السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنا فتاة أبلغ من العمر السادسة عشرة، أعاني من وسواس في الوضوء بشكل مزعج جدا، حيث إني أتوضأ ربما خمس مرات في كل صلاة! وقد ضاع كل وقت الدراسة، ولا أعلم كيف أتغلب على هذا؟! رغم أني حاولت لمدة أسبوع، ولكن رجعت على ما كنت عليه.
حين أتوضأ أفكر كثيرا في الكثير من المواضيع، لدرجة أني أقول: ماذا أفعل؟! هل توضأت جيدا؟! وأقوم بإعادة غسل اليدين كثيرا، حتى أصبحت يداي باردتين جدا وجافتين، ولا أستطيع غسلهما بالماء.
أيضا أتخيل خروج الريح، لأني لا أعرف إذا كان الريح الذي يخرج مني هو مبطل للوضوء أم لا؟ وأريد أن أعرف شيئا هل إذا تغلبت على هذا الوسواس وتوضأت مرة واحدة، ولكن نسيت غسل عضو ما، أثناء الوضوء دون أن أعلم، هل يتقبل الله صلاتي؟ وهل الوسواس أتاني بسبب تصرفاتي أم أنه أمر عادي؟
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ نقاء حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
مرحبا بك - ابنتنا الكريمة – في استشارات إسلام ويب، ونسأل الله تعالى أن يذهب عنك ما تجدين من الوسوسة وآثارها، وهذه الوساوس التي تعانين منها – أيتها البنت العزيزة – لا علاج لها أحسن وأمثل من الإعراض عنها بالكلية، وعدم التجاوب معها والاسترسال معها، وكوني على ثقة من أن هذا الإعراض وعدم الاهتمام بها هو الذي يرضاه الله تعالى منك ويريده، وهو كذلك الذي سيزيل عنك عناء هذه الوساوس وثقلها، فإنها من الشيطان يريد أن يثقل عليك العبادة ويبغضها إليك حتى يصل بك إلى ترك العبادة.
إذا جاءك الشيطان وقال لك إنك لم تغسلي يديك جيدا فأعرضي عنه، وادفعي في صدره، وقولي في نفسك (قد غسلتها) وهكذا في كل شيء تشكين أنك لم تتقنيه من وضوئك أو من صلاتك أو غير ذلك.
إذا سلكت هذا الطريق فإن الله تعالى سيذهب عنك هذه الوساوس، وكوني على ثقة من أنك إذا أديت صلواتك على هذه الطريقة الشرعية فإن الله تعالى يرضى منك ذلك، ونسأله سبحانه وتعالى أن يتقبل منك ويثيبك على عباداتك.
احذري من خطوات الشيطان وخداعه وحبائله، فإنه قد يأتيك من باب الورع والاحتياط للدين، والاهتمام بأمر الطهارة، فيدعوك إلى الزيادة أو التنطع أو التشكك في كل ما تفعلين، فاحذري من هذا كله، واعلمي أن دين الله تعالى يسر، وشريعته سمحة، وأنه لا يريد لعباده سبحانه وتعالى المشقة ولا الحرج، كما قال سبحانه وتعالى في آية الوضوء: {ما يريد الله ليجعل عليكم من حرج ولكن يريد ليطهركم} فخذي برحمة الله تعالى وتيسيره لك في شريعته تسلمي - بإذن الله تعالى – وتجدي للعبادة لذة وراحة.
نسأل الله تعالى أن ييسر لك الخير.