السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
حياكم الله إخواني الكرام -القائمين على الموقع- وبارك الله لكم، وشكر لكم هذا الجهد الطيب في مساعدة أهل البلاء, أسأل الله أن يجعلكم دوما سببا لتفريج كربات المسلمين، وأن يجزل لكم الثواب.
أخص بالشكر طبيبنا الحبيب د/محمد عبدالعليم، أحبك في الله, وتمنيت أن لو رأيتك وجالستك, أشعر أنك إنسان عظيم، جزاكم الله خيرا فضيلة الدكتور، وإلى الأمام دوما.
حقيقة المشكلة لا تتعلق بي ولكن تتعلق بزوجة أخ لي، وهي مصابة بمرض الذئبة الحمراء، تم اكتشاف المرض مؤخرا، وهي تبلغ من العمر 25 سنة، ولها طفلتان, وقد ظهرت عليها أعراض كثيرة منها الاكتئاب، والسؤال:
هل تنصحون بإعطاء أي مضادات للاكتئاب لمقاومة نوبات الاكتئاب الناتجة عن الذئبة الحمراء؟ وأي أنواع الاكتئاب تفضلون في مثل هذه الحالات؟
وجزاكم الله خيرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ محمد حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
أشكرك لك تواصلك مع إسلام ويب, وعلى كلماتك الطيبة وثقتك في شخصي الضعيف، وأنا أبادلك التحية - إن شاء الله تعالى – بأعطر منها، وكنت أتمنى أيضا أن أجالسك، وأسأل الله تعالى أن يسهل لنا أن نلتقي بشخصك الكريم.
أيها الفاضل الكريم: لك الشكر والتقدير على اهتمامك بأمر هذه الابنة، وأسأل الله لها العافية، ولا شك أن علة (الذئبة الحمراء) بالنسبة للمرأة تشكل وتؤدي إلى بعض الصعوبات النفسية، ومنها عسر المزاج، والإصابة بالاكتئاب الظرفي، وهذه الحالات (حقيقة) تعالج من خلال الشرح والمساندة، وأنا متأكد أن الأطباء الذين يشرفون على علاجها يكونون قد شرحوا لها طبيعة المرض، وهذا يساعدها كثيرا على التواؤم والتكيف مع وضعها.
إذن الاكتئاب في مثل هذه الحالات نعتبره اكتئابا ظرفيا تفاعليا، لا مانع من إعطاء الأدوية المضادة للاكتئاب، لكنها قطعا ليست خط العلاج الأول، خط العلاج الأول – كما ذكرت لك – هو الدعم النفسي والشرح والمساندة، هذا فيه - إن شاء الله تعالى – مساعدة كبيرة لها، ويجب أن ندفعها لأن تكون إيجابية في تفكيرها، وألا تجعل هذه العلة سببا للكدر.
كثيرا ما يلجأ الناس للتعميم للسلبيات، بمعنى أن الإنسان إذا أصيب بعلة ما أو كان هناك حدث ما في حياته غير مريح تجده يصاب بالكرب والتوتر وعسر المزاج، لأنه قد عمم ولم يخصص، بمعنى أن العلة هي علة يجب أن يتم التعامل معها في نطاقها، ولا داعي لأن يعمم الإنسان تعميما سلبيا ليشمل كل حياته ومزاجه، هذا من ناحية.
الأمر الآخر: يجب أن نساعدها أن تصرف انتباهها عن هذه العلة، لأن هذا يساعدها كثيرا، وصرف الانتباه يأتي أيضا من خلال التفكير الإيجابي، وأنها الحمد لله بخير، ولها أسرة، ولها ذرية، وعليها الكثير الذي يمكن أن تقوم به، ولا شك أن الدعم من صديقاتها وزميلاتها ومعارفها فيه مساندة ومساعدة كبيرة جدا لها.
أرى أيضا أنها إذا التحقت بأحد مراكز تحفيظ القرآن هذا فيه خير كثير لها، لأنه يمثل دعما نفسيا حقيقيا.
بالنسبة لمضادات الاكتئاب: كما ذكرت لك – أخي محمد – هي ليست خط العلاج الأول، لكن قطعا إذا أطبق الاكتئاب وأصبح يمثل عائقا حقيقيا في حياتها فلا مانع من أن تتناول عقار مثل السبرالكس (مثلا)؛ حيث إنه دواء طيب وجيد وسليم وسريع الفعالية، وفي ذات الوقت يعالج جوانب كثيرة، يعالج الاكتئاب البيولوجي، وكذلك الاكتئاب الظرفي الانفعالي، كما أنه يعالج القلق والتوتر والمخاوف والوساوس، فهو دواء طيب، كما أنه لا يؤثر سلبا على الهرمونات النسوية.
الجرعة في مثل حالتها هي جرعة صغيرة، أن تبدأ بنصف حبة – أي خمسة مليجرام – يتم تناولها يوميا لمدة عشرة أيام، بعد ذلك يمكن أن تجعل الجرعة حبة كاملة – أي عشرة مليجرام – تتناولها لمدة ثلاثة أشهر، ثم تخفضها إلى خمسة مليجرام يوميا لمدة شهر، ثم خمسة مليجرام يوما بعد يوم لمدة أسبوعين، ثم تتوقف عن تناول الدواء.
السبرالكس ليس له آثار سلبية خاصة على الهرمونات النسوية، من آثاره الجانبية الشائعة أنه ربما يؤدي إلى زيادة في الوزن قليلا لدى بعض الناس الذين لديهم أصلا الاستعداد للسمنة.
البعض أيضا يفضل عقار (فافرين) في هذه الحالات، وهو يعتبر أيضا جيدا كبديل للسبرالكس لأنه لا يزيد الوزن، والجرعة هي خمسون مليجراما ليلا لمدة أسبوعين، ثم تكون الجرعة مائة مليجرام ليلا لمدة شهرين، ثم خمسين مليجراما ليلا لمدة أسبوعين، ثم خمسين مليجراما يوما بعد يوم لمدة أسبوعين أيضا، ثم يتم التوقف عن تناول الدواء، ويتميز الفافرين بأن تكلفته أقل.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وبالله التوفيق والسداد.