السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لدي صفة وهي أنني لا أستطيع أن أتكلم مع أي أحد، وليس عندي أي موضوع من أجل أن أتكلم به سواء في المقابلة أو (بالواتس اب).
أشعر أن الكثير يملون مني؛ لأني ربما هذه الكلمة يقولونها عني (لست اجتماعية)، حاولت بقدر الإمكان، لكن لم أستطع.
وهناك فتاة تعرفت عليها، وعندما رأتني في الغالب ساكتة، وليس عندي أي شيء أقوله أشعر أنها أحيانا تتهرب مني، وهذه التي تعرفت عليها ارتحت لها كثيرا، ولا أعلم كيف أصل إليها، فنحن نتقابل كل شهر أو شهرين ونتقابل بالصدفة.
في المرة الأولى هي استقبلتني، والمرة الثانية ذهبت بعيدا عني، وأنا لم أذهب حتى لمصافحتها، ولكني تكلمت معها قليلا، وكنت أريدها أن تجلس معي بمكان لوحدنا، لكن لم أستطع؛ لأني أخشى أنها لا تريدني، ثم تتضايق مني، قلت: -الحمد لله- أنها تتكلم وتضحك معي، وتسأل عني، لكن مشكلتها أنها لم تتصل بي يوما واحدا.
وعندما أريد أن أتكلم معها في برنامج (الواتس اب)، لا أدري في ماذا أتكلم؛ لأني ربما أقول سنلتقي -إن شاء الله- مرة أخرى.
فما هو الحل؟ وما هو الحل المناسب من أجل أن أتكلم مع كل أحد، أرجوكم ساعدوني.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ مسك حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحابته ومن والاه.
نرحب بك - ابنتنا الفاضلة – ونشكر لك التواصل مع هذا الموقع، ونسأل الله أن يحببك إلى عباده، وأن يحبب إليك الصالحات منهم، وأن يلهمك السداد والرشاد، هو ولي ذلك والقادر عليه، ولا يخفى عليك – ابنتي الفاضلة – أن المسلم أو المسلمة ينبغي أن يقول خيرا أو ليصمت، كما قال النبي - عليه صلاة الله وسلامه – والحمد لله ميادين الخير واسعة، والكلام المباح كثير، ولكن ينبغي للإنسان أن ينتقي الكلام النافع الذي يفيد الناس.
معروف أن أحسن ما في هذه الوسائل بأن تنقل الوصايا والفتاوى والأحكام والأمور الحياتية النافعة، فإذا علمت عن أشياء مفيدة للصحة انقليها، وإذا سمعت كلاما جميلا لعالم فقوليه، وإذا سمعت حديثا عن النبي - صلى الله عليه وسلم – وفهمت معناه فتواصلي حول هذا الموضوع، اسأليها عن صلتها بكتاب الله تبارك وتعالى، وعن علاقتها بالصلوات، بيني لها أنك تجدين حلاوة في صلاتك وسجودك وركوعك لله تبارك وتعالى، ناقشيها في هموم البنات، قولي لها رأيك في المتبرجات، وكيف أننا ينبغي أن ننصح لهن، لأن المسلمة محجوبة بحجابها وحشمتها، حاولي أن تتعرفي عن القضايا التي تتكلم عنها البنات في هذه السن، ثم حاولي أن تعرفي رأي الشرع فيها، عن طريق التواصل مع العلماء، أو الدخول للمواقع الموثوقة لتعرفي حكم الله تبارك وتعالى في هذه المسائل الهامة، ثم تواصلي معها عن طريق هذه الأحكام الشرعية النافعة.
لا شك أنه من خلال مثل هذه المراسلات المتنوعة سيتبين لك المجال التي تحبه تلك الصديقة، والذي تأنس به، وتقبل به، وعند ذلك تفتحي معها هذا الباب، وسيكون من حسن التوفيق لك أن تكوني ممن يحب الخير، وقد تستطيعين أن تجعليها تحب الخير، عن طريق انتقاء الحكم والأحاديث والنصائح والمقاطع الجميلة التي فيها عظة وفائدة وتذكرة، وفيها المواكبة لقضايا الناس، وحياة الناس، فيها تغطية لهموم الفتيات من منظور شرعي.
نقترح عليك هذا الاهتمام بهذا الجانب معها أو مع غيرها، وستجدين في هذا الباب الكثير، لأنها ستبادلك المشاعر، وستتبادل معك التواصل، ومن خلال الرسائل التي تأتي تستطيعين أن تحددي اتجاهها وروحها، والأمور التي تحبها، وعند ذلك عندما تكون بينكم قواسم مشتركة سيحصل التقارب ثم التآلف.
نسأل الله أن يشغلنا وإياكن بطاعته، وأن يجعل أعمالنا خالصة لوجهه الكريم، وأن يجعلنا ممن يقول خيرا أو ليصمت، وأن يجعلنا ممن يتذكر أنه سيحاسب على كلامه وكتابته.
وما من كاتب إلا سيفنى *** ويبقى الدهر ما كتبت يداه
فلا تكتب بكف غير شيء *** يسرك في القيامة أن تراه
نسأل الله لنا ولكم جميعا التوفيق والسداد، ونكرر شكرنا لك على التواصل مع الموقع.