مشكلتي الخجل عند مواجهة الآخرين، أرجو مساعدتي.

0 285

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

عمري 24 سنة، وأنا أم لطفلين، لكني أعاني من مشكلة الخجل عند التحدث مع الآخرين، وخاصة عندما يوجه إلي سؤال فيحمر وجهي ويشتد فكي وأتلعثم في الكلام، وإذا وجه أحد إلي نقدا ما في أحد الأمور -حتى وإن كانت بسيطة- تظهر علي علامات الخجل.

أريد حلا لمشكلتي لأني تعبت كثيرا منها، علما بأنني غير انطوائية وأحب الناس وأحب التحدث معهم لكني أخجل منهم؛ وهذه العلامات -علامات الخجل- تظهر واضحة على وجهي ويحس بها الآخرون.

تعبت كثيرا، أرجو المساعدة.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ منى حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإن هذه الظاهرة التي تعانين منها هي نوع بسيط جدا مما يسمى بالرهاب أو الخجل الاجتماعي، والخوف الاجتماعي دائما خوف غير مبرر، وهو شعور مبالغ فيه، وفي أغلب الظن يكون مكتسبا من تجربة سلبية خاطئة، مثلا إذا تعرض الإنسان لنوع من المخاوف في فترة الطفولة ولم يعرها اهتماما في ذاك الوقت، ربما تكون هي أحد المرسبات أو المهيئات والمسببات لمثل هذه الحالة.

بكل المقاييس حالتك بسيطة، الخوف الاجتماعي من أهم وسائل علاجه أن نصحح المفاهيم حوله، أولا هو شعور يخصك أنت، ولا يخص أحدا غيرك، وهذا يعني أن الآخرين لا يلاحظون ما عليك، حتى موضوع احمرار الوجه - والذي ينتج من زيادة في تدفق الدم نسبة لنشاط الجهاز السمبثاوي – هو أمر تلاحظينه أنت أكثر من غيرك، هذا (حقيقة)، وحتى الذين يشتكون من تسارع في ضربات القلب أو الشعور بالتلعثم أو الرجفة، مشاعره هذه مبالغ فيها تماما، وهناك تجربة بسيطة دائما أذكرها قام بها أحد العلماء، حيث قام بتصوير مجموعة من الذين يعانون من الخوف الاجتماعي، قام بتصويرهم بالفيديو دون علمهم في مواقف كانوا فيها في مواقف اجتماعية، وبعد أن سألهم عن أعراضهم التي كانوا يعانون منها ذكروا له أعراضا كثيرة جدا، لكن حين عرض عليهم صورهم في الفيديو أثبت لهم تماما أن ما ذكروه ليس دقيقا، هنالك مبالغة كبيرة فيما كانوا يشعرون به.

هذه التجربة تجربة علمية جدا، وعائدها أيضا كان إيجابيا على الأشخاص الذين تم تصويرهم، حيث زادت قناعاتهم بأن مشاعرهم مبالغ فيها.

الخطوة الأخرى في العلاج هي: أن تصححي أيضا المفاهيم، وذلك من خلال أنك لست أقل من الناس، أنك لست أضعف منهم، أنك غير مراقبة، وأنت تعيشين في مجتمع منفتح تماما، فموضوع الخجل وأن يهتم الناس بعضهم ببعض قد لا يكون ذو أهمية كبيرة، فأرجو أن تصهري نفسك اجتماعيا، وذلك من خلال المزيد من المواجهات وتصحيح المفاهيم.

عملية احمرار الوجه كما ذكرت لك فيها جزء حقيقي، لكنها ليست بالصورة التي تتصورينها، تدفق الدم ينتج من زيادة إفراز مادة الأدرينالين، وهذا تغير فسيولوجي طبيعي جدا، حيث إن الجسم يحتاج أن يتهيأ ويستعد للمواجهة.

تمارين الاسترخاء من أفضل سبل العلاج، فأنا أنصحك بها، ولدينا في إسلام ويب استشارة تحت رقم (2136015) أرجو أن ترجعي إليها وتستعيني بها، وسوف تجدين منها - إن شاء الله تعالى – كل خير إذا طبقتها بالصورة الصحيحة.

الجزء العلاجي الآخر هو أن تكون لك برامج ثابتة للمواجهات الاجتماعية، مثلا إن كنت تعيشين في أمريكا – وهذا هو الذي أحسبه – احرصي على الذهاب للمراكز الإسلامية ولا تفوتي اللقاءات الأسرية الاجتماعية، هذا فيه خير كثير لك.

ربما يكون من الأفضل أيضا أن تتناولي أحد الأدوية المضادة للقلق المخاوف والرهاب، وعقار (باكسيل) هكذا يسمى تجاريا في أمريكا، واسمه العلمي (باروكستين) هو من أفضل الأدوية، والجرعة المطلوبة هي عشرة مليجرام، تتناوليها ليلا لمدة شهر، ويفضل تناوله بعد الأكل، وبعد انقضاء شهر اجعلي الجرعة عشرين مليجراما لمدة شهرين، ثم خفضيها إلى عشرة مليجرام يوميا لمدة ثلاثة أشهر، ثم اجعلها عشرة مليجرام يوما بعد يوم لمدة شهر، ثم توقفي عن تناول الدواء.

هذا الدواء دواء سليم وفاعل وممتاز، ليس له آثار جانبية، فقط ربما يؤدي إلى زيادة بسيطة في الوزن، كما أننا لا ننصح باستعماله في أثناء الحمل.

هنالك دواء آخر يعرف باسم (إندرال) هذا متميز جدا في كبح جماح الأعراض الفسيولوجية مثل احمرار الوجه والشعور بالتلعثم – والذي يعرف علميا باسم بروبرالانول –، جرعته هي حبة من فئة عشرة مليجرام، يتم تناولها صباحا ومساء لمدة شهر، ثم عشرة مليجرام في الصباح لمدة شهر، ثم تتوقفي عن تناوله.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، ونسأل الله لك الشفاء والعافية والتوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات