السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أحب أن أحيي الدكتور الفاضل: محمد عبد العليم، على ما يقوم به من جهد، جزاه الله خيرا.
أريد أن أستفسر عن أحدث الأدوية النفسية التي لا تسبب النعاس والوزن الزائد، فأدوية القلق ومثبتات المزاج، كدواء (التوباماكس) للقلق ولتثبيت المزاج، لا يسبب السمنة، لكني وجدته يسبب النسيان، وبطء الكلام مع أقل جرعة، أما باقي الأدوية فهي مسببة أكيدة لزيادة الوزن والنعاس، ومرهقة لي، فهل ستنزل في السوق في هذا العام أدوية للقلق، ولتثبيت المزاج لا تسبب النعاس وزيادة الوزن؟ أرجو إرشادي.
بارك الله فيكم.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبد الله حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
بالنسبة لموضوع الأدوية النفسية وزيادة الوزن، وكذلك النعاس: فأعتقد أن القابلية الشخصية - والتي تتفاوت من إنسان لإنسان – هي أحد العوامل التي يجب ألا ننساها حين نتحدث عن هذه الآثار الجانبية.
أدوية كثيرة جدا، مثلا عقار (سبرالكس)، والذي يستعمل لعلاج المخاوف، والقلق، والوساوس، والاكتئاب النفسي، فالشركة المصنعة توصي باستعماله نهارا، لأنه قد يؤدي إلى اضطراب في النوم، لكن وجد أن الكثير من الناس يسبب لهم النعاس؛ ولذا ننصحهم بتناوله ليلا.
فإذن: الفوارق والتباينات الشخصية موجودة، ومن وجهة نظري: إن أفضل دواء مضاد للقلق، ولا يسبب زيادة في الوزن، ولا يسبب النعاس، وليس له أي أثر جنسي سلبي، ليس بدواء جديد، وهو: عقار (بسبارون)، والذي يعرف تجاريا باسم (بسبار)، وهذا دواء جيد جدا لعلاج القلق، وليست له آثار جانبية، لكن عيبه الوحيد (حقيقة) هو أنه بطيء الفعالية، والبناء الكيميائي فيه قد يستغرق وقتا، يعني أن الإنسان لا يجني فائدته - تقريبا - إلا بعد مضي ثمانية أسابيع من استعماله.
هذا الدواء: أنا معجب به جدا من حيث فعاليته، لكن الناس غالبا لا تصبر على بطئه.
أما بالنسبة لمثبتات المزاج، فقطعا عقار (إرببرازول) والذي يعرف تجاريا باسم (إبليفاي)، هو الأحسن وهو الأفضل، وليس بالجديد، لكنه أيضا من الأدوية الحديثة نسبيا، وهذا الدواء في الأصل مضاد للذهان، ولأمراض الفصام، وكذلك الاضطراب الوجداني ثنائي القطبية، لكن قطعا تناوله بجرعة صغيرة مثل: سبعة ونصف مليجرام (مثلا) يساعد كثيرا في زوال القلق والتوترات، وقطعا هو مثبت للمزاج، حتى إن بعض الذين يعانون من الاضطراب الوجداني ثنائي القطبية لا يحتاجون لتناول أي دواء بخلاف هذا الدواء، ولا يزيد الوزن، ولا يزيد النعاس، بل قد يكون منعشا في بعض الأحيان، كما أنه ليس له آثار جنسية سلبية، وفي ذات الوقت لا يؤدي أبدا إلى ارتفاع هرمون الحليب لدى النساء، وهذه خاصية وميزة إيجابية جدا.
الآن بين أيدينا عقار (فالدوكسان) والذي أنتجته شركة (سيرفر) الفرنسية، هذا الدواء أعتبره أحدث دواء، الشركة قدمته كمضاد للاكتئاب، لكن بعض الزملاء أشاروا أيضا أنه قد يفيد في علاج القلق، لكنه قطعا ليس مثبتا للمزاج، و(الفالدوكسان) لا يزيد الوزن، وهو مثبت، لا يؤدي إلى النعاس، ولا يؤثر سلبا على الأداء الجنسي، بل قد يحسنه، وعيبه الوحيد أنه من الضروري جدا أن يتم فحص وظائف الكبد قبل البداية في تناوله؛ لأنه في بعض الأحيان قد يؤدي إلى ارتفاع بسيط في أنزيمات الكبد، لكن قطعا لا يؤدي إلى مرض أو تهالك الكبد.
بالنسبة لعقار (توباماكس): هو أصلا ليس من مثبتات المزاج الجيدة، يجب أن نعترف بذلك، هو دواء لعلاج الصرع، وله ميزة خاصة جدا لعلاج الصداع النصفي - خاصة الشقيقة لدى النساء – ووجد أنه بالفعل قد يضعف الشهية للطعام، ولذا يستفاد منه لتخفيف الوزن، من حيث أثره الجانبي هذا، لكن لا نستطيع أن نقول: إنه من أفضل مضادات القلق أو تثبيت المزاج.
نحن نتابع - إن شاء الله تعالى – ويمكن أن نفيد بأي مستحدث، والآن شركات الأدوية تسعى وبصورة جادة جدا لتعديل منتجاتها السابقة لمعالجة قضية الآثار الجانبية خاصة زيادة الوزن؛ لأن زيادة الوزن قد تؤدي أيضا إلى زيادة في الدهنيات، وقد تؤدي إلى ظهور مرض السكر، وهذه شغلت الناس كثيرا، والتنافس الحقيقي الآن بين شركات الأدوية هي: تعديلات هندسية كيميائية على منتجاتها السابقة، مثلا الآن شركة (جانسن) والتي تنتج عقار (رزبريادون) وهو من أفضل مضادات الذهان، لكن يعاب عليه أنه يرفع هرمون الحليب، كما أنه قد يؤدي إلى نوع من الرعشة أو الانسداد العضلي، والشركة أنتجت مركبا آخر مشتقا من (الرزبريادون) وهذا المشتق أو المركب الجديد اسمه (إنفيجا) وهو دواء رائع جدا، وجدته رائعا ومفيدا لكثير من المرضى، وإن كان باهض التكلفة نسبيا، لكن قطعا سوف يهبط سعره بمرور الأيام - إن شاء الله تعالى -.
هذا هو الذي أود أن أذكره لك، وأشكرك على ثقتك في شخصي الضعيف، ودعنا نتواصل متى ما كان ذلك مطلوبا ومفيدا.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا.