السؤال
السلام عليكم.
أنا أريد أن أكون سلفيا، ولكني أريد هذا عن طريق الكتب وقراءتها لمدة ساعة أو نصف ساعة يوميا على الأكثر، بسبب الدراسة، ولكني أريد الكثير من التوجيه، من حيث الكتب التي سأقرأها (يجب أن تكون متوفرة على الإنترنت) وكيف أقرؤها وأنفذ ما فيها؟ أرجو من سيادتكم ردا تفصيليا موضحا؛ لأنني آخذ وقتا طويلا حتى أتمكن من الدخول إلى الموقع في الوقت المناسب لطرح السؤال.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أحمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحابته ومن والاه.
نرحب بابننا الكريم، ونحي فيه هذه الرغبة، فإن الخير كل الخير في اتباع من سلف، ونسأل الله أن يرزقنا حب السلف والسير على دربهم، وأن يحشرنا وإياهم في زمرة النبيين، مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين، وحسن أولئك رفيقا.
ولكننا ننبه ابننا الكريم إلى أن هدي السلف هو أخذ العلم من أهله، ليس من الكتب، فإن الصحفي –كما يسمونه– لا يفلح، والناس ينبغي أن يأخذ العلم عن الأشياخ، ونحن نتمنى أن تجتهد في دراستك، ثم عندما تتاح لك فرصة في العطلة أو في غيرها أن تجلس مع المشايخ المشاهير الكبار، من أمثال الشيخ محمد حسين يعقوب، أو الشيخ محمد حسان، أو الدكتور محمد إسماعيل المقدم، أو الشيخ أبو إسحاق الحويني، أو غيرهم من مشايخنا الفضلاء، لتأخذ العلم عنهم، على أصوله وضوابطه وقواعده، لأن هذا العلم عندما يأخذه الإنسان عن طريق المشايخ أولا يقصر على نفسه الطريق.
الأمر الثاني: أنه يستطيع أن يأخذ العلوم مرتبة، فإن بعض الناس يدخل هذا المجال فلا يدرس إلا مسائل الخلاف، همه كيف يناظر كيف يجادل، وهذا ما لا نريده لأبنائنا، بل نريد للإنسان أن يبدأ بصغار العلم قبل كباره، وأن يتدرج في طلبه للعلم وفي سعيه من أجل الوصول إلى المعرفة الحقة التي ترضي الله تبارك وتعالى.
نحيي فيك هذه الرغبة، ونتمنى أن تتواصل تواصلا مباشرا مع شيخ، ولا مانع بعد ذلك من باب المزيد أن تدخل إلى مواقع أو تتابع قنوات، ولله الحمد الآن هناك قنوات كثيرة ناطقة بالحق والخير، لتستفيد من العلم الذي فيها، بل هناك أكاديميات علمية عن طريق النت، وهذه نؤيد فكرتها، لأن هذه أيضا دراسة شبه نظامية، لكن نحن نتمنى دائما أن تكون الدراسة مباشرة إذا تيسر ذلك للإنسان، فإن لم يتيسر فلا مانع من أخذ إرشادات والقواعد الأساسية من شيخ مباشرة، ثم بعد ذلك تتابع بعد أن تملك المفاتيح –مفاتيح العلوم– بعد ذلك تدخل إلى النت أو تقرأ الكتب لتستزيد من فضل الله ومن العلم، ونسأل الله تبارك وتعالى لك التوفيق والسداد.