السؤال
السلام عليكم.
طفلي عمره سنة ونصف، يرضع طبيعي، بدأ الأكل منذ الشهر السادس، ولكن يأكل كمية قليلة جدا، وعندما تم الشهر 11 أخرج إحدى أسنانه واضطررت أن أوكله بالإكراه البيض والجبنة المثلثة، وذلك بأن أخلط في ماء وأعطيه إكراها حتى إنه أحيانا يقيء من البكاء.
بعد فترة لاحظت أنه رفض حتى الأكل، ولا يأخذ برضاه، فتركت إكراهه، فصار لا يأخذ أي شيء غير الرضعة الطبيعية، وهو في عمر سنة و4 أشهر، لديه 4 أسنان من فوق، ومن تحت، وضرسان، ووزنة 8كيلو، فهل أفطمه أم أستمر في إرضاعه؟ وماذا أفعل؟
أيضا: هو يعيش وحده، وعندما تأتي ابنت عمه تلعب معه -وهي في عمر- تضربه باستمرار، وهو يبكي، فأشعر أنه جبان، وكذلك ابنة خاله، ويبكي بشدة على أي شيء، فيتعبني وأنا أعمل بالمنزل. حاولت أن أمسك يده حتى يصير شجاعا، لكن لا هو بقي شجاعا، ولاهم تركوا ضربه.
أرجوكم قولوا لي ماذا أفعل؟ إنه يسبب لي اكتئابا، فهو وحيد، وأنا أعاني من أجله، أفادكم الله، وجزاكم الله وفير الجزاء.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أم علي حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
التعامل مع الأطفال يحتاج للكثير من الحكمة والصبر، وعلينا أن ندرك أن الأطفال لا يفكرون كما نفكر نحن، ولن يستوعبوا أفكارنا، فعندما نجر الطفل على الأكل على اعتبار أن تلك مصلحته أن ينمو ويكبر بصحة جيدة فلن يستوعب الطفل تلك الأفكار، وإنما سيربط بين عملية تقديم الطعام وبين العنف، سواء الجسدي أو اللفظي، مما سيؤدي إلى رفضه للطعام، ومحاولة الدفاع عن نفسه بالصراخ والرفض.
أيضا من غير المعقول أن نصف طفلا صغيرا عمره سنة ونصف بالجبن وعدم الشجاعة لأن طفلا أو طفلة يضربونه! علينا نحن أن نوفر الأمان لطفلنا دون عنف تجاه الآخرين، فإن كان هناك أطفال آخرون سلوكهم مختلف، ويوجد إمكانية للعنف، فعلينا أن نفصل بينهم حتى لا يؤذوا بعضهم البعض.
الطفل لا يعاني من مشاكل، ولكن نحن نترجم سلوكه الطبيعي على أنه مناسب، ونساهم في زيادة الأمور السلبية عندما نتعامل مع الطفل بتلك الطريقة.
شاركي طفلك اللعب، وحوالى أن تكتشفي ما يحب، وأدخلي السعادة عليه، من الممكن أن تفطميه، وبعد الفطام سيتحسن تناوله للطعام، لكن عليك أن تجعلي من إعطاء الطعام مغامرة مسلية، وتدمجيها مع اللعب، حتى يصبح الأمر محببا للطفل.
دمج الطفل وسط أطفال آخرين شيء مطلوب، فقط ابعدي الأشياء المضرة التي من الممكن استخدامها للأذى، كالأشياء المدببة والحادة، والتي من الممكن أن يؤذي بها طفلا آخر دون تعمد؛ لعدم الإدراك لخطورة هذا الفعل، وبالتالي يجب أن نراقب أطفالنا، وخاصة عندما يكونوا في عمر يمكن فيه أن يحدث لهم أي أذى -لا قدر الله-
اطمئني واهدئي بالا، وإن شاء الله يبارك الله في طفلك، ويكون في أحسن حال.
والله الموفق.