انتفاخ القولون والغازات وتغير لون الجسم، أعراض ملازمة لي منذ زمن!

0 592

السؤال

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، أما بعد:

منذ أن كنت شابا، تقريبا قبل 20 سنة، وأنا أعاني من اكتئاب حاد جدا، وانتفاخ في القولون، وهذا الانتفاخ لا يخرج من بطني، بل يبقى ليمتص الجسم الغازات، ويغير لون الجسم إلى الاصفرار، وهذا ما زاد معاناتي، وأنا الآن أستخدم (دوسباتالين) 200 ملغ، وأستخدم (سيرمونتيل) و(تريبتيزول)، وأرتاح مؤقتا بهذا الدواء، وأجد صعوبة في النوم، أفيدوني، هل هذا دواء مناسب أم هناك غيره؟ وهل الاستمرار على هذه الأدوية له انعكاسات وأضرار؟

أفيدوني جعلني الله وإياكم وجميع أمة التوحيد في الفردوس الأعلى، وجزاكم الله عنا كل خير.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عامر محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإن اضطرابات القولون العصبي – أو العصابي – كثيرا ما تكون مزمنة لدى بعض الناس، خاصة إذا كانت شخصياتهم تتميز بسمات القلق.

العلاج لمثل هذه الحالات:

أولا: يجب أن تغير نمط حياتك، وأرجو أن تتخلص من الروتين، ومن النمطية، وتجعل حياتك فعالة، تقسم وقتك ما بين العمل والعبادة والتواصل الاجتماعي والترفيه عن النفس، والقيام بكل الواجبات الاجتماعية، والاجتهاد في تطوير الذات، وألا تترك مجالا للفراغ، ولا بد للرياضة أن تأخذ حيزا خاصا في حياتك، فموضوع القولون العصبي وما يسببه من انتفاخ يستجيب بصورة ممتازة لممارسة الرياضة باستمرار.

ثانيا: أرجو أن تقوم بالترتيب الغذائي الذي يناسب علتك – هذا مهم – هنالك أطعمة ومشروبات يعرف الذين يعانون من القولون العصبي أنها قد تضرهم، لكنهم لا يمتنعون عنها في بعض الأحيان، فكن حذرا في هذا السياق، وحاول أن تتناول كميات من البقدونس، وأن تشرب شراب النعناع، هذا - إن شاء الله تعالى – يفيدك كثيرا.

بالنسبة لـ (دوسباتالين) لا شك أنه دواء جيد، لكن لا أرى أن هنالك داع لأن تداوم على تناوله، وعقار (سيرمونتيل) من أفضل الأدوية التي تعالج القلق الاكتئابي، كما أنه محسن ممتاز للنوم، وذو خصوصية متميزة في علاج اضطرابات القولون العصبي، و(تريبتيزول) أيضا عقار جيد، لكن لا أرى هنالك داع أن تتناول الـ (سيرمونتيل) و(تريبتيزول) في ذات الوقت.

أنت لم توضح الجرعات التي تتناولها، ومن ناحيتي أقترح أن تتناول الـ (سيرمونتيل) فقط، ويمكن أن تبني جرعته بالتدريج حتى تجعلها مائة مليجرام ليلا، وبالطبع تتوقف عن الـ (تريبتيزول) كما ذكرت لك، وجرعة المائة مليجرام هذه يجب أن تستمر عليها لمدة ستة أشهر على الأقل، بعد ذلك تجعلها خمسين مليجراما ليلا لمدة عام (مثلا). ويمكنك أن تضيف عقار (دوجماتيل) والذي يعرف علميا باسم (سلبرايد) فهو متميز جدا في علاج القلق والتوترات التي تنتج عنها ما يعرف بالأعراض التجسيدية – أي أن القلق أو التوتر يؤدي إلى أعراض جسدية كثيرة، وأهمها أعراض الجهاز الهضمي، خاصة ما يعرف بالقولون العصبي أو العصابي -.

جرعة (الدوجماتيل) هي: 50 مليجراما، يتم تناولها ليلا لمدة شهر، بعد ذلك اجعلها حبة صباحا ومساء لمدة شهرين، ثم حبة في المساء لمدة شهر، ثم توقف عن تناول الدواء.

ذكرت لك بعض الإرشادات التأهيلية فيما يخص تطوير نمط الحياة، وأريد أن أركز على هذا الموضوع مرة أخرى، وأنصحك أيضا بما يسمى بالتفريغ النفسي، والذي يقصد به أن تعبر عن ذاتك أولا بأول، وفي حدود الذوق، وألا تترك الأمور الصغيرة تتجمع في نفسك لتؤدي إلى احتقان وغضب وتوترات داخلية تكتمها، وهذه بطبيعتها تؤدي إلى انعكاسات سلبية جدا على صحتك النفسية، وتثير لديك اضطرابات القولون وإضعاف النوم.

تمارين الاسترخاء أيضا لها فائدة عظيمة في علاج مثل أعراضك، ولدينا في إسلام ويب استشارة تحت رقم (2136015) أرجو أن تتطلع عليها، وتحاول تطبيقها بقدر ما تستطيع، وسوف تجد فيها فائدة كبيرة.

لا أريدك أن تعتمد على العلاج الدوائي فقط، هو جيد ومفيد، لكن الأخذ بالآليات الأخرى التي ذكرناها أيضا مهمة، ومكملة للفائدة العلاجية - إن شاء الله تعالى –.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، ونسأل الله لك الشفاء والعافية، والتوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات