اكتئاب وتفكير بالانتحار.. هل هو بسبب زيادة جرعة الدواء؟

0 268

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

لو سمحت عندي سؤال.

كنت آخذ سليب ايد كمنوم منذ شهرين، ثم أخذت سيستا منذ أسبوعين، ومنذ 5 أيام أخذت جرعة زائدة، وتعبت اليوم الثاني جدا، وأعاني منذ هذا اليوم من اكتئاب، وميول انتحارية -الله يبعد عنكم الشر-.

مع العلم أني لست مكتئبا طول حياتي بل متفائل، ولكن منذ الجرعة الزائدة حدث هذا الشعور، وقد أوقفت المنوم منذ هذا اليوم، ولم أعد أعاني من مشاكل في النوم.

هل تعتقد أن هذا الحال بسبب الدواء سوف يزول سريعا وأنها مشكلة وقت؟ أم ماذا ترى؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ هيثم حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا.

أخي الفاضل: علوم النوم من التخصصات الطبية الدقيقة والمحترمة جدا، وتوجد الآن مختبرات للفحص للذين يعانون من اضطراب حقيقي في النوم، وهذا يجعلنا نفكر بدقة شديدة، ما هي أسباب اضطرابات النوم؟ لأن المبدأ الرصين يقول إن إزالة السبب هي أفضل وسيلة للعلاج.

فالسؤال: لماذا احتجت لاستعمال مساعدات النوم أو المنومات هذه، هل أنت قلق؟ هل أنت كنت تعاني من مزاج اكتئابي زاد عندك الاكتئاب بعد استعمال المنومات؟ لأن بعض المنومات وإن سهلت النوم؛ لكن يعرف أنها تؤدي إلى عسر مزاجي قد لا يشعر به صاحبه منذ الوهلة الأولى.

هل اضطراب النوم الذي لديك هو أمر مكتسب ومرتبط فقط بعادات نومية غير صحيحة، مثل عدم ممارسة الرياضة، والنوم النهاري، وتناول المثيرات والمنبهات، مثل: الشاي، والقهوة، والكولا،والبيبسي، والشكولاته مساء، وتذبذب وقت الذهاب إلى السرير من أجل النوم؟ هنالك أخي أسباب كثيرة لاضطرابات النوم.

فأنا أريدك -أخي الفاضل- أن تصل للسبب، ثم تعالج السبب والنوم الصحي، يمكن أن يصل إليه الإنسان بسهولة إذا حاول أن يطبع نفسه على نسق صحيح، وهذا النسق خاصة مثل عمرك يتطلب الآتي:

تجنب النوم النهاري، وممارسة الرياضة، وثبت وقت الفراش، والتدرب على تمارين الاسترخاء، والحرص على الرياضة، والحرص على أذكار النوم، وعدم تناول محتويات الكافيين بكثافة في المساء، هذا يؤدي إلى تعديل واستواء وتنظيم صحيح في الساعات البيولجية مما ينشىء عنه النوم الصحيح.

وبالنسبة لسؤالك حقيقة أزعجني تماما ما وصلته من التفكير بالانتحار، هذا أمر مزعج، ويجب أن نحسمه، يا أخي: الانتحار حرام، الحياة طيبة جدا، والخير أكثر من الشر، فهذا التفكير القبيح اطرده تماما عن بالك ومخيلتك، ولا تعره اهتماما، وإن ألحت عليك الفكرة، فأرجو أن تذهب إلى الطبيب النفسي مباشرة، وراجع حكم الانتحار أو التفكير فيه: (262983 - 110695 - 262353 - 230518).

وكذلك أقول لك إن جرعة الدواء الزائدة ربما تكون قد أدت إلى متغيرات كيمائية في كيمياء الدماغ، خاصة المكونات التي تعرف بالمستقبلات، والموصلات العصبية أو الناقلات العصبية، منها مادة السليتون وغيرها، هذه مواد يعرف أنها تلعب دورا كبيرا في التحكم في المزاج، واختلالها قطعا يؤدي إلى الاكتئاب النفسي.

وإذا كانت النظرية هذه صحيحة وهذا الذي أراه، فأعتقد أن التغيير الذي حدث لك هو عابر، ووقتي، وتحسن النوم لديك دليل على تلاشيه، ولن تكون له أي تبعات، أو آثار سلبية عليك في المستقبل.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا.

مواد ذات صلة

الاستشارات