أشعر أن عقلي صغير ومحدود، فماذا أصنع؟

0 418

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

المشكلة هي أني أشعر إن عقلي صغير وتفكيري محدود، وأعاني من التفكير الكثير في الفترة ما بعد المغرب فيها أشعر بتشتت في الذهن يعني بمعني آخر إن السلوك عندي تدخل في بعضها وكذلك من كثرة النسيان والسرحان، ومن الممكن أن أفعل شيء أو أتكلم كلمة دون أن أحس بها، وسرعان ما أنساها بذات في الفترة هذه.

فماذا أصنع؟ وشكرا جزيلا لكم، وجزاكم الله كل خير.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ سعيد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

فكما تعرف أنت الآن في مرحلة بناء وتكوين، بناء نفسي وبناء جسدي، وحتى السلوك أيضا يتأثر من حيث تكوينه وبنائه في هذه المرحلة، وكذلك ما يسمى بالنضوج الاجتماعي، وهو تعلم ما هو مقبول اجتماعيا والالتزام به، وأن يقوم الإنسان بالدور الذي يناسب عمره، كل هذه المتغيرات هي متغيرات طبيعية جدا في مثل عمرك، ولا شك أن هذا التغير الهائل والكبير والمتعدد الجوانب قد ينشأ منه نوع من القلق، نوع من التفكير العميق، وكذلك نوع من الوسوسة، فأنت مثلا حين تقول أنك تشعر أن عقلك صغير وتفكيرك محدود، هذا ليس صحيحا، هذا نوع من القلق ومن الوسواس، لأن الإنسان الذي أصلا عقله صغير وتفكيره محدود لا يعرف ذلك، لا يفهم ولا يدرك ولا يدري أن عقله صغير أو أن تفكيره محدود، هذا هو الإنسان الذي بالفعل لديه محدودية في تفكيره، لكن أنت – الحمد لله تعالى – تفكيرك طبيعي، وعقلك طبيعي، لكن هذا التشتت في التفكير وكثرة السرحان وعدم التركيز وما ذكرته حول نوعية تفكيرك وأنه محدود، أنا أؤكد لك أن هذا ناتج من تغير نعتبره طبيعيا جدا في هذه المرحلة، لأن القلق موجود في مثل سنك، وهذا قلق إيجابي، ليس قلقا سلبيا.

أنت حين تقول أن عقلك صغير وتفكيرك محدود تريد أن يكون عقلك كبيرا وتريد أن يكون تفكيرك أيضا كبيرا ومنطلق، وهذا أمر جيد، النسيان وتشتت التفكير هذا من تداخل الأفكار وكثرتها، فهنالك ما يسمى بالتفكير الداخلي الذي يأتي من العقل الباطني، وهنالك التفكير الظاهري الذي يأتي من العقل المحسوس أو العقل الخارجي، هذه كلها تلتقي مع بعضها البعض وتعطيها نوع من التفكير.

فأرجو أن تطمئن - أيها الابن الفاضل الكريم - أن هذا الموضوع عابر، ويجب أن تثق في نفسك، وأن تثق في مقدراتك، وعقلك - إن شاء الله تعالى – كبير، وتفكيرك كبير، وكل الذي بك هذا هو أمر عابر ومؤقت وسوف ينتهي تماما، وحتى تساعد نفسك بصورة جيدة: أرجو ألا تخاف من الفشل، لا يوجد فشل أصلا في مثل مرحلة عمرك هذه، كن قويا، كن عالي الهمة، ضع برامج يومية توصلك إلى أهدافك، أنت الآن في مرحلة التكوين، وفي مرحلة الطلابية والدراسة، والتزود بالعلم هو من أجمل وأحسن ما يقتنيه الإنسان في هذه الفترة، وأنا أقول لك – ابننا سعيد – أن التزود بالعلم وبالدين هو المطلوب، لأن كلاهما – أي العلم والدين – يبقيان مع الإنسان، لا أحد يستطيع أن يأخذ منك علمك ودينك أبدا، لكن مالك وغيره قد يؤخذ منك، فاحرص في الاثنين، وأنا أؤكد لك أن حرصك هذا في أمور العلم وفي أمور الدين سوف يجعلك أكثر ثقة في نفسك، وسوف يتحسن تركيزك، وسوف ينشرح - إن شاء الله تعالى - قلبك وصدرك.

لتصل لهذين الهدفين – هدف اقتناء العلم واكتساب المعرفة وهدف الدين – يجب أن تنظم وقتك، وحين تنظم وقتك لا نريدك أن تنقطع للمذاكرة والقراءة، لا، حدد لها وقتا معقولا، فهي مهمة، لكن أيضا من المهم أن تلعب رياضة، من المهم جدا أن يكون لك أصدقاء من الصالحين والطيبين، تجلس معهم، وترفه عن نفسك، من المهم جدا أن تكون بارا بوالديك، أن تكون لك أنشطة مختلفة هذا كله يفيدك ويجعلك - إن شاء الله تعالى – أحسن تركيزا.

وأنصحك أيضا بالنوم المبكر، النوم المبكر يعطيك - إن شاء الله تعالى – القدرة على حسن التركيز، ويذهب عنك الشعور بالتشتت والنسيان.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وأشكرك على التواصل مع إسلام ويب.

مواد ذات صلة

الاستشارات