السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أشكر شبكة إسلام ويب, وكذلك الاستشاري محمد عبد العليم إبراهيم.
لدي رهاب اجتماعي منذ 8 سنوات, والآن عمري 26 عاما, والأعراض هي احمرار الوجه, وتغير نبرة الصوت عند الحديث, وعدم الكلام عند الناس أو الأكل, وعند الذهاب للأسواق.
والآن أعاني من الشك بالناس بسبب سرقة جوالي, وفيه صور لي ولأهلي, بالرغم من أنها كانت قبل ثلاث سنوات, ولكن أصبحت أشك, وأصبحت مهموما.
ذهبت للصيدلية فوجدت علاج سبرالكس بقوة 10 بسعر 126 ريالا, ولكن لم أتناول الدواء.
وفي الختام لدي سؤال: الحمد لله أنا أصلي في المسجد القريب من بيتنا, ولكن أشعر أن المصلين ينظرون إلي, وعند الخروج من البيت لا أرتاح إلى الأماكن الكبيرة, وأخاف من تجاوز الشاحنات على الطريق, وأرتاح كثيرا عند الذهاب للمزرعة والابتعاد عن نظرات الناس.
وشكرا لكم.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ علي حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
فإن حالتك بالفعل حالة قلق –مخاوف اجتماعية– وبعد أن حدثت حادثة سرقة الجوال أخذ هذا القلق والخوف الاجتماعي منحى آخر، وهو ظهور بعض الشكوك الظنانية، وشكوكك -الحمد لله تعالى– لم تصل لدرجة الإطباق أو الشدة التي نعتبرها مرضا رئيسيا، لكن أعتقد أنه من المهم جدا أن تعالج.
إن تمكنت أن تذهب إلى طبيب نفسي فهذا سوف يكون أمرا جيدا ومفيدا، وإن لم تتمكن أقول لك: اجتهد في أمر المواجهات، أكثر منها، حقر فكرة الخوف، حاول أن تحسن الظن دائما بالناس، ومن خلال المزيد من التواصل الاجتماعي أعتقد أنك سوف تستفيد كثيرا.
بالنسبة للعلاج الدوائي: العلاجات كثيرة جدا، عقار (سبرالكس) جيد، لكن إن كانت تكلفته المالية فوق طاقتك فيمكن أن تلجأ إلى أدوية أقل منه سعرا، مثلا عقار (أنفرانيل) قد يكون جيدا أيضا، والجرعة هي خمسة وعشرون مليجراما، تتناولها ليلا لمدة شهر، بعد ذلك تجعلها خمسين مليجراما ليلا لمدة شهرين، ثم تنقصها إلى خمسة وعشرين مليجراما ليلا لمدة شهرين، ثم خمسة وعشرين مليجراما يوما بعد يوم لمدة شهر آخر، ثم تتوقف عن تناول الدواء.
وهنالك دواء آخر مهم يجب أن تأخذه مع الأنفرانيل، حيث إن هذا الدواء يقلل كثيرا هذه الشكوك بل يزيلها -إن شاء الله تعالى– الدواء يعرف باسم (رزبريادن) والجرعة المطلوبة هي واحد مليجراما فقط، تتناولها ليلا لمدة شهر، ثم تجعلها اثنين مليجراما ليلا لمدة شهرين، ثم واحد مليجراما ليلا لمدة ثلاثة أشهر، ثم تتوقف عن تناول الدواء (الرزبريادون).
والأنفرانيل الذي ذكرته لك هو دواء جيد، لكن لديه بعض الآثار الجانبية، مثل أنه قد يسبب جفافا في الفم خاصة في الأيام الأولى للعلاج، وربما يسبب أيضا إمساكا قليلا، ولا ننصح باستعماله بالنسبة للذين يعانون من التهاب غدة البروستاتا، أو الذين يعانون من زيادة في ضغط العين.
الدواء الذي يمكن أن يكون بديلا ممتازا أيضا هو عقار (زولفت) أنا لست متأكدا من سعره في المملكة، لكن إذا كان أرخص من السبرالكس قطعا هو دواء ممتاز, وسوف يكون بديلا ممتازا جدا للأنفرانيل، حيث إنه ليس له آثار جانبية كثيرة، كما أنه دواء متخصص جدا لعلاج الرهبة الاجتماعية.
الجرعة التي تحتاج لها هي جرعة صغيرة، وهي خمسة وعشرون مليجراما –أي نصف حبة– تبدأ في تناولها ليلا بعد الأكل لمدة شهر، بعد ذلك تجعلها خمسين مليجراما ليلا لمدة ثلاثة أشهر، ثم خمسة وعشرين مليجراما ليلا لمدة شهر، ثم خمسة وعشرين مليجراما يوما بعد يوم لمدة شهر آخر، ثم تتوقف عن تناول الدواء.
إذن خلاصة العلاج الدوائي هو إما أن تتناول الأنفرانيل أو تتناول الزولفت كما أوضحت لك ذلك، يعني أنك لا تحتاج أن تتناول الأنفرانيل والزولفت في نفس الوقت، لا، واحد منهما يكفي تماما، وأيا كان اختيارك يجب أن تتناول معه الرزبريادون، هذا جيد جدا.
أما إذا كان اختيارك السبرالكس –والذي لا أمانع أبدا في أن تختاره، لأنني أثق كثيرا في هذا الدواء– الجرعة هي أن تبدأ بخمسة مليجرام –أي نصف حبة من الحبة التي تحتوي على عشرة مليجراما– تناولها يوميا لمدة أسبوعين، بعد ذلك اجعلها حبة كاملة (عشرة مليجراما) ليلا، استمر عليها لمدة ثلاثة أشهر، ثم اجعلها خمسة مليجراما ليلا لمدة شهر، ثم خمسة مليجراما يوما بعد يوم لمدة شهر آخر، ثم توقف عن تناول الدواء.
إن شاء الله حالتك بسيطة جدا، ومن خلال الإقناع الذاتي –بمعنى أن تقنع نفسك– للمزيد من التواصل، والتفاعل الاجتماعي، وأن تحاول أيضا أن تصلي في مساجد أخرى، وعلى نطاق العمل أريدك أيضا أن تكون إيجابيا ومتواصلا، وكذلك النطاق الاجتماعي، وأن تتناول أحد الأدوية التي ذكرناها لك حسب المدة والجرعة الموضحة.
أسأل الله لك الشفاء والعافية والتوفيق والسداد.