السؤال
أولا: أشكر لكم مجهودكم الرائع, والمتميز, وأسأل الله لكم العون, وأن يجزيكم خير الجزاء.
سؤالي هو: أنني ألاحظ على نفسي عدم التركيز في حياتي اليومية, لدرجة أنني أنسى كلمات قالتها لي زوجتي في الحال, رغم أنني لم أنه حواري معها؛ فربما أستبدل بعض الكلمات بغيرها, مثل: (اغسلي الغسالة في السجادة), هذا مثال.
أما عن الأرقام, والحسابات, فلا أستطيع التركيز أبدا, ولا الجمع, ولا الطرح, حتى للعمليات البسيطة جدا, والتي يمكن لطفل في الثانية عشرة أن يحلها.
فبماذا تنصحوني؟ وما تشخيص حالتي؟
وجزاكم الله خيرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ إيهاب حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته, وبعد:
إن الذاكرة لها عدة أنواع:
هنالك الذاكرة الوقتية أو الآنية – بمعنى أن الإنسان إذا ذكرت له معلومة يستطيع أن يستعيدها ويستذكرها في نفس اللحظة –.
وهنالك ما يعرف بالذاكرة الحديثة، وهي: متعلقة بالأحداث الحياتية اليومية، وهذه أيضا بالنسبة للإنسان الصحيح, يجب أن يتذكرها حين يحتاج لتذكرها, أو الاستفادة منها.
وهنالك ما يعرف بالذاكرة القديمة, أو الذاكرة المتأخرة، وهي: الذاكرة التي تتعلق بالأحداث السابقة.
بالنسبة للذين يعانون من القلق والتوتر: تجد دائما أن الذاكرة الحديثة لديهم فيها شيء من التشويش, وضعف في التركيز، أما بالنسبة للذين يعانون من أمراض عضوية ـ كالخرف ونحوه ـ أثرت على ذاكرتهم, فتجد أن الذاكرة الحديثة قد تعطلت, أو حدث فيها ضعف، ومن ثم تعقبها الذاكرة القديمة.
عموما: في مثل عمرك – أيها الفاضل الكريم – التشويش في التركيز, وعدم القدرة على الاستيعاب, تكون دائما ناتجة من صرف الانتباه، يعني: أن الإنسان غير مركز، وانتباهه منصرف لأمر آخر، وهذا كثيرا ما يحدث مع الإجهاد النفسي, أو الإجهاد الجسدي، وكذلك القلق والتوتر، أو يكون الإنسان في وضع لا يتيح له أن يعيش حياة صحية، مثلا: عمل الورديات الليلية، السهر، النوم غير المريح، (وهكذا) هذه كلها تؤدي إلى إضعاف في التركيز.
في بعض الأحيان يكون ضعف الذاكرة ناتجا من نقص في بعض المركبات المهمة في الجسم, مثل: هرمون الغدة الدرقية وفيتامين (ب12), وفي بعض الأحيان فيتامين (د) أيضا قد يؤدي إلى صعوبات في التركيز, إذا كان نقصه شديدا ومدته طويلة.
حتى نضع الأمور في نطاقها الطبي الصحيح.
أولا: أريدك أن تذهب إلى الطبيب – طبيب الأسرة أو الطبيب الباطني – لتقوم بإجراء فحوصات عامة، فهذا مهم جدا، وإن شاء الله تعالى بعد أن تتأكد أن كل شيء على ما يرام, إذا كان لديك أي نوع من القلق, أو الضغوطات النفسية, حاول أن تكون: مسترخيا, ومتفائلا, وإيجابيا في تفكيرك.
الأمر الثاني: ضرورة أن تأخذ قسطا كافيا من الراحة، هذا مهم جدا.
ثالثا: ممارسة الرياضة تؤدي إلى تحسين التركيز.
رابعا: القراءة المتأنية, وللمواضيع القصيرة تحسن الذاكرة.
خامسا: تلاوة القرآن الكريم: بتأمل, وتدبر, تحسن الذاكرة كثيرا.
فإذن هذه هي الخطوات المطلوبة، وفي حالات وجود قلق حقيقي وتوتر, قد يحتاج لتناول أحد الأدوية المضادة للقلق.
بعض الناس يتناولون بعض مركبات الفيتامينات والأملاح المعدنية، ولا بأس بها، لكني لا أرى هنالك ضرورة لها، إلا إذا كان هنالك نقص لهذه المركبات.
بعض الناس أيضا يتناولون مشروبات الطاقة وهذه لا أقرها أبدا، وهنالك دواء يعرف باسم (نوتروبيل) يتناوله بعض الناس، هذا الدواء يحسن من مستوى التركيز, وذلك من خلال تحسين تدفق الدم في خلايا الدماغ، لكن لا أعتقد أن هنالك حاجة له في مثل عمرك.
للفائدة راجع علاج عدم التركيز سلوكيا: (226145 _264551 - 2113978).
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وأسأل الله لك التوفيق والسداد.