السؤال
السلام عليكم.
أنا فتاة جامعية أدرس في بلدي، ولكني أجلس وحدي؛ لأن أهلي كلهم يعملون خارج البلاد، أحببت شخصا ولكنه لم يحبني أبدا، وأخبرني بذلك صراحة، ولكنه أيضا أخبرني بأنني أفضل صديقة لديه وأنه لا يستطيع الاستغناء عني.
بعد سنتين قررت أن أخبره بأني مريضة بمرض خطير؛ حتى أثير شفقته علي عسى أن يحبني، وكنت بالفعل مريضة بمرض آخر أهون، ولذلك استغللت زياراتي للأطباء وكنت آخذه معي وأحمله همي، وكان مرحبا جدا بذلك.
بعد ذلك أوجدت له فرصة عمل جديدة، وكنت لا أبخل عليه بشيء أبدا، لكن الذي يؤلمني أن كذبتي كبرت حتى وصلت كل من حولنا وكل أصدقائنا المشتركين.
هو ذهب دون أن يكتشفها وتركني، ولكني أندم كثيرا على هذه الكذبة، وأخاف من أن أكتب عند الله كذابة، وأنا لم تكن نيتي أبدا الشر، فماذا أفعل؟ هل أحاول البحث عنه وأخبره وأريح ضميري؟ هل أخبر بقية أصدقائنا؟ مع العلم أنهم سيخاصمونني.
أرجو الرد.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ تالا حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحابته ومن والاه.
نرحب بك -ابنتنا الفاضلة– في الموقع، ونسأل الله أن يلهمك السداد والرشاد، وأن يتوب عليك، وأن يجنبنا وإياك الكذب وعواقب الكذب، فإن المؤمن لا يكون كذابا، ونسأل الله تبارك وتعالى أن يلهمك السداد، وأن يقدر لك الخير حيث كان ثم يرضيك به.
وننصحك بعدم التوسع في العلاقة مع الشباب الذكور، فعندك من الصالحات الفاضلات، فاحشري نفسك بينهن، واعلمي أن في الشباب ذئاب، وأن الشباب قد يتضررون من الفتاة وتتضرر منهم كما حصل الآن، ولكن مع كل ذلك فنحن ندعوك؛ لأن الفتاة مثل الثوب الأبيض والبياض قليل الحمل للدنس، فاتقي الله في نفسك، واحفظي نفسك عن مثل هذه العلاقات.
والآن ندعوك إلى أن تستري على نفسك، وتتوبي بينك وبين الله تبارك وتعالى، ولا تعلني عن كذبك والخديعة -التي قمت بها- لأحد، لأنك لست مطالبة بالاعتذار للناس، لكنك مطالبة بالرجوع وبالتوبة لرب الناس، ورب الناس غفار لمن تاب وآمن وعمل صالحا ثم اهتدى.
وبالنسبة للشاب الذي لم يحبك وتركك فلا تبالي به، لكن إذا حصل يوما وسألك عن أحوالك فقولي له (أنا ولله الحمد أصبحت طيبة) ليس هناك مصلحة في إخباره بأنك كنت تكذبين عليه، الآن استري على نفسك، ودعيه يشعر وكل من حولك يشعر أنك طيبة وفي صحة جيدة، وهذا كاف، فإنه ليس أصلا مطالبا بأن يحمل همك أو يحزن لأجلك، إن كان فعل ذلك فسيعطى على حسب نيته، وأنت أيضا على حسب نيتك.
المهم هو التوبة والرجوع إلى الله، والتوقف عن مثل هذه الممارسات الخطيرة، فإن الإنسان إذا تمنى المرض قد يصاب بالمرض، إذا كذب فإنه عندما يمرض لن يصدقه الناس، إذا كان يكذب في كل مرة (أنا مريض) والناس سيتعاطفون سيتركه الناس، وأيضا لا بد أن تدركي حتى وإن تزوجت بأن هذه الطريقة تجعل الزوج يفقد الثقة ويمل ويبتعد، صحيح قد يتعاطف ويتأثر في البداية، لكن سيكتشف الحقيقة، لكن سيصل للملال، لكن هذا ليس من صفات المرأة الطيبة أنها تتمارض وتظهر الألم والأسى لزوجها، تستجلب عطفه، لأن هذا العطف الذي يأتي بهذه الطريقة ستجدين له نهاية، وسيصل إلى نهاية، بعد ذلك يهملها ويتركها، وليس في مصلحة الفتاة.
لذلك حتى وإن كان هذا بين زوجين فإن هذا الأسلوب غير صحيح، والإنسان دائما يتمنى الخير، ويتفاءل بالخير، والفتاة تبتعد عن الشباب الذكور، ولا تمنح قلبها هذا، هذا القلب الذي ينبغي أن يكون عامرا بتوحيد الله وبمراقبته هو غال جدا، ما ينبغي أن تمنحيه لأي أحد، ولا تجري وراء السراب، وتوجهي إلى طاعة ربنا التواب، وانتظري حتى يأتيك ما قدره لك الكريم الوهاب سبحانه وتعالى.
ونسأل الله أن يقدر لك الخير حيث كان ثم يرضيك به.