أعاني من الحساسية الزائدة والانهيار والبكاء لأقل الأسباب، ما الحل؟

0 650

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

مشكلتي أني حساسة جدا، ويرجع هذا لزيادة الاختلاط الاجتماعي الذي تفرضه الجامعة علي من أصدقاء وزملاء ودكاترة وإداريين، وردود فعلي هي:

البكاء لأقل الأشياء، التأثر بسرعة وعدم القدرة على إخفاء الألم حتى وإن لم أظهره بالدموع أظهرته بملامح الوجه، وعدم القدرة على السيطرة على ذلك، وأحيانا عندما تتحدث معي إحدى من صديقاتي بعصبية أصمت أو أبتسم ولا يمكنني الرد، ولا أعلم ما السبب في ذلك.

الانهيار لأقل الأسباب كالتعرض لموقف غير متوقع، أي الصدمة مثلا لخيانة شخص قريب، أو سخرية الغير، في أحد الأيام وجدت اثنتين من صديقاتي تسخران من طريقة مشيتي، فبكيت وقامتا بمصالحتي، وقالتا لي: نحن لم نقصد شيئا غير أن تنتبهي لطريقه مشيتك أكثر أو تعدليها، أنت حساسة جدا، مع العلم أن أمي وأختي كانتا تقولان أن طريقتي في المشي غريبة نوعا ما لكنها غير ملفته للنظر، أو غير معاقة بمعنى أن صديقتي لم تخترعا شيئا عني لكن هذا أثارني، فهل حقا أنا زائدة الحساسية أم هو رد فعل طبيعي؟

أحس أيضا أن ثقتي بنفسي قلت جدا هذه الأيام وذلك بعد صدمتي في زميل، كنت أتوقع أنه يحبني بصدق دون أن نرتبط بأي نوع الارتباط لكن تبين أنه غير ذلك، واكتشفت أنه عابث جدا ومع ذلك انصدمت كثيرا حتى بنفسي، وأيضا أحس بعدم التركيز في الكلام، فمع أغلب الأحاديث مع الناس لا أنتبه لكلامهم من المرة الأولى، وأعاني من زيادة اللخبطة في كلامي كثيرا هذه الأيام، وجميع الأمور تؤثر على مشاعري وأعصابي، مثلا خوفي من أن أخذل شخصا لأبسط الأشياء على عكس الكثير غيرى، وعندما أغضب من أحد ويقدم لي الاعتذار أسامح سريعا جدا، لكني -الحمد لله- شخصية محبوبة جدا ومقربة لكثير من أصدقائي، ولكن هذه الحساسية وإحساسي بعدم التوازن النفسي تسبب لي الكثير من التعب، فما حل ذلك؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ smsma حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

بالفعل أنت شخصية حساسة، ولديك شيء من القلق، -والحمد لله- أيضا لديك حياء، وهذا الحياء جعلك تجدين صعوبة في التكيف مع البيئة الجامعية الجديدة التي هي حولك.

الإنسان -أيتها الفاضلة الكريمة- يمكن أن يبرز شخصيته ويبرز مواقفه مهما كانت البيئة التي تحيط به، فأنت يمكنك أن تمنعي الاختلاط حتى وإن كنت تعيشين في محيط دراسي مختلط، تمنعيه بأن تكوني مع زميلاتك، ألا تتعاملي مع الذكور إلا في حدود ما تتطلبه دراستك، ويجب ألا تلتفتي لما قد يقوله البعض عنك، قد يرى البعض أنك معقدة أو شيء من هذا القبيل، لكن هذا ليس صحيحا، إبراز شخصيتك بالصورة التي تريدينها هو المهم، وهذا يبعدك كثيرا عن الحساسية أو أمور المجاملة والتقلبات المزاجية، هذا من ناحية.

من ناحية أخرى ما ذكرته حول طريقة المشي وأن هذا الأمر قد سبب لك إزعاجا، وإن كانت لا توجد علة حقيقية، أعتقد هذا أيضا نوع من تسليط المشاعر حول نفسك، والتدقيق الشديد في وظائفك الجسدية وكل ما تفعلينه وكل ما تقولينه، نعم الإنسان يجب أن يكون رقيبا على تصرفاته ولا شك في ذلك، لكن يجب ألا تكون هذه الرقابة بدرجة مطلقة وحساسة، خذي الأمور ببساطة أكثر، تعاملي مع الحياة بشكل عادي، واتبعي الضوابط الأخلاقية التي ترضيك.

أما موضوع الشاب وعلاقتك به، هذه الأمور تحدث في المحيط الدراسي، لكن أتمنى أن تكون عبرة بالنسبة لك تستفيدين منها، لا تتحسري على ما حدث، هي تجربة حتى وإن كانت سلبية، لكن أعتقد أنها سوف تعطيك دفعات ومؤشرات لأن تكوني حذرة جدا في التعامل مع الذكور.

اصرفي انتباهك -أيتها الفاضلة الكريمة- نحو دراستك، حاولي أن تكوني من المتميزين، وبما أنك شخص ممتاز ومحبوب ولك شخصية فيمكن أن تبرزي من خلال الأنشطة الجامعية المحترمة والجيدة، هذا يجعلك تحسين بالرضا عن نفسك، ونصيحتي الأخرى لك هي أن تعبري عما بذاتك، عبري عما بدواخلك، حتى لا تصابي بأي نوع من الاحتقان النفسي الداخلي.

أنصحك أيضا بممارسة تمارين الاسترخاء، خاصة تمارين التنفس المتدرجة، وموقعنا لديه استشارة تحت رقم (2136015) أرجو أن ترجعي إليها، وأتمنى أن تجدي فيها ما يفيدك.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا.

مواد ذات صلة

الاستشارات