خمسين مليجراما يوما بعد يوم لمدة شهرين، ثم يمكنك أن تتوقفي عن تناول الدواء.
أما بالنسبة للتوباماكس والذي يعرف علميا باسم (توباراميت) أنت محتاجة جرعة خمسة وعشرين مليجراما، تناوليها يوميا لمدة ثلاثة إلى أربعة أشهر. هذا الدواء سليم، وهذه الجرعة صغيرة، وفي بعض الأحيان قد يسبب حساسية جلدية بسيطة، وإن حدث هذا فيجب أن تتوقفي عن تناول الدواء. وبالنسبة للإندرال والذي يعرف علميا باسم (بروبرالانول)، فجرعته هي عشرة مليجرام يوميا لمدة شهرين، ثم تتوقفين عن تناوله.
إذن هذه هي الرزمة العلاجية الدوائية التي أرى أنها سوف تفيدك، وفي نفس الوقت اتباع الإرشادات التي ذكرناها لك سلفا هو جزء أصيل في علاج حالتك من حيث الاكتئاب والتوتر وعدم القدرة على التواصل الاجتماعي، وفي ذات الوقت علاج للصداع.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، ونسأل الله لك الشفاء والعافية والتوفيق والسداد.