الرقية الشرعية من أجل الزواج: نصائح وإرشادات.

0 878

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أشكركم على الموقع الهادف والجميل، وجعله الله في ميزان حسناتكم.

أنا فتاة عمري 26 سنة، غير متزوجة، محجبة، ومواظبة على صلاتي، وقد تبت من الحرام، لأني في الماضي كنت أقيم علاقات محرمة، وكرهني الله فيها، وتبت منذ عدة سنوات ـ والحمد لله ـ.

مشكلتي هي: عدم تيسر الزواج، يأتيني خطاب ـ على فكرة أنا أفضل الطريقة التقليدية في الزواج يعني عن طريق الأهل و المعارف ـ ولا يتم الأمر، حتى في بعض الأحيان ينتهي الأمر قبل زيارتهم الشرعية.

اقترحت علي أمي ـ حفظها الله ـ أن أذهب عند الراقي حتى أرقي نفسي؛ إن كان في الأمر سحر، أو مس ـ لا قدر الله عافانا الله وعافاكم ـ وذهبت بالفعل، والآن صار لي أكثر من 4 أشهر، أذهب إليه كل خميس يقرأ علي، ويعطيني الماء الذي قرأ عليه القرآنوأغتسل به يوم الخميس، وأرش به البيت كله عدا الحمام.

المهم: أني لا أشعر بأي سوء يعني: سحر، أو عين، أو ما شابه؛ لأني فقط أشعر بارتياح كما لو كنت أقرأ القرآن.

ملحوظة: خلال 4 أشهر أتاني خاطبان، ولكن انتهى الأمر قبل مجيئهم.

الراقي قال لي: بأنه يجب علي متابعة الرقية عنده حتى ييسر الله أمر الزواج، فما حكم هذه الرقية التي طالت؟

أخاف أن أقع في عكس ما أنا أبتغيه من تحصين، فهل الأفضل أن أرقي نفسي بنفسي، أو أن أبقى مع هذا الشيخ الراقي؟ فأنا موقنة بأن التوفيق من عند الله.

أرجوكم فصلوا لي هذا الأمر, وأفيدوني.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ مسلمة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبا بك - ابنتنا العزيزة – في استشارات إسلام ويب، ونسأل الله تعالى بأسمائه الحسنى وصفاته العلى أن يرزقك الزوج الصالح الذي تقر به عينك، وتسكن إليه نفسك.

مما لا شك فيه ـ أيتها البنت العزيزة ـ أن مفتاح الأرزاق، كثرة استغفار الله ـ سبحانه وتعالى ـ ودعائه، فقد قال الله سبحانه: {فقلت استغفروا ربكم إنه كان غفارا * يرسل السماء عليكم مدرارا * ويمددكم بأموال وبنين ويجعل لكم جنات ويجعل لكم أنهارا}، فقد وعد ـ سبحانه وتعالى ـ بالرزق الحسن ثمرة الاستغفار، فهذا هو الطريق الصحيح – أيتها البنت الكريمة – أن تكثري من ذكر الله تعالى واستغفاره، موقنة بأن ما يقدره الله تعالى لك هو الخير، فإنه ـ سبحانه وتعالى ـ لا يختار لك إلا ما هو صلاح لك، فهو أعلم بمصالحك منك، وأرحم بك من نفسك، وقد قال سبحانه: {وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم وعسى أن تحبوا شيئا وهو شر لكم والله يعلم وأنتم لا تعلمون}.

ومن ثم فإن قضاء الله تعالى لك بتأخر الزواج هو الخير - بإذن الله تعالى – وما يدريك لعل هؤلاء الخطاب الذين تتمنين أنت أن يتم الأمر، وأن يحصل لك الزواج بأحدهم، ما يدريك أن الواحد منهم ربما يكون سببا: لعنائك، ومشقة في حياتك بقية عمرك، فلا يصرف الله عنك شيئا إلا لعلمه ـ سبحانه وتعالى ـ أن الصرف هو خير لك، فثقي بحسن تدبير الله تعالى، واطمئني لكمال علمه وتمام رحمته، وارضي بقضائه ـ سبحانه وتعالى ـ فإنه لا يقضي إلا ما هو صلاح لك، وهذا لا يمنع – أيتها البنت العزيزة – أن تأخذي بالأسباب المشروعة للزواج، ومن هذه الأسباب: أن تتعرفي على النساء الصالحات والفتيات الطيبات، وتكثري من مجالستهن، فهن خير من يعينك في البحث عن الزوج الصالح المناسب، فكل واحدة منهن لها أقارب، وربما فيهم من يبحث عن امرأة يتزوجها، فاستعيني بهن، وستصلين إلى ما يقدره الله تعالى لك ويقضيه.

ومن ذلك: الاستعانة بالرجال من محارمك، إن كانت لهم علاقات بآخرين، فإنهم قد يكونون سببا في عرضك على من يصلح لك، فهذه أسباب مشروعة لا حرج في الأخذ بها.

أما ما ذكرت من الذهاب إلى هذا الراقي، فإنا لا نستطيع الحكم عليه بكونه يمارس الرقية الشرعية، أو يمارس خلاف ذلك من الدجل والكذب والشعوذة، لأن حاله سينبئ عن رقيته، فإن كان ممن ظهر صلاحه بحيث يحافظ على الصلوات جماعة في المساجد، وهو ممن يعرف بالخير، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ويربط الناس بالله ـ سبحانه وتعالى وحده ـ ولا يتخذ ذلك مطية للوصول إلى أغراض الدنيا، ولا يقول شيئا لا يفهم ولا يعرف، ولا يمارس محرما أثناء الرقية، كأن يختلي بالمرأة، أو يحاول أن يمس بعض جسدها، أو نحو ذلك من المحرمات، فهذا هو الراقي الشرعي؛ وعليه فحال هذا الراقي ينبني على معرفة ما يفعله.

ولكن رقيتك أنت لنفسك خير لك بلا شك، والنبي - صلى الله عليه وسلم – كان يأمر الناس حين يأتون إليه يشكون بعض الآلام أو الأوجاع، كان يأمر أحدهم بأن يرقي نفسه ويعلمه كيف يرقي نفسه، ولهذا فتحصنك أنت بالأذكار وقراءتك القرآن على نفسك أنفع بلا شك، وأبعد لك عن الفتنة، ومواطن الريب، ومع هذا كله فإنا ننصحك بأن تبتعدي عن هذه الأوهام، وأنك مصابة بسحر، والأمر كما ذكرت أنت بأنك لا تعانين سوءا، ولا مكروها، وليس بالضرورة أن يكون تأخر الزواج بسبب مس أو سحر، ولكن هكذا يفهم كثير من الناس، لا سيما كبار السن، فلا تقعي أنت أسيرة لهذا النوع من الأوهام، فثقي بالله وتوكلي عليه، واشتغلي بطاعته، وأكثري من استغفاره، والهجي بدعائه دائما، ولا سيما في الأوقات التي يعظم فيها رجاء الإجابة: كالدعاء حال السجود، وبين الأذان والإقامة، وفي الثلث الأخير من الليل، وبعد الصلوات، وأثناء الصيام، وأحسني ظنك بالله، فإنه لن يردك خائبة.

نسأل الله تعالى أن يقدر لك الخير حيث كان.

مواد ذات صلة

الاستشارات