السؤال
السلام عليكم
مع الأسف أن قصتي تكررت كثيرا، ولطالما كنت أضحك على من كنت أنعتهن بالسذج! كيف يخدعن بوهم زائف؟ وها أنا في عداد أولئك الساذجات.
كان تعارفا رسميا مرورا باستلطاف، ثم صار تعلقا به وهو من أنهى علاقتنا، ولا يهم إن كان صادقا أم كاذبا.
ما يهمني هي مشكلتي: فأنا لا أستطيع نسيانه، دائما أتذكره، ولم أعد كما كنت مرحة اجتماعية، أحاول جاهدة أن أتصنع المرح، وأجبر نفسي على البقاء مع الآخرين، لعلي بذلك أعود كما كنت، ولكن دون فائدة.
ماذا أفعل؟
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ تعبت حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحابته ومن والاه.
نرحب بك - ابنتنا الفاضلة – ونسأل الله أن يلهمك السداد والرشاد، ونحب أن نبين لك أن هذا القلب غالي فاجعليه عامرا بحب الله وبتقواه وبالولاء إليه، واعلمي أن هذه الدنيا لا يستحق أن يحزن الإنسان طويلا، كما أن الرجل الذي لا وفاء له لا يستحق أن تجري المرأة وراءه، فلا خير في ود يجيء تكلفا، ولا خير في ود امرئ متلون.
إذا كان الشاب قد جاء من الباب بتعارف رسمي – كما ذكرت -هذا الذي فهمناه – ثم بعد ذلك حصل استلطاف، ثم حصل التعلق منك، ثم تركك بعد ذلك، وقام بعدم الوفاء فكان عيبا، وهو من أكبر العيوب التي يمكن أن توضع، وتوجد في الرجال وفي النساء.
إذا كان الإنسان ليس له وفاء وليس فيه خير وتركك بهذه السهولة، فاحمدي الله الذي خلصك منه، واعلمي أن أمثال هؤلاء الرجال لا يستطيع تحمل المسؤولية، ولا يمكن للمرأة أن تأمن أو تسعد في جواره، فاحمدي الله أن العاقبة جاءت سليمة إلى حد ما، كيف كان سيكون الموقف لو أنه فعلا أكمل العلاقة ثم تركك من البداية؟ كيف سيكون الوضع لو تركك ومعك طفلة أو أطفال؟!
احمدي الله تبارك وتعالى الذي خلصك من هذا في بداية الطريق، وأقبلي على الله تبارك وتعالى بصدق، واعلمي أن بناتنا يخدعن لأنهن طاهرات، ولأنهن غافلات، ولأنهن صالحات، ولأن الواحدة لا تتوقع أن يكون في الرجال ذئاب، ولكن ينبغي أن تدركي أن في الشباب ذئابا، وأننا في زمان فيه الكثير من التغيرات السالبة بكل أسف، وأن القيم التي كنا نبني عليها بدأت تهتز عند بعض الناس.
لذلك ينبغي للفتاة أن تكون حريصة، وألا تدخل هذا المشروع ولا هذا المشوار إلا وخلفها أولياء من الرجال، فالرجال أعرف بالرجال، كما أن العلاقة ما ينبغي أن تمضي وتتعمق دون أن نعرف حقيقة الشخص المشارك، فمن حقهم أن يسألوا عنا، ومن حقنا أن نسأل عنهم، فنحن لا نؤيد الاستعجال والمسارعة في المضي بالعلاقة خطوات إلى الأمام دون أن تتبين الصورة الواضحة بالنسبة لهذا الشريك الذي جاءنا.
اعلمي أن الكلام الجميل فن يجيده كل أحد، ولكن دائما العلاقة المعلنة الواضحة التي يقول فيها أهل الفتاة للرجل: (إذا كنت تريد الزوجة فعليك أن تعد نفسك ثم تأتي) فليست هناك مصلحة في تطويل المكالمات وكثرة الزيارات والمراسلات، لأن هذه لا توصل للإشباع، لكنها تعكر الأجواء، لكنها سبب لمجيء الخلاف والنفور.
نسأل الله تبارك وتعالى أن يعينك على الخير، ونتمنى أن تكون هذه التجربة فيها فائدة لك ولصديقاتك، والمؤمنة لا تلدغ من الجحر الواحد مرتين، ونكرر دعوتنا لك بحمد الله تعالى وشكره على الخروج من هذا المأزق في بداية مبكرة.
نسأل الله لك التوفيق والسداد.