السؤال
متزوجة منذ 6 سنوات، ولم يحصل حمل بسبب انسداد الأنابيب، لجأت إلى الحقن المجهري، وهنا بدأت معاناتي التي استمرت إلى الآن، فلقد عملتها 8 مرات، وباءت بالفشل، والسبب هو انخفاض هرمون الـAMH الذي كان منذ 5 سنوات o.3 وعدته منذ سنتين أصبح 0,19 .
أما باقي التحاليل، فكانت جيدة، وفي كل مرة أعمل العملية مع أخذ الإبر المنشطة لا يخرج سوى بويضتين، ويتم إخصاب بويضة واحدة وإرجاعها، ولكن للأسف لم يحدث حمل، ومرات لم يتم الإرجاع، لأنه لم يتم انقسام البويضات.
الآن قررت أن أعملها للمرة التاسعة، فذهبت للدكتور، فطلب مني تحليل الـ FSH وLH وكانت النتيجة: الأول 27، والثاني 19، فرفض الدكتور أن يكمل معي الحقن المجهري، وقال إن مصيره الفشل، ونصحني ألا أحاول مرة أخرى بالحقن المجهري، ولا عند أي دكتور، ولا عند أي مركز؛ لأن النتيجة ستكون الفشل، هل كلامه صحيح؟ هل انعدم الأمل بالأمومة؟
سؤالي: هل فعلا لا أعيد المحاولة مرة أخرى بالحقن المجهري؟ وهل توجد طريقة من أجل خفض هذا الهرمون؟ وهل هناك طريقة لإنتاج بويضات جيدة تكون قادرة على الانقسام؟ وبماذا تنصحوني أنا في حيرة من أمري؟ وهل يمكن عمل إرجاع في اليوم الخامس بحالتي بوجود بويضة واحدة؟ لأن الإرجاع في اليوم الثالث كان يفشل، وما رأيكم بدواء الـ DHEA لحالتي؟
أفيدونا أفادكم الله، وشكرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ لينا حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أتفهم معاناتك -يا عزيزتي- وأسأل الله عز وجل, أن يعوضك بكل خير, وأن يجعل صبرك واحتسابك في ميزان حسناتك يوم القيامة.
إن تحليل الـ FSH -AMH هي من التحاليل الماسحة, وليست المشخصة, فهي تستخدم لتقدير مخزون المبيض, وهي تعطينا تصورا عن احتمال نجاح الحمل, لكن لا يجوز الجزم 100% بأن الحمل لن يحدث, بناء على هذه التحاليل فقط, إلا في بعض الحالات عندما يكون الخلل في حالاته القصوى.
ولتوضيح الأمر أقول: إن احتمال حدوث الحمل في محاولة أطفال الأنابيب حال كان هرمون الـ FSH ,-AMH ضمن الحدود الطبيعية هي 35% تقريبا في المراكز الجيدة, لكن في حال كان هرمون الـ FSH أكثر من 25, وهرمون الـ AMH أقل من 0,2 فإن نسبة الحمل هذه تنخفض بشدة, فتصبح أقل من 5% ، وهذا معناه أن احتمال أكثر من 95% أن تفشل العملية, وأقل من 5% أن تنجح, هذا والعلم عند الله عز وجل.
فإن كنت راضية بهذه النسبة القليلة للنجاح, ومستعدة لتحمل الأعباء المادية والجسدية للمحاولة, فهنا يمكن إعادة المحاولة من جديد.
عندما تكون نسبة نجاح العملية منخفضة جدا بهذا الشكل, فإن الكثير من الأطباء يرفضون عمل محاولة أطفال الأنابيب, فعدا عن التكلفة المادية, فهنالك دوما اختلاطات طبية قد تحدث خلال كل مرحلة من مراحل العلاج, ويجب دوما موازنة الفائدة من أي تدخل طبي، وإمكانية نجاحه في مقابل المخاطر التي يمكن أن يسببها.
إن ارتفاع هرمون الـFSH هو نتيجة لقصور في المبيض, وليس سببا في القصور, بمعنى أن قصور المبيض ونقص مخزونه من البويضات, هو الذي سبب ارتفاع هرمون الـ FSH , فحتى لو أعطينا أدوية تخفض من هذا الهرمون, فلا فائدة من ذلك؛ لأن مخزون المبيض لن يتحسن, وبالتالي لن يطور البويضات.
أما بالنسبة لتحديد اليوم الذي يتم فيه إرجاع الأجنة في محاولة أطفال الأنابيب, فهو يعتمد على عدد الخلايا التي وصلت إليها المضغة, فالإرجاع يجب أن يتم عند وصول المضغة إلى مرحلة من 6-8 خلايا, فإن وصلت إلى هذه المرحلة في اليوم الثالث, فيجب أن يتم الإرجاع في اليوم الثالث.
أما العلاج بـ DHEA فهو علاج تجريبي وعشوائي, فلم تثبت فائدته لغاية الآن, والدراسات عليه ليست كافية, والبعض يحبذ إعطاءه, بينما البعض الآخر يرفض ذلك.
نسأل الله العلي القدير أن يمن عليك بثوب الصحة والعافية دائما, وأن يكتب لك ما فيه الخير في دينك ودنياك.