السؤال
زوجي عمره 32 عاما، ونحن متزوجان منذ ثلاث سنوات، وكلانا يعاني من العقم:
بالنسبة لزوجي: فقد حلل السائل المنوي وظهر عدم وجود نطاف، وأجرى خزعة للخصية, وكانت نتيجتها أن النطاف يتوقف إنتاجها عند المرحلة الثالثة.
بالنسبة لي: منذ الخامسة والعشرين من عمري توقفت الدورة الشهرية، هرمون fsh تجاوز 100، ومنذ أكثر من عام لم أراجع أي طبيب بسبب وضع بلادي - فأنا من سورية - لكني في المرة الأخيرة التي صورت فيها كتب الطبيب في التقرير: (لم يتم ملاحظة المبايض)، وأنا الآن آخذ دواء لكي تنزل الدورة – بروجيليتون - فهل يمكننا الإنجاب؟
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ ربا حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته, وبعد:
الأمر كله - يا أختنا - بيد الله, فقد قال تعالى في سورة الشورى: {لله ملك السماوات والأرض يخلق ما يشاء يهب لمن يشاء إناثا ويهب لمن يشاء الذكور * أو يزوجهم ذكرانا وإناثا ويجعل من يشاء عقيما إنه عليم قدير}، ولو علمنا الغيب - يا أختنا - لاخترنا الواقع، فكم من أمهات سعين بكل قوة للبحث عن إنجاب ثم بعد ذلك رزقن بأطفال لديهم أمراض وراثية، وظللن بقية حياتهن في متابعتهم في المصحات الخاصة، لا أقول لك ذلك لأثنيك عن محاولة البحث عن طريق للإنجاب، ولكن لا يجب أن يكون الأمر حياة أو موتا بالنسبة لكما، ولا يجب أن يؤثر ذلك على حياتكم الاجتماعية, بل لكما أن تستمتعا بالحياة معا دون أطفال، ولكما فعل الخير والعطف على أطفال ذوي القربى في ظل المآسي التي يعيشها أهلنا في سورية الحبيبة، وفي ذلك خير.
الرضا بقدر الله في حد ذاته خير كبير، والعطف والإحسان على الأيتام فيه خير كبير أيضا، فقد قال المصطفى صلى الله عليه وسلم: (أنا وكافل اليتيم كهاتين) وضم إصبعيه معا دلالة على صحبته - صلى الله عليه وسلم - في الجنة لكافل اليتيم, ويا لها من صحبة.
أرى أن التحاليل الخاصة بزوجك وبك تحتاج إلى متابعة في مستشفيات متخصصة في العقم، وتحاليل متكررة لكليكما, وهذا فوق الطاقة، ونتائجه غبر مضمونة، ولا يمكن أن نفكر في الحمل المجهري في ظل تحليل مني ضعيف للزوج, أو ما يسمى عدم وجود نطاف, أو (azospermia)، وهذه تحتاج إلى جهد وعلاج في المستشفيات قبل التفكير في إجراء أي تحاليل خاصة بك؛ لأن أي تحاليل لك مضيعة للجهد والمال دون فائدة؛ ولذلك تابعي أخذ الدواء لإنزال الدورة الشهرية، وإذا حدث تقدم في تحليل الزوج فمن الممكن أن تبدأ رحلة التحاليل الخاصة بك للبحث عن سبب اضطراب الدورة الشهرية.
وفقكم الله لما فيه الخير، وحفظ سورية وبلاد المسلمين من كل مكروه وسوء.