السؤال
السلام عليكم
أنا أبلغ من العمر 21 سنة، متزوجة منذ سنتين ونصف، أنا من عائلة متدينة، عندما تقدم لي زوجي قال لي افعلي ما تشائين لن أتدخل في أمور الدين، وبعد الزواج أمرني أن لا أرتدي الحجاب، وأن أصافح إخوانه وأقربائه حتى أصحابه، وهو يفرض علي ذلك، أنا أحبه كثيرا، وهو أيضا يحبني كثيرا، لا أريد أن أخرب بيتي وهو يهددني بذلك أن لم أنفذ ما يقول، حاولت بكل الطرق أن أبين له الحلال من الحرام، لكنه لم يستوعب، ولا يسمع لأحد، رأسه باتجاه واحد، لا أدري ماذا أفعل؟
ساعدوني فأنا أحبه كثيرا، ولكن لا أريد أن أخسر آخرتي وأخاف من عذاب الله ماذا أفعل؟ فهو مصر جدا أن أصافح الرجال، ولا أرتدي الحجاب، وهو لا يغير أبدا علي، وقد وصل لمرحلة الديوث، وليس لدينا أطفال أرجوكم ساعدوني نفسيتي تنهار، وحالتي يرثى لها.
اكتشفت أن زوجي ديوث ماذا أفعل؟ أنا أحبه كثيرا ولا أريد أن أنفصل عنه، وهو يحبني.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ محتارة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
مرحبا بك – أيتها البنت الكريمة – في استشارات إسلام ويب، ونسأل الله تعالى بأسمائه الحسنى وصفاته العلى أن يصلح زوجك، وأن يرده إليه ردا جميلا.
نشكر لك – أيتها البنت العزيزة – حرصك على الوقوف عند حدود الله وعدم انتهاك حرماته، وهذا سيكون سببا جالبا لك كل خير بإذن الله، فإن السعيد من أطاع الله، والله سبحانه وتعالى وعد أهل الإيمان والصلاح بالحياة الطيبة فقال: {من عمل صالحا من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة}.
وصيتنا لك – أيتها البنت الكريمة – أن تكوني دائما مع الله، حريصة على تحصيل رضاه، ففي يده سبحانه وتعالى ملكوت كل شيء، وعنده خزائن كل شيء، وهو سبحانه وتعالى الذي يقدر كل شيء، وإن اتقيت الله فإنه سيجعل لك فرجا ومخرجا، وسيجعل لك من أمرك يسرا، ويرزقك ما لا تحتسبين من الأرزاق، فاحرصي كل الحرص على أن تكتسبي رضاه، ولا تبالي بأحد من خلقه.
زوجك هذا بحاجة إلى المناصحة إن كان يقبل منك النصح، فحاولي أن تتلطفي به برفق ولين، فإن الرفق ما كان في شيء إلا زانه، وما نزع من شيء إلا شانه، بيني له حبك له وحرصك على الخير له ولك، وأن الله سبحانه وتعالى لم يشرع شيئا ولم يأمر به إلا لمصلحة العباد، وهو بذلك يريد أن يحافظ على مصلحة الزوج ويحفظ له حرماته.
حاولي الاستعانة بمن له تأثير عليه، وحاولي إسماعه بعض المواعظ التي تذكره بحقوق الله تعالى، وتذكره بالجنة والنار، فإذا لم يجد معه ذلك النصح فتكوني قد أديت ما عليك، أما أن تطيعيه في معصية الله، فلا يجوز لك ذلك، فإنه لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق كما جاءت بذلك الأحاديث الصحيحة، واعلمي أنك إن قدمت رضا الله على رضا الناس فإنه سيرضى عنك ويرضي عنك الناس، وإذا أسخطت الله تعالى بإرضاء الناس فإنه سبحانه يسخط عليك ويسخط عليك الناس، وأنت أمام خيارين: إما أن تظفري برضا الله سبحانه وتعالى الذي بيده كل شيء، وإما أن تظفري برضا المخلوق الذي لا يملك لك ضرا ولا نفعا.
ومن ثم فنصيحتنا لك - أيتها البنت الكريمة – أن تتوقفي عن طاعة الزوج فيما يأمرك به من منكرات، فإذا جاء الأمر من قبله هو ففارقك لذلك السبب فكوني على ثقة تامة أن الله سبحانه وتعالى يريد بك الخير، ويسوقك إلى ما هو أفضل، فإنه سبحانه وتعالى أرحم بك من نفسك، وأقدر على تحقيق مصالحك، وأعلم بذلك منك، فقد قال سبحانه: {وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم وعسى أن تحبوا شيئا وهو شر لكم والله يعلم وأنتم لا تعلمون} فلا تبالي ولا تهتمي لما قد ينشأ عن ذلك، بل قد يجعل الله ذلك سببا لرفعتك ولعلو مكانتك عند الناس، وقد يعوضك الله سبحانه وتعالى بخير مما تفقدين، فمن ترك شيئا لله عوضه الله خيرا منه.
نحن على ثقة تامة – أيتها البنت الكريمة – أنك بإذن الله سائرة في طريق السعادة ما دمت تحرصين على إرضاء الله تعالى والقيام بطاعته، وتجنب مساخطه، نحن على ثقة تامة من أن الله سبحانه وتعالى لن يتخلى عنك، وأنه سبحانه وتعالى سيقدر لك ما تتمنين وترجين، واعلمي كل العلم أن ما يقدره الله تعالى لك ويختاره هو خير مما تختارينه أنت لنفسك.
نسأل الله بأسمائه وصفاته أن يقدر لك الخير حيث كان، وأن يرزقك الرزق الحسن، وأن يقر عينك بما تحبين وتتمنين.