السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لدي قلق نفسي، وشفيت منه قبل ثلاث سنوات بعد أن استخدمت علاج الباروكستين مدة ثلاثة أشهر، وتركته تدريجيا طبعا، ومنذ ذلك الوقت، وإلى الآن لم تأت لي نوبات الهلع أو الضجر، -والحمد لله - قبل شهر تقريبا أصبح لدي ضيق في التنفس، فتركت التدخين فورا إلى غير رجعة، ولكن بقي لدي الضيق في التنفس يأتي لمدة دقائق ثم يذهب، كذلك ألم في المعدة، وأحيانا لا أستطيع النوم على ظهري أو جهة قلبي، وعند الأكل أيضا أحس بضيق، ودائما حموضة عملت أشعة، وتخطيط قلب، وسونار وكلها سليمة كذلك.
قال لي الطبيب -أخصائي الباطنية-: لا يوجد لديك أي شيء، ولم يعطني أي علاج، وقال: هذه مجرد تشنجات؛ لكن الضيق والخنقة تأتي وتذهب دون الاكتراث لها أو إبلاغ عائلتي.
سؤالي: هل هي حالتي عضوية أم نفسية؟ كذلك لدي سؤال آخر: هل ضغط الدم ثابت على طول اليوم أم متغير؟
ولكم فائق الاحترام والتقدير.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا.
أشكر لك -أخي الفاضل- ثقتك في إسلام ويب، وأعراضك -أخي- من حيث إنها ذات طابع نفسي، هنالك مؤشرات قوية تشير إلى ذلك، فأنت ذكرت بأنك قلق، وأنك قبل ذلك استجبت استجابة قوية (للباروكستين)، وفي ذات الوقت قمت بإجراء فحوصات تامة وكاملة، وأكد لك الأطباء بأنها كلها سليمة -والحمد الله تعالى-.
إذن حالتك نستطيع أن نسميها (نفسوجسدية)، وهذا لا يعني أن تبتعد عن إجراء الفحوصات الدورية، لا بد أن تراجع طبيبك مرة كل ثلاثة أشهر؛ لتقوم بفحص الجسم الكامل، والتأكد من موضوع الضغط، والنبض، وكل الأمور المعيارية الضرورية التي يعرفها الأطباء، وأن تجري الفحوصات اللازمة، وهذا جيد في مثل عمرك، وأنا أعتبرها قاعدة طبية رصينة جدا.
الأمر الآخر: حاول أن تجعل حياتك صحية، وذلك من خلال النوم المبكر، وممارسة الرياضة، وتجنب الإكثار من الكافيين الموجود في الشاي والقهوة والكولا والبيبسي، وأن يكون غذاؤك متوزانا، وأن تحرص -أخي- على أذكار الصباح والمساء ففيها خير كبير.
بقي أنك ربما تحتاج لدواء نفسي يساعدك على إزالة الضيقة والتوتر، وخاصة أنك في عمر الاكتئاب؛ حيث إن الاكتئاب يضرب بضراوة بعد عمر الأربعين في بعض الحالات- فيا أخي- إن استطعت أن تذهب إلى طبيب نفسي، فهذا أمر جيد، وإن لم تستطع فأعتقد أن عقار (باروكستين) نفسه جيد، لكنك تحتاج أن تتناوله لفترة أطول، هذه المرة تناوله بجرعة 10 ملجم يوميا لمدة أسبوعين، بعد ذلك اجعلها حبة كاملة – أي عشرين ملجم – استمر عليها لمدة 4 أشهر، ثم اجعلها نصف حبة يوميا لمدة شهرين، ثم نصف حبة يوما بعد يوم لمدة شهر ثم توقف عن تناول الدواء.
وهناك دواء آخر يعرف باسم (دوقماتيل Dogmatil ) واسمه العلمي (سلبرايد Sulipride) يفيد جدا في الحالات القلقية، والتي تؤدي إلى أعراض نفسوجسدية مثل التي تعاني منها.
وجرعة (دوقماتيل Dogmatil ) هي كبسولة واحدة -50 ملجم – تناولها يوميا لمدة شهرين، ثم تتوقف عن تناول العلاج.
وبالنسبة لسؤالك حول ضغط الدم، هل هو ثابت طوال اليوم؟
هنالك بعض التقلبات والتغيرات والتباينات البسيطة في ضغط الدم، مثلا: في أثناء النوم يكون ضغط الدم في أقل حالاته، يعني أنه دائما يكون في الجانب المنخفض بالنسبة للإنسان الطبيعي، لكن هذا الانخفاض قطعا لا يصل إلى مراحل تسبب أي خطورة على الإنسان، وهنالك من يرى أن ضغط الدم قد يرتفع قليلا مع الانفعالات النفسية والتوترات - هذا نشاهده - لكن ليس ارتفاعا ذي بال أو أهمية.
ولذا أقول دائما للذين يعتقدون فيما يسمون ضغط الدم العصبي أن هذا المفهوم ليس صحيحا، كل من يرتفع ضغطه حتى مع الانفعالات يجب أن يذهب إلى الطبيب، ويقوم بإجراء الفحوصات اللازمة، ويتأكد هل لديه ارتفاع في ضغط الدم، أو حتى إذا لم يكن ارتفاع الآن هل هنالك استعداد لارتفاع ضغط الدم أم لا؟
هذا الذي أراه -أخي الكريم- وأشكرك مرة أخرى على ثقتك بإسلام ويب وأسأل الله لك العافية والتوفيق والسداد.