السؤال
السلام عليكم
مشكلتي ابني الذي عمره 7 سنوات، فهو ضعيف الشخصية وأخاف عليه من استغلال الأولاد الأكبر سنا له من الناحية الجنسية، أجده على استعداد لفعل أي شيء يطلب منه فهو يخاف كثيرا، وأتخيل أنه بمجرد صراخ أحدهم عليه لن يرفض له طلبا، فماذا أفعل؟ وكيف أتعامل معه؟ أنا دائمة التفكير في هذا الأمر، وبصراحة أجد لديه ميولا جنسية، فهو يحك عضوه باستمرار، وأشعر أنه يلتصق كثيرا بإخوته أو بي بطريقه غير طبيعية، أنا أتكلم معه وأنبهه باستمرار وهو ينفي أي شيء من هذا، لا أعرف إن كان صادقا وهذه أوهام وشكوك أم ظني في محله!
الذي يضايقني أكثر أنه عندما يلعب مع الأولاد يحب المصارعة، ويكون دائما هو تحتهم ويستسلم لهم ويسترخي، كما أنه يسير دائما ورأسه منحن لأسفل، وهذا يضايقني كثيرا وأصرخ به باستمرار، ولا أعرف لما عندما يمسكه أحدهم ويمسح على رأسه أو يحضنه يسترخي ويستسلم له بكل بساطه، وأشعر وكأن سكينا تذبحني عندما أراه هكذا، حتى أني أتمنى موته على أن يحدث مثل هذا الأمر، مع العلم أني متأكدة جيدا أنه لا يتعرض لأي تحرشات لأن خروجه قليل، وأغلب وقته يشاهد التلفاز وتحت ناظري، ماذا أفعل؟ ساعدوني.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ زينب حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
تخوفاتك كأم نقول أنها في مكانها، حيث أن الكثير من التشويش قد حدث للناس حول ما يحدث من انتهاكات وممارسات خاطئة، وكثيرا ما يكون جهل الضحية وجهل المعتدي في بعض الأحيان هو السبب في ذلك، لكن -أيتها الفاضلة الكريمة– درجة انشغالك يجب ألا تصل لمرحلة أن تقنعي نفسك بأن ابنك أصبح ضحية لهذه الممارسات الخاطئة.
أنت ملاحظاتك قوية جدا، وما ذكرته قد يثير الريبة، لكن في ذات الوقت يجب ألا تشعري ابنك باهتزاز ثقتك فيه، وأعتقد أنه من الناحية التربوية أيضا لابد أن يكون والده متفهما لحاجة الابن لأن تكون هنالك توجيهات لابنه، وتحذيراتك له كأم مقبولة، لكن الطفل نفسه قد يتفهمها كأمر مبالغ فيه.
يجب أن يتعلم الطفل أن جسده ملكا له، ويجب ألا يسمح لأحد بأن يلمس جسده أو يمسكه في أماكن حساسة أو شيء من هذا القبيل، الطفل يوعى من خلال هذا الأمر.
والأمر الثاني هو أن نشعر الطفل أن هنالك أولادا متميزين في أخلاقهم وفي سلوكهم، وهنالك بعض الأولاد لأسباب قد لا نعرفها وقعوا في أخطاء ولديهم ممارسات خاطئة، هذا الأمر يتطلب أن يشرح للطفل بشيء من البساطة، وأن نبعث فيه الطمأنينة أكثر من أن نبني فيه الخوف والرهبة.
بعض الألعاب مثلا كالمصارعة وغيره: هذا يمكن أن ينهى منها الطفل، ما دامت أصبحت تسبب هاجسا أنها ربما تؤدي إلى احتكاكات جسدية غير مرغوبة، وقد تؤدي إلى استثارات جنسية حسية بالنسبة للطفل.
أنت ذكرت أنك تنبهين ابنك من هذا وأنت لا تعرفين إن كان صادقا أم لا، أعتقد أن طريقة التنبيه نفسها يجب أن تكون في شكل رسائل مطمئنة للطفل، وليست رسائل مخيفة أو مشككة، ويجب ألا تكون دائما رسائلك منحصرة في هذا الأمر.
والأمر الآخر، ذكرت لك أن والده يجب أن يكون في الصورة، وإذا كان له إخوة أكبر منه فهم أفضل وسيلة لنصحه وتوجيهه ومراقبته أيضا، وأنا لا أريد أن يفرض سياجا من الحماية على الطفل، هذا أيضا ليس أمرا جيدا، لكن أن نوجه الطفل، أن ننبهه بصورة طيبة ولطيفة، ولا نشعره بتشكيكنا فيه وأن نعطيه ثقة في نفسه، وأن نهيئ له البيئة المعقولة، هذا مهم جدا، وكما ذكرت وتفضلت لابد أن تكون هنالك قيود وحدود لخروج الطفل مع من يخرج، متى يرجع؟ وهكذا، هذا أمور مهمة وضرورية، والتناصح مع الطفل فيما يخص دخول الحمامات في المدرسة، هذا أيضا مهم، يجب أن يكون لوحده وشيء من هذا القبيل.
أعتقد أن مستوى تخوفك زائد عن الحد، وأنا لا ألومك أبدا في ذلك؛ لأنه بالفعل أصبحت تقع الكثير من المشاكل، وطفلك أيضا يمكن أن ينمى على الأمور التي تشجع الجندرية الذكورية، كيف يتكلم؟ كيف يقف؟ دعيه يقرأ قصص الأبطال من شباب الصحابة، لاعبيه بعض الألعاب ذات القيمة والتي تحث على رفعة الأخلاق، وهكذا، هذه -إن شاء الله تعالى– تبني لديه تصورات تربوية جيدة وإيجابية، وعليك بالدعاء له -أيتها الفاضلة الكريمة-.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا.