السؤال
السلام عليكم.
أعاني من حساسية في جميع أنحاء جسمي، وهي عبارة عن دبابيس في الجلد، وتظهر مكانها بقع حمراء صغيرة، عانيت منها كثيرا، ولم أجد لها أي علاج، حالتي تزداد سوءا في الصيف والشتاء، والليل والنهار، وتزداد سوءا عند تعرضي للشمس، أو عند المشي سواء في الليل أو النهار، وعند بذل أي جهد.
هذه الحالة عندي منذ عام 2010م، وقد استعملت علاجات كثيرة، ولم يوجد تحسن ولو بنسبة 1%، بل ازدادت هذه الحالة, وحينما أنام وتزداد حرارة جسمي، أستيقظ فزعا من شدة الدبابيس, فأرجو إفادتي؛ لأني أتعذب، خاصة عند ذهابي للعمل في الصباح؛ فأشعر أن جسمي يشتعل نارا، وآخر طبيب زرته أعطيته جميع الوصفات العلاجية السابقة، فقال لي: هذه العلاجات جيدة جدا للحساسية، ولا يوجد حل سوى تحليل حساسية شامل للدم، وهو: عبارة عن 36 اختبارا للدم، وبالفعل عملت التحليل، وكانت النتيجة: أنه لا يوجد أي شيء في الدم، فقال لي الطبيب: هذه الحساسية التي تعاني منها لا نعرف ما هي؟ ولا نعلم لها سببا!
أرجو مساعدتي؛ لأني فقدت الأمل في العلاج.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أخي الكريم: إن الحكة التي تصيب عموم الجسم شائعة الحدوث، وقليل منا من لم يجربها في يوم من الأيام، وقد تبدأ وتنتهي دون أن يعرف لها سبب، وتسمى أحيانا (الشرى)، وما هي إلا ردة فعل للجهاز المناعي في الجسم لسبب ما لم يتقبله الجسم.
هذا الشرى: إذا ما استمر وتكررت أعراضه من حكة واحمرار لمدة تزيد عن شهر أو أكثر يسمى (الشرى) المزمن، أو (الارتيكاريا) المزمنة، كما هو الحال في حالتك التي تزيد عن ثلاث سنوات.
وعندما توصف الحساسية بأنها مزمنة، فلا بد من البحث بقدر الإمكان عن مسبباتها؛ وذلك بعمل التحاليل مثل:
فحص وظائف الغدة الدرقية، ووظائف الكبد، والتهابات الكبد الفيروسية، وفحص البول والبراز؛ ليتم التوصل إلى سبب التحسس المزمن، وفي كثير من الأحيان تكون نتيجة كل هذه التحاليل سلبية.
وإذا تم تشخيص سبب الحساسية من خلال التحاليل، فيتم في المقام الأول معالجة السبب، وتجنب المسبب، ومن ثم معالجة الأعراض.
إن وصف الأعراض لديك التي تزداد عند التعرض للحرارة والضوء والمجهود العضلي يتماشى مع ما يسمى (الشرى) الفيزيائي physical urticaria، ويكون بسبب الحرارة Heat Urticaria، ويزداد عند الحرارة والجهد والتعرق، وقد تظهر الحالة بعد الاستحمام بسبب حرارة الماء، أو بسبب قوة ضغط الماء من الدش، أو بسبب الدلك والفرك بالليفة أو الكيس.
وعلى حسب شدة المرض، فيمكن الاكتفاء باستخدام مضادات التحسس مثل: Atarax tab، أو Telfast tab، ويضاف لفترة وجيزة أحد مركبات (الكورتيزون) حبوبا، أو حقنا عند الحالات الشديدة، إذا تطلب الأمر ذلك.
وعليك - مع استعمال العلاج - الامتناع عن بعض الأكلات التي تسبب إطلاق مادة (الهيستامين) في الدم المسببة للحساسية، مثل: البيض، والسمك، والربيان، والمانجو، وبعض الأدوية مثل: (الإسبرين) إلى أن تستقر الحالة.
الأهم - أخي الكريم - هو الوقاية، وذلك بتجنب السبب من ارتفاع الحرارة، والدلك الشديد أثناء الاستحمام، وعليك باللباس المناسب.
أسأل الله أن يشفيك، ويلبسك لباس الصحة.