هل من علاج لتقلبات المزاج؟

0 305

السؤال

السلام عليكم

أبلغ من العمر 28 سنة, أعاني منذ فترة 3 سنوات من تغير في المزاج من حالة أكثر حيوية إلى العكس, حيث إنني من الأشخاص الذين يحبون الخير للناس, وعندما اكون أكثر حيوية أتكلم كثيرا وأضحك, وعندما يأتي العكس لا أتكلم, وأخاف خوفا شديدا, وتظهر عندي أعراض مثل دبدبة في الجانب العلوي من الرأس, وبعد أن تأتي هذه الحالة أفقد ثقتي في نفسي, حيث إنني أعرف كثيرا من الاصحاب, وعندما يروني في حالة غريبة يبتعدوا عني.

أحس أن رأسي فارغ, وتأتيني الوساوس والتفكير, ولا أستطيع السيطرة عليها, حتى العمل لا أستطيع أن أعمل, وقد حاولت أكثر من مرة عدم الاهتمام بها لكن لا أستطيع, وعندما أكون أكثر حيوية ترجع ثقتي في نفسي وأتكلم وأضحك, وتكون الدنيا بخير عندي, لكن لا تستمر هذه الحيوية أكثر من أسبوع.

ولما تأتي الأعراض أفقد نفسي, ولا أخرج من البيت, وأحس بضيق في نفسي, ولا أميز بين الأمور, حيث إنني لما أقرأ أحس بأني تائه, ولا أفهم شيئا.

باختصار أتحول من حالة إيجابية إلى حالة سلبية.

أرجو منكم تحليل الابتلاء حتى أعيش سعيدا.

عفوا على الإطالة وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

فإن تقلبات المزاج من مزاج انشراحي إلى مزاج انقباضي أو اكتئابي هي ظاهرة معروفة، قد تصل إلى الدرجة المرضية، أو قد تكون مجرد ظاهرة بسيطة, في حالة أن هذا التقلب المزاجي وصل للدرجة المرضية فإن الشخص قد يدخل في نوبات اكتئاب عميقة أو متوسطة، قصيرة أو طويلة، تعقبها نوبات من استواء المزاج، يعني لا انشراح ولا انقباض، بعدها قد تأتي حالة انشراح زائد عما هو مطلوب -هذه حالة مرضية- وقد يتكرر القطب الواحد أكثر من مرة دون ظهور القطب الآخر، يعني تظهر حالة الانشراح تنتهي ثم تظهر حالة انشراح أخرى (وهكذا) وقد تعقبها بعد ذلك حالة اكتئاب.

أما في الحالات الأخرى وهي بسيطة –وأعتقد أن حالتك تأتي في هذا النطاق- أن بعض الناس لديهم شخصيات ذات طابع تقلبي فيما يخص مزاجهم، وهذه تقلبات وجدانية، بمعنى أن المزاج يتبدل ويتقلب، ولا يوجد تفسير كامل لهذه الحالات، لكنها لا تعتبر مرضية، قد تكون هي فقط جزء من البناء النفسي للإنسان، فكما تعرف هنالك عدة ألوان وأشكال وأطياف وأقسام للشخصية، هنالك شخصيات قلقة، هنالك شخصيات وسواسية، هنالك شخصيات اكتئابية، شخصيات انفعالية، شخصيات انشراحية، شخصيات شكوكية، شخصيات انطوائية (وهكذا).

فالتقلب المزاجي يأتي تحت هذا النطاق، وهذه نعتبرها حالة بسيطة، وكل المطلوب هو (حقيقة) أن تدفع نفسك دفعا شديدا وإيجابيا حين تكون في القطب الانسحابي أو الذي يتميز بالخوف والوسوسة وعسر المزاج، لا تستسلم له أبدا، حاول أن تدفع نفسك في حدود المعقول، وحتى تساعد هذا القطب أو هذه النوبات: حين تأتيك نوبات الفرح والانشراح وأن تكون في حالة انبساط معقولة هنا أقول لك أيضا: لا تدفع نفسك دفعا شديدا، نحن لا نريد أن نحرمك من الفرح، لكن حاول أن تجعل ضوابط أيضا لهذا الانشراح، لأن هذا يساعدك في ألا تتأثر كثيرا حين ينزل مزاجك إلى الإحباط البسيط.

بهذه الطريقة –طريقة ألا تنفعل انفعالا شديدا مع حالات الحيوية– وأن تقلص بقدر المستطاع حالات الانزواء وعسر المزاج، بهذه الطريقة نكون قد قاربنا كثيرا ما بين القطبين، هنا تكون الشقة قد قلت، وهذا يساعد على تثبيت المزاج.

من المهم أيضا أن تحاول أن تعيش حياة صحية جيدة، من ناحية ضرورة النوم المبكر، والتغذية السليمة، وممارسة الرياضة، والتواصل الاجتماعي، هذا كله يساعدك كثيرا.

إذا استمرت معك هذه الحالات وأصبحت تعكر صفوك فهنا أقول لك: لو تمكنت وقابلت الطبيب النفسي سوف يكون هذا أمرا جيدا، وإن لم تتمكن فهنالك أدوية بسيطة لهذه الحالات تستعمل لتثبيت المزاج وتحسينه، منها عقار يعرف باسم (موتيفال) وجرعته هي حبة واحدة، يتم تناولها ليلا لمدة شهرين، ثم بعد ذلك عند اللزوم –أي حين تكون في المزاج الانقباضي أو الانسحابي الاكتئابي–.

أؤكد لك أن حالتك بسيطة، ولا تنزعج، وأسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات